Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

تراه العين ولا تطأه القدم.. الرصاص يحول بين فلسطينية وأطلال منزلها في غزة

بخطوات متثاقلة وبمشاعر من الحسرة والألم، تراقب الفلسطينية ختام الأشقر أطلال منزلها الذي كان شامخا يوما ما، قبل حرب الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل طول أكثر من 15 شهرا.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

تقف الأشقر على بعد مئات الأمتار من ركام منزلها المدمر بمنطقة جحر الديك شرق قطاع غزة، عاجزة عن الوصول إليه؛ بسبب إطلاق النار من الجنود الإسرائيليين المتمركزين خلف تلة رملية قريبة من الحدود الشرقية للقطاع.

تقف الأشقر بعيدا، تنظر بنظرات غارقة في الذهول، وكأنها تحاول أن تقنع نفسها بأن هذه الأنقاض التي تراها كانت يوما ما وطنا وحياة.

حاجز رصاص

تقول الأشقر إنه "جئت لأتفقد منزلي في بلدة جحر الديك القريب من المنطقة الحدودية بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة ومحور نتساريم، لكني لست قادرة على الوصول إليه بسبب إطلاق النار".

View this post on Instagram

A post shared by موقع عرب ٤٨ (@arab48web)

وتضيف وهي تشير بأصابعها المرتجفة إلى كومة الركام التي كانت بيتها ذات يوم: "صحيح انسحب الجيش الإسرائيلي، لكنه يمنعنا من أن نصل للمنطقة القريبة من الحدود".

وصباح الأحد، انسحبت الآليات العسكرية الإسرائيلية، من محور نتساريم الذي أقامه الجيش الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية وسط غزة، ويفصل شمالي القطاع عن جنوبه، بعد أكثر من عام وثلاثة أشهر على احتلاله.

لكن القوات الإسرائيلية بقيت في المنطقة العازلة التي أقامتها بعرض نحو 700 متر بمحاذاة الحدود الشرقية والشمالية للقطاع إضافة لمحور صلاح الدين (فيلادلفيا) على الحدود بين غزة مصر.

"حالتنا النفسية صارت مثل الرماد"، تهمس وكأنها تحدث نفسها، تناظر بقايا حجارة، تتأكد من أن ما تراه حقيقة، وليس كابوسا طويلا.

المنطقة التي تعرفها جيدا حيث جيرانها وأهلها لم تعد كما كانت، لم تعد هناك حياة، فقط أنقاض لمنازل سُوّيت بالأرض، وأتربة تملأ الأفق، وأصوات انفجارات خلّفت صمتا ثقيلا.

تقف المرأة وسط بحر من الخراب، تلتفت حولها بقلب مثقل، تتنفس غبار الذكريات، ثم تهبط بجسدها المُنهك على تلة من الركام، حيث كان يطل فناء منزلها ذات يوم، ليجتاحها موج عارم من الصدمة والحسرة.

ابنها الذي رافقها في هذه الرحلة الثقيلة، يقف بجوارها، ينظر إلى المنزل المهدم كما لو أنه يحاول إعادة بنائه في ذاكرته.

ويقول بصوت متقطع: "شعوري مختلط بين الحزن والفرحة.. أشعر بالفرح لأنني تمكنت من الوصول إلى منطقتنا، بيد أني لست قادرا على الوصول إلى بيتنا المدمر".

ويضيف أنه "لا يوجد حياة في المنطقة، أي شخص يحاول الاقتراب، تتصيده نيران الجيش الإسرائيلي، فإما مصاب أو شهيد".

يحبس أنفاسه للحظات، ينظر إلى والدته، يبحث عن كلمات تسعف وجعه، لكنها تقاطعه، وكأنها لم تعد قادرة على كتمان الألم أكثر: "لا كلمات تصف ما حدث.. سنوات طويلة ونحن نبني بيوتنا، وفي ثوان راحت (دُمّرت)".

منذ ساعات الصباح الباكر، كانت الأشقر تعلم أنها ستأتي، لم يكن بإمكانها الانتظار أكثر، وتقول: "ابني الكبير سبقني إلى هنا، لكن لا أعرف أين ذهب، وهل وصل أم لا".

الانسحاب من نتساريم

جاءت عملية الانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بغزة، التي تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم الواقع وسط القطاع.

ومع ذلك، قتل 3 فلسطينيين، أمس الأحد، في إطلاق نار من الجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل.

وفي 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وارتكبت إسرائيل بدعم أميركي بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/ يناير 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

اقرأ/ي أيضًا | باسل القرعان.. شابٌ من النقب سرحته إسرائيل إلى غزة


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *