Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

ترسانة أسلحة حزب الله ستعرقل اجتياحا بريا إسرائيليا

حزب الله يحتفظ بترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار والصواريخ المضادة للدبابات، بينها صاروخ “ألماس” الموجه المضاد للدبابات* باحث أميركي: “الأمر أشبه بأن نقول للولايات المتحدة في عام 1980: دعونا نعود إلى فيتنام”

دمار في كريات شمونة ألحقه صاروخ أطلِق من لبنان، اليوم (Getty Images)

يحتفظ حزب الله بترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار والصواريخ المضادة للدبابات التي يمكنه نشرها لمواجهة اجتياح بري إسرائيلي، إذا حدث، وبين أسلحته الجديدة الأكثر تطورا صاروخ موجه مضاد للدبابات من صنع إيران يسمى “ألماس” والذي يمنح حزب الله درجة أعلى بكثير من الدقة في ضرباته مقارنة بما كان عليه عندما خاض آخر حرب مع إسرائيل في عام 2006.

ويعتقد المحللون العسكريون على نطاق واسع، وفق تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” اليوم، الثلاثاء، أن صاروخ “ألماس” الموجه المضاد للدبابات هو نسخة معدلة هندسيا من صاروخ إسرائيلي يسمى “سبايك”، والذي من المرجح أن حزب الله استولى عليه وأرسله إلى إيران، في العام 2006.

وتستطيع صواريخ “ألماس”، التي يمكن مقارنتها بصواريخ مضادة للدبابات متقدمة أخرى مثل صاروخ “جافلين” الأميركي، الذي استخدمته أوكرانيا لتفجير المركبات المدرعة الروسية، في العام 2022، أن تسمح لحزب الله بضرب الأهداف بدقة أكبر من السنوات الماضية، عندما اعتمد بشكل أساسي على الصواريخ غير الموجهة.

وفي أول استخدام مسجل لحزب الله لهذا السلاح، في كانون الثاني/يناير الماضي، أظهر مقطع فيديو تم تصويره من الصاروخ نفسه أنه ينطلق من جنوب لبنان ثم يصطدم بقمة تل مليئة بالرادار ومعدات عسكرية أخرى في شمال إسرائيل.

وكما حدث في حرب 2006، التي انتهت إلى طريق مسدود، فسوف تضطر إسرائيل إلى القتال على أرض معركة في جنوب لبنان يستفيد حزب الله فيها من نقاط قوة، وقد يتحول الصراع إلى مستنقع بالنسبة للقوات الإسرائيلية، تماماً كما حدث في الحرب في غزة، وفقا للصحيفة.

(Getty Images)

ونقلت الصحيفة عن دانييل بايمان، وهو زميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ومسؤول سابق في الحكومة الأميركية، والذي شارك في تأليف دراسة حديثة عن ترسانة حزب الله، قوله إن “الأمر يشبه إلى حد ما أن نقول للولايات المتحدة في عام 1980: دعونا نعود إلى فيتنام”.

ويقول أولئك الذين لديهم معرفة بحزب الله إن الجماعة سرّعت استعداداتها للحرب في الأشهر الأخيرة، فوسعت شبكتها من الأنفاق في جنوب لبنان، وأعادت تمركز المقاتلين والأسلحة، ونقلت المزيد من الأسلحة. ويقول مسؤولون أميركيون وإقليميون إن إيران زادت من إمداداتها من الأسلحة الصغيرة والقذائف الصاروخية، إلى جانب الصواريخ الموجهة وغير الموجهة بعيدة المدى.

ولفت ضابط عسكري سابق في حزب الله، في إشارة إلى الاستعدادات العسكرية، إلى أن “الجنوب أشبه بخلية نحل الآن. كل ما يملكه الإيرانيون نملكه نحن”.

ومنذ انهاء حرب العام 2006، حصل حزب الله على آلاف الصواريخ والطائرات بدون طيار الجديدة من إيران، وألحق أنظمة توجيه بصواريخه القديمة غير الموجهة، كما اكتسب مقاتلوه خبرة أكبر من خلال القتال في الحرب في سورية، حيث قاتلوا إلى جانب القوات الروسية والإيرانية وتعلموا تقنيات القتال التي تستخدمها الجيوش التقليدية.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، خططت مجموعة مرتزقة “فاغنر” الروسية لتزويد حزب الله بنظام دفاع جوي متقدم من طراز SA-22، بحسب الصحيفة، ولم يتضح بعد ما إذا كان النظام قد تم تسليمه بالفعل.

ويرجح محللون عسكريون أن حزب الله قد ينسخ التكتيكات التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا، بإطلاق وابل من الصواريخ وأسراب من الطائرات بدون طيار في محاولة لإرباك أو تعطيل الدفاعات الجوية الإسرائيلية وضرب القواعد العسكرية أو الموانئ وشبكة الكهرباء في البلاد. ويتوقع المسؤولون الإسرائيليون مقتل المئات من الأشخاص.

واعترف الضابط المتقاعد من الجيش الإسرائيلي برتبة عميد، أساف أوريون، بأنه “لن يكون الأمر سهلاً إذا اندلعت حرب شاملة. لا توجد طريقة لن نتعرض فيها لخسائر فادحة”، وفق ما نقلت عنه الصحيفة.

من غير المرجح أن يتمكن حزب الله من الانتصار على إسرائيل أو إلحاق هزيمة حاسمة بها في حرب تقليدية، لكن إسرائيل تواجه مع ذلك عيوباً استراتيجية، إذ أن حزب الله لن يسعى إلى الانتصار في حرب مع إسرائيل بالمعنى التقليدي. بل إنه سوف يهدف بدلاً من ذلك إلى إغراق القوات الإسرائيلية في حرب استنزاف، تماماً كما نجحت حماس في ذلك، وفقا للصحيفة.

يقول العميد المتقاعد في الجيش اللبناني، إلياس فرحات، إن “إسرائيل قادرة على إحداث دمار في لبنان، وهذا أمر غير قابل للنقاش. هناك فجوة في التوازن العسكري. ولكن حزب الله يمتلك أسلحة غير متكافئة. وقد أثبتوا مهارتهم في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات في العام 2006. وهم مدربون تدريباً جيداً”.

ويقول خبراء عسكريون إن حزب الله ربما يكون القوة شبه العسكرية غير الحكومية الأكثر تسليحاً في العالم، إذ يضم عشرات الآلاف من الجنود ويمتلك ترسانة صاروخية واسعة النطاق.

في العام 2006، قدر المسؤولون الإسرائيليون أن حزب الله يمتلك نحو 12 ألف صاروخ وقذيفة. ويقول قاسم قصير، وهو محلل لبناني مطلع على شؤون حزب الله، إن مخزون الحزب من الصواريخ والقذائف تضخم إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة، قبل السابع من أكتوبر، وهو رقم يتطابق إلى حد كبير مع التقديرات الإسرائيلية والغربية.

كما أصبحت قدرة حزب الله على نقل الأسلحة من إيران أسهل بسبب النفوذ الإيراني المتزايد في سورية، والذي فتح طريقا بريا مباشرا من إيران إلى لبنان. وقد حاولت إسرائيل تعطيل خطوط الإمداد لإيران وحزب الله من خلال الغارات الجوية.

وخلصت الصحيفة إلى أن بعض العناصر يكاد يكون من المستحيل اعتراضها. فمنذ العام 2006، أضاف حزب الله أنظمة توجيه إلى صواريخه غير الموجهة، باستخدام وحدات GPS صغيرة يمكن نقلها بسهولة في حقيبة.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *