تركيا تستبعد أي دور لفرنسا في ملف الأكراد بشمال شرق سورية
عند سؤاله عن احتمال نشر قوات أميركية وفرنسية في شمال سورية لتخفيف التوترات مع الأكراد، استبعد فيدان أي دور لباريس.
استبعد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الجمعة أي دور للقوات الفرنسية في سورية، معتبرا أن الولايات المتحدة هي المحاور الوحيد لبلاده، فيما تسعى واشنطن إلى ثني تركيا عن شنّ عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
واتهم فيدان باريس بتجاهل المخاوف الأمنية التركية، داعيا فرنسا إلى استعادة مواطنيها الجهاديين المسجونين في سورية.
يأتي ذلك فيما تحاول باريس وواشنطن إقناع حليفتهما في حلف شمال الأطلسي “الناتو” بالعدول عن شنّ هجوم على قوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد والتي ساعدت في هزيمة تنظيم “داعش” عام 2019.
ويرى كثيرون في الغرب أن قوات سورية الديمقراطية تشكل فاعلا هاما في منع عودة ظهور تنظيم “داعش”. لكن تركيا تعتبرها تهديدا أمنيا كبيرا بسبب ارتباطها بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا ضدها منذ الثمانينات.
عند سؤاله عن احتمال نشر قوات أميركية وفرنسية في شمال سورية لتخفيف التوترات مع الأكراد، استبعد فيدان أي دور لباريس.
وقال للصحافيين في إسطنبول “محاورنا الوحيد في هذه القضية هو أميركا”، مضيفا “بصراحة نحن لا نولي اعتبارا للدول التي تحاول أن تخدم مصالحها الخاصة في سورية من خلال التلطي وراء قوة أميركا”.
وتابع فيدان “لقد قلنا ذلك مرات عديدة: لا يمكننا أن نعيش في ظل مثل هذا التهديد. إما أن يتخذ طرف آخر هذه الخطوة أو سنتخذها نحن”.
وشدد على أن تركيا تمتلك “القوة والقدرة وقبل كل شيء العزم على القضاء على كل التهديدات الوجودية من المصدر”، مكررا تحذيرات أطلقها الرئيس رجب طيب إردوغان في وقت سابق من الأسبوع.
وتدير قوات سورية الديمقراطية عشرات السجون والمخيمات في شمال شرق سورية، حيث يحتجز آلاف الجهاديين وعائلاتهم.
ومن بين المحتجزين عشرات المواطنين الفرنسيين إلى جانب متطرفين أجانب آخرين تشعر بلدانهم بقلق عميق إزاءهم وتتردد في إعادتهم.
ورغم إصرار الغرب على الدور الحاسم لقوات سورية الديموقراطية في التصدي لعودة الجهاديين، تعتبرها تركيا مجرد سجّان تتم المبالغة في دوره.
وقال فيدان “ما ينبغي لفرنسا أن تفعله هو استعادة مواطنيها ونقلهم إلى سجونها ومحاكمتهم”.
وأضاف “من الخطأ أن نطلب من وحدات حماية الشعب، وهي منظمة إرهابية أخرى، الاحتفاظ بهؤلاء السجناء مقابل الدعم”. ووحدات حماية الشعب الكردية هي العمود الفقري لقوات سورية الديمقراطية.
واعتبر وزير الخارجية التركي أن فرنسا “لديها سياسة لا تقوم على إعادة السجناء من أعضاء تنظيم ’داعش’ إلى بلدهم. لا يأبهون لأمننا”.
وشدد هاكان فيدان على أن هدف تركيا الوحيد هو ضمان “الاستقرار” في سورية.
وتابع “إنهم يطرحون دائما مطالبهم الخاصة ولا يتخذون أي خطوات بشأن مخاوفنا”، متعهدا أن تتعامل تركيا مع المشكلة بطريقتها.
الشهر الماضي، قال فيدان إن الدعم الغربي لقوات سورية الديمقراطية هدفه الوحيد هو ضمان عدم عودة مواطنيهم الجهاديين إلى بلدانهم.
وأضاف في مقابلة مع قناة فرانس 24 “للأسف فإن أصدقاءنا الأميركيين وبعض الأصدقاء الأوروبيين يستخدمون منظمة إرهابية لإبقاء إرهابيين آخرين في السجن”.
المصدر: عرب 48