Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

تركيا وإيران وإسرائيل تتنافس على السيطرة على الشام

تشهد المنطقة صراعًا متجدّدًا بين القوى الإقليمية الكبرى، حيث تسعى كل من تركيا وإيران وإسرائيل لبسط نفوذها في منطقة الشام. ووفقًا لتقرير نشرته “ناشونال إنتريست”، فإن هذا التنافس يأتي في ظل تراجع دور القومية العربية وظهور قوى أخرى تتقاسم النفوذ.

مطار المزة العسكري بعد قصف إسرائيلي لدمشق، 16 ديسمبر الماضي (Getty Images)

في ظل التغيرات الجيوسياسية الكبيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بدأ صراع جديد يُعرف بـ “اللعبة الكبرى الجديدة” بين القوى الإقليمية الكبرى مثل تركيا وإيران وإسرائيل، وسط مساع لبسط النفوذ في منطقة الشام، المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية البالغة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وسط تراجع كبير للتأثير العربي.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”

ويشير المحلل ليون هدار، وهو زميل أول غير مقيم في برنامج الأمن القومي بمعهد بحوث السياسة الخارجية، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال إنتريست” الأميركية، إلى تراجع دور الدول العربية في المنطقة.

وأضاف أن العالم العربي فقد قضيته الموحدة، القضية الفلسطينية، ودعمه الخارجي. وتفكك إلى كتل جيوسياسية، مع تنافس ثلاث قوى غير عربية رئيسية – تركيا وإيران وإسرائيل – على الهيمنة في منطقة الشام.

وفي الواقع، فإن العصر الذهبي للقومية العربية في القرن العشرين، عندما سعت مصر إلى توحيد الشعوب العربية، وهيمنت الحركات القومية على السياسة في المنطقة، قد ولى منذ زمن بعيد.

(Getty Images)

واعتبر هدار أن مصر تخلت عن دورها كقائدة للعالم العربي بعد توقيعها اتفاقيات كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1978، وذلك قبل أن تظهر إيران كقوة ثورية رئيسية في المنطقة، مشيرا إلى أنه في عام 1991، فقدت الأنظمة العربية داعمها العالمي الرئيسي، الاتحاد السوفيتي، وأصبحت المنطقة تحت الهيمنة الأميركية أحادية القطب.

وفي أعقاب حرب العراق الكارثية التي قادتها الولايات المتحدة، يبدو الشرق الأوسط اليوم مختلفا تماما، بما في ذلك من حيث مكانته في النظام الدولي. وبدأت الولايات المتحدة في فك ارتباطها بالمنطقة بعد حرب العراق، وتوقفت روسيا عن كونها قوة مؤثرة في الشرق الأوسط بعد سقوط نظام الأسد في سورية.

وفي ظل هذا الواقع الجديد المتغير بصورة متسارعة، أصبحت القوى الإقليمية الآن هي المسؤولة عن إدارة شؤون المنطقة.

وقال هدار إنه بطريقة ما، تم “بلقنة” الكثير من منطقة الشام، التي باتت مُجزأة حيث تحتفظ إيران بما لها من أهداف تتعلق بالهيمنة، وإسرائيل، بقيادة حكومة يمينية متطرفة تتحرك بدوافع أيديولوجية – دينية، وتركيا، التي يطمح رئيسها لتعزيز دوره الإقليمي.

واعتبر أن منطقة النفوذ الإسرائيلي، تشمل بالإضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، أيضا الأردن، وجزءا كبيرا من جنوب لبنان، ومرتفعات الجولان السورية وجبل الشيخ.

ورأى أن إيران تحافظ على نفوذها في لبنان من خلال حزب الله – رغم إضعافه، وفي العراق عبر حلفائها الشيعة، وتعتبر إسرائيل منافسها الإستراتيجي الرئيسي في المنطقة.

وكانت تركيا أحد المستفيدين من انهيار نظام الأسد، على أمل أن يحتضنها النظام الجديد في دمشق كراع عسكري واقتصادي، وهو ما كان سيحدث على الأرجح.

وفي الوقت نفسه، تشعر تركيا بالقلق إزاء ما تراه تهديدا من القومية الكردية في سورية، حيث أسس الأكراد خلال السنوات الماضية، “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية” بدعم من الولايات المتحدة.

(Getty Images)

ومع ذلك، تصر كل من تركيا وإسرائيل على أن الاستقلال السياسي الكامل لهذين الشعبين سيمثل تهديدا وجوديا لهما. وفي أفضل الأحوال، عُرض على كلا الشعبين شكل محدود من الحكم الذاتي السياسي.

وفي الوقت نفسه، من المحتمل أن يواجه الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، ضغوطا من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للانضمام إلى إسرائيل في مهاجمة المنشآت النووية العسكرية الإيرانية. ومع ذلك، من المرجح أن يرفض ترامب دعوة الزج بالقوات العسكرية الأميركية في المنطقة وصراعاتها المتعددة.

وخلص هدار إلى أنه إذا انتهى الأمر بحصول الإيرانيين على قدرة نووية عسكرية، فمن المرجح أن تفكر تركيا أيضا في الخيار النووي، مما يثير شبح توازن الردع النووي المتبادل بين ثلاث قوى إقليمية.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *