تضرر منازل إثر سقوط صاروخ.. “كنا نستعد للانتقال لبيتنا الجديد”
روى صاحب المنزل الأكثر تضررا في العمارة التي سقط فيها الصاروخ، محمد طه لـ”عرب 48″ قائلا إن “عند سماع دوي صافرات الإنذار، كنت أتواجد في الساحة أمام المنزل وأطفالي أمامي عند الشارع قادمين للمنزل، حيث كنا نتجهز…”
منزل متضرر في دير الأسد (تصوير عرب 48)
يعيش سكان المدن والبلدات العربية في الجليل والشاغور، شمالي البلاد، في خطر مع استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة ولبنان، وذلك، في ظل النقص الحاد في الملاجئ وسوء وضع البنى التحتية في البلدات العربية.
ولم يتوقع سكان العمارة التي سقط فيها الصاروخ في بلدة دير الأسد في الجليل، يوم أمس السبت، أن صوت الانفجار القوي كان لصاروخ سقط داخل منازلهم وأحدث أضرارا جسيمة، وخلّف 3 إصابات طفيفة وإصابات بالهلع.
وروى صاحب المنزل الأكثر تضررا في العمارة التي سقط فيها الصاروخ، محمد طه لـ”عرب 48″ قائلا إن “عند سماع دوي صافرات الإنذار، كنت أتواجد في الساحة أمام المنزل وأطفالي أمامي عند الشارع قادمين للمنزل، حيث كنا نتجهز خلال هذه الأيام لأن ننتقل لهذا المنزل الجديد”.
وأكمل طه “مباشرة طلبت من أطفالي بالذهاب لمنزلنا القديم والقريب من المكان عند والدتهم، وبدأت بالتوجه نحو الملجأ داخل المنزل الجديد”؛ وتابع “وصلت للملجأ وأمسكت الباب لأغلقه، إذ بصوت الانفجار القوي وحالة ضغط أدت لأن ألقي على الأرض لمسافة بعض الأمتار لغرفة ثانية بجانب الملجأ، وقد تسببت لي بكدمات وجروح بسبب الزجاج الذي تحطم”.
وتابع طه “بعدها بثوانٍ خرجت من الغرفة ورأيت الحطام المنتشر والدمار الكبير والشظايا التي تطايرت في كل مكان، ومن ثم خرجت للساحة وتجمهر الأهالي والجيران حتى عرفت منهم أن الصاروخ سقط بشكل مباشر في منزلي ليس كما توقعت أنه سقط بجانب المنزل”.
ولفت طه “كان من المفترض أن ننتقل للعيش في هذا المنزل نهاية شهر أيلول/ سبتمر الماضي، وكنت سأقيم مولدا بمناسبة الانتقال إلى البيت الجديد، لكن حال الوضع دون الانتقال بسبب الظروف الراهنة، وأحمد ربي مليون مرة أننا لم ننتقل ولم يصب أحد أفراد العائلة بمكروه”.
وقال توفيق داوود وهو صاحب منزل في نفس العمارة تضرر بفعل سقوط الصاروخ لـ”عرب 48″: “كنا نجلس مع العائلة في غرفة المعيشة، وسمعنا صافرات الإنذار، بعدها بثوان معدودة، سمعنا صوت الانفجار الذي هزّ البيت بكل أركانه، إذ بصاروخ سقط في شرفة ببيت جارنا بالطابق العلوي، وأحدث الصاروخ فتحة كبيرة في سقف منزلي، وبلطف من الله لم يكن أحد داخل الغرفة التي سقط فيها الصاروخ الذي أحدث أضرارا كبيرة داخل الغرفة وتشققات في جدران المنزل وتحطيم للزجاج والشبابيك والممتلكات”.
ويعيد هذا الحدث الذكريات العصيبة لحرب لبنان الثانية عام 2006، خصوصا لأهالي منطقة الشاغور، حيث ارتقوا آنذاك الشهيدة المربية مريم فتح الله وابنها فارس (5 أعوام) بعد سقوط صاروخ في منزلهم ببلدة دير الأسد، والشهيدين بهاء فياض كريّم ومحمد صبحي مناع من بلدة مجد الكروم إثر سقوط صاروخ على المنطقة”.
وفي هذا السياق أشار داوود إلى أنه “بعد وقوع الصاروخ بدقائق، تبادر لذهني ذكريات الحرب عام 2006، الذي راح عدد من الضحايا حينها من المنطقة، من بلدتي دير الأسد وأيضا من بلدة مجد الكروم، لم يكن حينها منظومة “القبة الحديدية” كما اليوم التي تحد من سقوط الصواريخ، لكني أشعر أن هذه المرحلة وسقوط الصاروخ في عمارتنا هي بداية لوضع خطير جدا قريب من الذي عايشناه عام 2006″.
واختتم داوود حديثه “نطلب من جميع الأهالي التحلي بالحيطة والحذر، وأن لا يبدّوا تصوير الصواريخ على الدخول للملاجئ أو لمكان آمن، سلامتكم هي الأهم وبلطف من الله لم تقع كارثة هنا، والحمدلله على كل حال”.
المصدر: عرب 48