توغل إسرائيلي جديد يقلق السوريين
شرعت القوة المتوغلة في أعمال حفر وشق طرق ترابية من الحدود الإسرائيلية باتجاه منطقة الدريعات، حيث دمرت أراضي زراعية باستخدام جرافات، ما جعلها غير صالحة للاستخدام.
ضمن خطط توسيع احتلالها للأراضي السورية، توغلت مؤخرا قوات إسرائيلية باتجاه منطقة بدعا القريبة من العاصمة دمشق، في احتلال جديد لأراض تضاف إلى الجولان الذي تحتله منذ سنوات جنوب غربي البلاد.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
ومنذ الإطاحة بنظام البعث يوم 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، تواصل إسرائيل توسيع احتلالها للأراضي السورية، حتى باتت على مشارف ضواحي دمشق.
وفي هذا الإطار، توغلت قوة إسرائيلية مكونة من نحو 30 جنديا، و3 جرافات ومثلها من الدبابات، باتجاه بدعا الواقعة على بعد نحو 20 كلم من مطار المزة العسكري شمال شرق جبل الشيخ على الحدود بين سورية ولبنان.
وشرعت القوة المتوغلة في أعمال حفر وشق طرق ترابية من الحدود الإسرائيلية باتجاه منطقة الدريعات، حيث دمرت أراضي زراعية باستخدام جرافات، ما جعلها غير صالحة للاستخدام.
تدمير أراض زراعية
وقال عبدو القريان أحد سكان بلدة المالكة بمحافظة القنيطرة، إن إسرائيل تواصل احتلال الأراضي السورية بحجة “تعزيز الأمن والاستقرار”.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية “أنشأت تحصينات في جبل الشيخ والتلول الحمر” بالمنطقة.
وتابع “قوات الاحتلال تدخل القرى، وبلدة المليحة، وتلة داريا، وتقوم بتجريف الأراضي الزراعية هناك بالكامل”.
وتحدث المواطن السوري عن “دمار كبير” ألحقته القوات الإسرائيلية بالأراضي الزراعية نتيجة استخدام الجرافات.
وأردف “حاليا، أصبحت القنيطرة بالكامل تحت الاحتلال الإسرائيلي”.
ودعا القريان المجتمع الدولي والإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، إلى “التحرك لوقف الاحتلال الإسرائيلي” لأراضي البلاد.
احتلال مزيد من القرى
وقال أبو أحمد أحد سكان المنطقة، إن “إسرائيل تواصل فرض ضغوطها على السكان في المناطق التي تحتلها بريف القنيطرة ومحافظة درعا”.
وأوضح أن سكان القرى السورية التي تحتلها إسرائيل يؤكدون أن الأخيرة “ستخسر، ولن تجرؤ على العودة إلى هذه الأراضي مجددا”.
وألحق الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي أضرارا بمناطق سكنية يقطنها مدنيون في بلدات العشة والحيران وأبو غارا، ومزرعة الحيران في محافظة القنيطرة.
كما ألحقت الدبابات الإسرائيلية أضرارا بالأراضي الزراعية وأعمدة الكهرباء والطرق في البلدات الأربع، بجانب قطعها الأشجار على جانبي الطرق التي مرت بها.
إلى ذلك، احتل الجيش الإسرائيلي قريتي جملة ومعربة الواقعتين في حوض اليرموك جنوبي محافظة درعا.
هجمات إسرائيل على سورية
وتزامنا مع تصعيد ضرباتها الجوية وزيادة التوغل البري في أعقاب سقوط نظام البعث في سورية، احتلت القوات الإسرائيلية مؤخرا مبنى محافظة القنيطرة في مدينة السلام (البعث سابقا)، وتحويله إلى قاعدة عسكرية.
وكانت سورية قد شيدت “مدينة البعث” في المنطقة التي استعادتها بعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر التي شنتها بالاشتراك مع مصر ضد إسرائيل عام 1973، لتحرير أراضيهما المحتلة.
وفي أعقاب الإطاحة بنظام البعث في سورية في كانون الأول/ ديسمبر الفائت، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على مختلف أنحاء البلاد، متسببة في تدمير البينة التحتية العسكرية ومنشآت متبقية من جيش النظام، كما وسعت احتلالها لمرتفعات الجولان وتوغلت بريا في القنيطرة.
وفي 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، طالب جنود إسرائيليون بإخلاء مبنى بلدية مدينة السلام بالقنيطرة، وأخرجوا جميع من بداخله وقاموا بتفتيش المبنى.
كما نظم أهالي قرية السويسة بالقنيطرة، في 25 كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، مظاهرة ضد الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم، حيث أطلق جنود الاحتلال النار على المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة 3 مواطنين.
ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل 1150 كلم مربعا من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية البالغة 1800 كلم مربع، وأعلنت في 1981 ضمها إليها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.
واستغلت إسرائيل التطورات الأخيرة واحتلت المنطقة السورية العازلة في محافظة القنيطرة، معلنة انهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
المصدر: عرب 48