ثروة مصريّة تمّ تجاهلها لعقود طويلة
على الرغم من أنّ الرمال البيضاء متوفّرة بمساحات شاسعة من الوطن العربيّ، إلّا أنّ استغلالها الصحيح ما زال لا يُذكر، إذ يتمّ التعامل معها على أنّها “سلعة للبيع”
تُعرف الرمال البيضاء، أو رمال السيليكا بأنّها مورد طبيعيّ متعدّد الاستخدامات مع مجموعة واسعة من التطبيقات في مختلف الصناعات، كما وُصِفت هذه المادّة بـ”جوكر الصناعات الحديثة”، نظرًا لخصائصها الفريدة ووفرتها، وتنوّعها في مجالات عديدة مثل البناء وتصنيع الزجاج والسباكة والسيراميك وترشيح المياه، بالإضافة إلى استخدامها في الصناعات الحديثة كالأجهزة الإلكترونيّة.
وكانت دراسة للمركز المصريّ للفكر والدراسات، قد قدّرت احتياطي مصر من الرمال البيضاء، بنحو 20 مليار طن، موزّعة على الصحارى المتنوّعة. وشدّدت الدراسة على ضرورة زيادة وربط البحث العلميّ بالقطاعات التي تعتمد فيها السوق المصريّة على الاستيراد.
وتمتلك مصر أفضل أنواع الرمال البيضاء في العالم، والتي تستخدم في تصنيع الرقائق الإلكترونيّة التي تكون داخل الأجهزة الذكيّة من مختلف المجالات، وترجع جودة الخام المصريّ إلى نقائه الكبير، حيث تصل نسبة نقاوة السيليكا إلى 98.8٪، بينما تقلّ نسبة أكسيد الحديد غير المرغوب فيه عن 0.01٪.
وكانت مصر قد حظرت تصدير الرمال البيضاء كمادة خام خارج مصر، للحفاظ على هذا المورد غير المتجدد عام 2016 ، حيث قرّرت الحكومة منع تصدير الرمال البيضاء باعتبارها ثروة قومية.
وتتواجد رواسب الرمال البيضاء “رمال الزجاج” في مصر بوفرة وجودة عالية على امتداد خليج السويس وساحل البحر الأحمر وجنوب سيناء ومن أهمّ تلك المواقع وادي الدخل، طريق إدفو – مرسى علم، وادي قنّا، هضبة الجنّة جنوبيّ سيناء.
ويتكوّن الرمل الأبيض بشكل أساسيّ من السيليكا، وتحديدًا ثاني أكسيد السيليكون (SiO2)، ممّا يمنحه لونه وخصائصه المميّزة، وتوجد بكثرة في المناطق الساحليّة ومجاري الأنهار والصحاريّ حول العالم، وحبّات الرمل الأبيض عبارة عن جسيمات حبيبيّة ناعمة يتراوح حجمها عادة من 0.0625 مم إلى 2 مم ويمتلك هذا المورد الطبيعيّ العديد من الخصائص المرغوبة، مثل النقاوة العالية، ومحتوى الرطوبة المنخفض، ونقطة الانصهار العالية، والاستقرار الكيميائيّ والفيزيائيّ الممتاز.
وتعتبر الرمال البيضاء عنصرًا رئيسيًّا في صناعة البناء، وتستخدم في تطبيقات مختلفة بسبب خصائصها الهيكليّة المتفوّقة، حيث أنّه عنصر أساسيّ في إنتاج الخرسانة، حيث يعمل كحشو، ويوفّر القوّة والثبات للخليط، بالإضافة إلى ذلك ، يتمّ استخدام الرمال البيضاء كموادّ فراش للأنابيب وفي الأسفلت لبناء الطرق.
وتعتمد صناعة الزجاج بشكل كبير على الرمال البيضاء كمادّة خام أوّليّة، حيث نسبة السيليكا العالية في رمال السيليكا ومستويات الشوائب المنخفضة تجعلها مثاليّة لإنتاج الزجاج، وتتمّ إذابة الرمال البيضاء في درجات حرارة عالية، جنبًا إلى جنب مع رماد الصودا والحجر الجيريّ، لإنتاج الزجاج المصهور، إنّه يضفي الشفّافيّة والقوّة والمقاومة للحرارة على منتج الزجاج النهائيّ، ممّا يجعله مناسبًا للتطبيقات الّتي تتراوح من زجاج النوافذ إلى الأواني الزجاجيّة المتخصّصة، ويعمل الرمل الأبيض كعنصر أساسيّ في إنتاج الموادّ الخزفيّة، مثل الخزف، والأواني الحجريّة، والأواني الفخّاريّة، ويساعد محتواه العالي من السيليكا في تحقيق الخصائص المرغوبة للقوّة والمتانة ومقاومة الحرارة. بالإضافة إلى ذلك ، يتمّ استخدام الرمل الأبيض في التطبيقات المقاومة للحرارة، حيث يعمل كموادّ حشو في إنتاج الطوب.
المصدر: عرب 48