جهود الدولة لاستعادة ريادتها الثقافية بعد «30 يونيو».. اكتشاف مواهب وبرامج للمرأة – أخبار مصر
جهود حثيثة بذلتها الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو لاستعادة مكانتها الرفيعة بمجال الثقافة، من خلال بناء الإنسان المصري والحفاظ على الهوية المصرية كقوى ناعمة تحفظ مكانتها بين الشعوب المختلفة، والعديد من الإنجازات تحققت على أرض الواقع من خلال مجموعة من السياسات والاستراتيجيات أعادت القاهرة لدورها الريادي.
استراتيجية مصر 2030
ومن جانبها أكدت الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة أن خطة وزارة الثقافة ضمن استراتيجية مصر 2030 تقوم على محور الاستدامة، إذ أن بناء الإنسان يستغرق وقتًا، فالعمل على بناء شخص ناضج على درجة عالية من الفهم والوعي والإدراك للتحديات من حوله تتطلب غرس هذه القيم من الطفولة.
تشكيل الوعي الإنساني يتطلب وقتًا طويلًا
العمل على زيادة الوعي الإنساني يتطلب وقت طويل بحسب ما ذكرت وزيرة الثقافة، قائلة: إن الاستدامة من الأمور المهمة جدًا في تشكيل الوعي وتنمية العمل الثقافي بشكل عام، لذا تم العمل على العديد من النقاط الهامة أبرزها اكتشاف المواهب، ثم رعايتها، فمسابقة المبدع الصغير التي ترعاها السيدة انتصار السيسي تعد من أهم المسابقات بالوزارة، كونها تكتشف المواهب ثم ترعى الفائزين في شتى المجالات كالأدب والشعر والفن التشكيلي والغناء.
اكتشاف المواهب الفنية يوزاي اكتشاف الثروات
وأشارت الدكتورة نيفين الكيلاني في مداخلة هاتفية على راديو «ميجا إف إم»، إلى أهمية إكتشاف المواهب، إذ أن المواهب الفنية من الطفولة تعد من الثروة البشرية للوطن، مثل الثروات الأخرى الموجودة على أرض الوطن، فهي منحة من الله تعالى ويلزم على الدولة تنميتها ورعايتها، لافتة إلى تعزيز أهمية الوعي بالثقافة والفنون من خلال بروتوكول هام جدًا مع وزارة التربية والتعليم بموجبه تم إدخال الأنشطة الثقافية والفنية بالمدارس، بإشراف الفنانين والمتخصصين من هيئة قصور الثقافة بالمتابعة مع مدريات التربية والتعليم بمحافظات الجمهورية كافة.
تعاون بين الوزارت
تتضمن هذه الأنشطة اختيار الموهوبين من الطلاب في نهاية العام الدراسي لتنمية مواهبهم ومواهب الشباب والشابات من خلال هيئة قصور الثقافة بالمحافظات، بحسب ما أكدته وزيرة الثقافة. كما تقوم الوزارة بإقامة عدد من قصور الثقافة في بعض القرى بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة، وتعاون مع وزارة الشباب والرياضة للاستفادة من مراكز الشباب في الأنشطة الثقافية ببعض القرى التي لا توجد بها قصور للثقافة، أو في بعض المدارس القائمة هناك.
وأوضحت الوزيرة أن تنمية الأسرة، التي تستهدفها وزارة الثقافة، تعتمد بشكل كبير على تمكين المرأة، من خلال تنمية الحرف التراثية، وخاصة في المناطق النائية والمحافظات الريفية التي تتميز بالعديد من الحرف التراثية المتنوعة، وهذا يوفر مصدرًا للدخل للعديد من الأسر من خلال اعتمادهم على صناعة الحرف اليدوية الموجودة في بيئتهم.
كما تعاونت وزارة الثقافة مع وزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي للمرأة لدعم الحرف التراثية في البيئات المصرية، وقدمت دورات تدريبية للسيدات العاملات في هذه الحرف، بالإضافة إلى مساعدتهم في تسويق منتجاتهم، وذلك لإنشاء دورة لرأس المال الصغير وتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة في هذه المناطق. وأكدت وزيرة الثقافة دورها في الحفاظ على الحرف التراثية في البيئات المصرية، بحسب ما أكدت وزيرة الثقافة.
دور وزارة الثقافة بمبادرة حياة كريمة
تؤكد وزارة الثقافة على مساهمتها الفعالة في تقديم الأنشطة الثقافية المختلفة للمواطنين، وذلك بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة. وتتضمن هذه الأنشطة الأنشطة الثقافية المقدمة من بعض الفرق المتجولة التابعة لوزارة الثقافة والتي تشمل المسرح المتجول والذي يوفر المسارح والسينمات للمواطنين في القرى والتفاعل بين الفنانين والمواطنين في هذه المناطق البعيدة والنائية، بالإضافة إلى نقل المسرح المتنقل للأفكار التنويرية والإبداعية من خلال عروض مسرحية صغيرة تجوب قرى حياة كريمة.
ويشمل المحور الآخر إنشاء فرق غنائية صغيرة أو كورال للأطفال والشباب بمراكز الشباب وقصور الثقافة، لتقديم فعاليات فنية وثقافية داخل قرى حياة كريمة وغيرها من القرى، وهذا يهدف إلى غثراء الحياة الثقافية بالقرى.
كما تشارك وزارة الثقافة في عدد من المبادرات التي تساهم في غثراء العملية الثقافية بالمحافظات كافة، مثل مبادرة كشك كتابك التي تنفذها الهيئة العامة للكتاب التابعة لوزارة الثقافة، والتي تتيح للمواطنين الحصول على إصدارات وزارة الثقافة من الكتب المختلفة بطبعات اقتصادية بسعر ميسور، وتمت مشاركة وزارة الثقافة في معرض الكتاب بسلاسل لكبار الكتاب مثل طه حسين وتقديمه للجمهور بشعر رمزي، وطبعات صغيرة وبسيطة لتكون بمتناول الشباب بالقرى والمحافظات.
مفهوم الثقافة
وأشارت وزيرة الثقافة إلى أن كلمة الثقافة قد تبدو للعامة أنها كلمة صعبة وغير مفهومة، موضحةً أن المقصود بكلمة الثقافة هو السلوك المعبر عن الفكر، فعند الارتقاء بالفكر وتطويره وتنميته سينتج عنه تغيير في السلوك، والثقافة متضمنة بالعديد من المجالات، فالثقافة الصحية، يقصد بها السلوك الصحي الناتج عنه المعلومات البسيطة المنوط بها الحفاظ على الصحة وهكذا.
احتفالات 30 يونيو
وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، تم تنظيم مهرجانات الموسيقى والغناء في المناطق الآثرية بمختلف المحافظات لتشجيع السياحة الداخلية ورفع الوعي السياحي والآثري لدى المصريين. وصرحت وزيرة الثقافة بأن الوزارة بصدد إعداد مهرجان ثقافي وفني كبير وحفلات غنائية كبيرة احتفالًا بـ 30 يونيو، وستكون البداية في العريش بشمال سيناء، وعبرت عن سعادتها البالغة بعودة الحياة الطبيعية لأهالي شمال سيناء، خاصةً مع حرص الوزارة المستمر على التواجد هناك. وستُقام حفلات متعددة على أرض سيناء احتفالًا بـ 30 يونيو وبداية الإجازة الصيفية للطلاب في المدارس والجامعات، ومن ثم ستنتقل الاحتفالات إلى أماكن التجمعات الساحلية التي تقضي فيها الأسر المصرية إجازاتها، بالإضافة إلى بعض المناطق الآثرية التي اعتادت وزارة الثقافة تقديم الحفلات فيها خلال الإجازة الصيفية.
وفيما يتعلق بدور الوزارة في الحفاظ على هوية الوطن، أكدت وزيرة الثقافة على أن الحفاظ على الهوية يتضمن الحفاظ على التراث بعدة طرق، أهمها الانتقال في السلوك اليومي من جيل إلى جيل، سواء كان التراث غنائيًا أو ثقافيًا أو فنيًا، مثل الحرف التراثية والأكلات التقليدية. فحياة المصريين مليئة بالتراث الذي يعبر عن الهوية المصرية، ويتم نقل هذه العادات من جيل إلى جيل بالممارسة أو عن طريق ربط التراث بالاقتصاد والصناعات الثقافية التراثية، وهو شكل من أشكال الحفاظ على التراث. ونجد أن بعض الحرف التراثية تنتقل من الجد إلى الأبن ثم إلى الحفيد داخل الأسرة الواحدة، وهو واجب وطني أساسي.
المصدر: اخبار الوطن