حدود على طراز كوريا الجنوبية
في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة المحاصر وتصاعد المجازر بحق المدنيين، أوساط إسرائيلية شرعت بمناقشة اليوم التالي للحرب، والتعامل الأمني المحتمل عقب الإخفاقات التي ترافقت مع هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر؛ تهديدات بفرض طوق أمني على غزة.
تخطط سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى إنشاء مساحة عازلة على طول منطقة السياج الذي يفصل قطاع غزة عن مناطق الـ48، في اليوم التالي للحرب الانتقامية التي تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وأسفرت حتى هذه اللحظة عن استشهاد 3859 وإصابة الآلاف.
ونشرت القناة 12 الإسرائيلية، مساء اليوم، الخميس، خارطة لما زعمت أنه “حزام أمني” يتمثل بـ”منطقة عازلة” سيعمل جيش الاحتلال على إنشائها على طول المناطق الحدودية مقتطعا من مساحة القطاع، وصفتها بأنها أشبه بحدود كوريا الجنوبية، في إشارة إلى منطقة الحزام الأمني منزوع السلاح بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
غير أن هذه المنطقة ستكون منزوعة السلاح والحياة فلسطينيا فقط، في حين سيعزز جيش الاحتلال من قواته وعملياته في المنطقة، وسط مخططات بإصدار تعليمات للقوات العاملة في المنطقة بـ”قتل” كل شخص يتجاوز نقطة معينة في “المنطقة العازلة” التي يتحدث عنها الاحتلال.
وتزيد مساحة “الطوق الأمني” في غزة، وفقا للخريطة التي استعرضتها القناة، عن 65 كيلومترا، وتهدف إلى إطباق الحصار على قطاع غزة من جميع الجهات، وتمتد من السياج الفاصل إلى المساحات الزراعية الحدودية في عمق قطاع غزة. كما لفتت القناة إلى استعدادات لإنشاء منطقة عازلة مماثلة في المنطقة الحدودية جنوبي لبنان.
وجاء في التقرير أن “الحدود الشمالية (في إشارة إلى المناطق الحدودية جنوبي لبنان)، ستكون على طراز كوريا الشمالية، وتشمل منطقة عازلة واسعة، مع انتشار واسع للقوات على مدار الساعة، وسيتم إطلاق النار على أي شخص يعبر نقطة معينة دون طرح أية أسئلة”.
وأضاف التقرير أن سلطات الاحتلال ستمتنع “في اليوم التالي للحرب”، عن إمداد القطاع المحاصر بـ”الماء والكهرباء”، كما أنها ستسحب جميع تراخيص وتصريحات العمل من العمال الغزيين وستمتنع عن منح تصريحات كهذه في المستقبل، مشيرة إلى “فك ارتباط تام مع القطاع”.
كما تعتزم سلطات الاحتلال زيادة الميزانيات الأمنية على نحو واسع، وتعديل قوانين الخدمة العسكرية، بما في ذلك توسع الخدمة الإلزامية وزيادة مدتها لتستمر ثلاث سنوات عوضا عن سنتين.
وكان الوزير المنضم حديثا إلى الكابينيت السياسي والأمني الإسرائيلي، غدعون ساعر، قد أطلق دعوات بـ”جباية ثمن من مساحة غزة”، في اليوم التالي للحرب، مشددا على ضرورة تقليص مساحة قطاع غزة بعد الحرب الحالية التي تشنها سلطات الاحتلال ضد القطاع المحاصر، معتبرا أن ذلك “أولوية أمنية” لإسرائيل.
وقال ساعر “على القطاع أن يصبح أصغر جغرافيا بعد انتهاء العمليات العسكرية”. وأضاف “يجب أن يتم جباية ثمن من مساحة غزة”، واستغلال هذه المساحة إسرائيليا في شمال وجنوب القطاع لـ”فرض طوق أمني” وتشديد الحصار على القطاع، وأضاف “يجب أن يتعلموا أن من يبدأ (المواجهة ضد إسرائيل) سيخسر أرضا”.
وفي هذه الأثناء، يسود قلق في واشنطن بسبب عدم وجود أي خطة إسرائيلية واضحة حول كيفية السيطرة على قطاع غزة في حال تم القضاء على حكم حماس وقدراتها العسكرية، بحسب ما أفادت وكالة “رزيترز”، الأربعاء، ونقلت الوكالة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه ليس لديهم أي فكرة حقيقية كيف ستبدو غزة بعد الحرب.
وتهدد إسرائيل، وتنفذ تهديداتها في حربها على غزة، بتدمير شامل للبنية التحتية في القطاع، إضافة إلى تهجير قسم كبير من سكانه الذين ينزحون من شماله إلى جنوبه. وخلال زيارتهما لإسرائيل، طالب وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان أن يتم وضع خطة للوضع في القطاع بعد الحرب.
ونقلت “رويترز” عن مصدر أمني عربي قوله إنه “لا يوجد لدى إسرائيل أي خطة إنهاء في قطاع غزة. وإستراتيجيتهم هي فقط إلقاء آلاف القنابل، تدمير كل شيء والدخول إلى هناك. ولا يوجد لديهم أي إستراتيجية خروج بعد انتهاء الحرب”.
المصدر: عرب 48