“حزب الله” سيصعد عملياته الحدودية ردا على اجتياح بري لغزة
يبدو أن التقديرات الإسرائيلية، بحسب ما تنقلها هيئة البث (“كان 11”)، تشير إلى أن حزب الله غير معني بحرب شاملة والزج بثقله العسكري في المواجهة مع إسرائيل، وسيكتفي بزيادة وتيرة عملياته الحدودية ردا على اجتياح بري متوقع لقطاع غزة.
قوات إسرائيلية في المنطقة الحدودية جنوبي لبنان (Getty Images)
تشير تقديرات أجهزة الأمن أن “حزب الله” اللبناني سوف يصعد من وتيرة عمليات إطلاق النار على أهداف إسرائيلية في المنطقة الحدودية جنوبي لبنان، وذلك بالتزامن مع بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي لعملية برية متوقعة لاجتياح قطاع غزة المحاصر.
ووفقا لهيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، فإن التقديرات الأمنية الإسرائيلية تفيد بأن “حزب الله” سيرد على بدء عملية برية يطلقها جيش الاحتلال ضد قطاع غزة، عبر زيادة عمليات إطلاق الصواريخ المضادة للمدرعات، كما سيسمح بإطلاق قذائف صاروخية على بلدات إسرائيلية شمالي البلاد.
ولفتت “كان 11” إلى جلسة مغلقة تعقدها لجنة الشؤون الخارجية والأمنية في الكنيست، يوم غد، الأحد، بمشاركة نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أمير برعم، يقدم خلالها شرحا حول تطورات الحرب، وتقرير حول الاستعدادات لتطورات محتملة على الجبهة الشمالية.
ولم تشر هيئة البث إلى الخيارات التي يعدها الجيش الإسرائيلي للتعامل مع السيناريوهات المختلفة على الساحة اللبنانية، أو إلى تقديرات حول إلى أي مدى مستعد حزب الله أن يذهب في تصعيد العمليات الحدودية إمكانية تطور التصعيد إلى حرب واسعة ينضم فيها الحزب بكامل ثقله العسكري في الحرب بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال.
وفي وقت سابق اليوم، تجددت المواجهات بين مقاتلي “حزب الله” وجيش الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود، على وقع مخاوف من فتح جبهة جديدة فيما تتواصل الحرب التي تشنها سلطات الاحتلال على قطاع غزة المحاصر.
ومنذ اندلاع القتال على طول الحدود، قُتل أربعة أشخاص على الأقل في إسرائيل، هم ثلاثة جنود على الأقل ومدني واحد. في حين أسفر التصعيد في لبنان، عن مقتل أكثر من 25 شخصًا، غالبيتهم مقاتلون من حزب الله، إضافة إلى مقاتلي فصائل فلسطينية وأربعة مدنيين بينهم مصور في وكالة “رويترز” للأنباء.
وفي بيروت، قال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، السبت، “نحن معنيون ونحن جزء من هذه المعركة، ليكن واضحًا، كلما تتالت الأحداث ونشأ ما يستدعي أن يكون تدخلنا أكبر، فسنفعل ذلك”.
واضاف “هي مرحلة نقدر أنها تتلاءم مع المواجهة وإذا تطلبت منا الأمور أكثر من ذلك فسنكون في الميدان حاضرين مع المقاومة كجزء لا يتجزأ من مشروع المواجهة كي لا تنتصر إسرائيل”
وفي وقت سابق اليوم، زار وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، الجبهة الشمالية، وقال في حديث مع الجنود، إن “حزب الله قرر المشاركة في القتال وهو يدفع ثمنا باهظا”. وأضاف “علينا أن نستعد بيقظة لكل الاحتمالات، فهناك تحديات أكبر تنتظرنا”. وتابع “التحديات ستكون أكبر وعليكم أن تأخذوا ذلك في الاعتبار، علينا أن نكون جاهزين لأي موقف”.
وفي إشارة الى الحرب الإسرائيلية على غزة، قال غالانت “سنقلب المعادلة 180 درجة، اليوم الذي بدأ فيه الهجوم سيُذكر على أنه اليوم الذي بدأ فيه التدمير النهائي والكامل لمنظمة حماس”. وأضاف “نحن نعمل في هذا الاتجاه، سيستغرق الأمر وقتا، وسيكون هناك ثمن لذلك”. وتابع: “نحن في حرب، ليس هناك خيار آخر.سنتصرف حيثما كان ذلك ضروريا وسننتصر في الحرب”.
وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير صدر عنها السبت، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، وفريقه الاستشاري، حثوا إسرائيل على تجنب التصعيد على الجبهة الشمالية وعدم الانجرار لتصعيد عسكري مع حزب الله في لبنان، خشية أن يؤدي ذلك إلى حرب شاملة قد تضطر أن تدخل فيها طهران وواشنطن بشكل مباشر.
وأعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم من تأييد وزير الأمن الإسرائيلي، غالانت، وعدد من المسؤولين العسكريين لتوجيه ضربة استباقية لحزب الله. ويعتقد المسؤولون في واشنطن أن إسرائيل ستواجه صعوبات في التعامل مع مثل هذا الوضع، وأن ذلك قد يجر الولايات المتحدة وإيران إلى الصراع.
وتحاول الإدارة الأميركية بذل جهود مكثفة لمنع أي هجوم إسرائيلي على حزب الله، حيث حث الدبلوماسيون الأميركيون نظراءهم العرب على المساعدة في نقل رسائل إلى حزب الله، بما في ذلك عبر قنوات الاتصال في إيران، لمنع توسع رقعة الحرب.
المصدر: عرب 48