Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

حصيلة الشهداء في غزة أعلى بنحو 40% من الأرقام المُعلنة في القطاع

من المرجح أن يكون الإحصاء الفلسطيني الرسمي للوفيات المباشرة في الحرب بين إسرائيل وحماس أقل من عدد الضحايا بنحو 41% حتى منتصف عام 2024 مع تدهور البنية التحتية للرعاية الصحية في قطاع غزة، بحسب دراسة نشرت يوم الخميس.

أكدت دراسة بحثية نشرتها مجلة “لانسيت” الطبية، اليوم الجمعة، أنّ حصيلة الشهداء في غزة خلال الأشهر التسعة الأولى من الحرب الإسرائيلية، هي أعلى بنحو 40 بالمئة، مقارنة بأرقام وزارة الصحة في القطاع.

وحتى 30 حزيران/ يونيو من العام الماضي، أفادت وزارة الصحة في القطاع، بأنّ حصيلة الحرب بلغت 37877 شهيدا.

غير أنّ الدراسة الجديدة التي استندت إلى بيانات للوزارة، واستطلاع عبر الإنترنت وبيانات نعي على مواقع التواصل الاجتماعي، خلصت إلى تقديرات تفيد بأنّ حصيلة الوفيات جراء إصابات الحرب في غزة، تراوحت بين 55298 و78525 شهيدا في الفترة تلك.

(Getty Images)

وأفضل تقدير لحصيلة القتلى في الدراسة هو 64260، ما يعني أنّها تزيد بنسبة 41% عن الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة عن تلك الفترة.

حصيلة لا تشمل الوفيات الناجمة عن عوامل أخرى غير الحرب

وأشارت الدراسة إلى أنّ هذا الرقم يمثّل 2,9 بالمئة من سكّان غزة قبل الحرب “أو نحو واحد من كل 35” غزّي.

وبحسب تقديرات مجموعة الباحثين بقيادة المملكة المتحدة، فإنّ 59 بالمئة من الشهداء هم من النساء والأطفال والمسنّين.

والعدد يقتصر على الإصابات جراء الحرب، أي لا يشمل الوفيات الناجمة عن عوامل أخرى مثل نقص الرعاية الصحية أو الغذاء، ولا الآلاف من المفقودين الذين يُعتقد أنّهم مدفونون تحت الركام.

وأمس الخميس، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أنّ 46006 شخصا استشهدوا في الحرب المستمرة منذ 15 شهرا.

واستخدم الباحثون نهجا إحصائيا يسمى “capture-recapture”، سبق أن استخدم لتقدير عدد القتلى في نزاعات أخرى حول العالم.

واستند التحليل إلى بيانات من ثلاث قوائم مختلفة، الأولى وفّرتها وزارة الصحة في غزة للجثث التي تم التعرف عليها في المستشفيات أو المشارح.

(Getty Images)

وأُخذت القائمة الثانية من استطلاع عبر الإنترنت أطلقته وزارة الصحة، ويبلغ فيه فلسطينيون عن وفاة أقاربهم.

أما القائمة الثالثة، فاستندت إلى بيانات نعي نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي على غرار “إكس” و”إنستغرام” و”فيسبوك” و”واتساب”، متى أمكن التحقق من هوية المتوفين.

التقديرات مقنعة

وقالت المعدّة الرئيسية للدراسة، زينة جمال الدين، عالمة الأوبئة في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، في تصريح “أبقينا فقط في التحليل على أولئك الذين أكّد وفاتهم أقرباؤهم أو مشارح أو مستشفيات”.

ودقّق الباحثون في القوائم الثلاث بحثا عن أيّ بيانات متكررة.

وأضافت جمال الدين “بعدها، نظرنا إلى التداخل بين القوائم الثلاثة، وبناء على التداخل، يمكنك الحصول على تقدير إجمالي للسكان الذين قتلوا”، بحسب ما نقلت عنها وكالة “فرانس برس”.

باتريك بول، عالم الإحصاء في “مجموعة تحليل بيانات حقوق الإنسان” ومقرها الولايات المتحدة، والذي لم يشارك في الدراسة البحثية، استخدم أساليب “capture-recapture” لتقدير عدد قتلى النزاعات في غواتيمالا وكوسوفو والبيرو وكولومبيا.

(Getty Images)

وقال بول إن التقنية التي تم اختبارها على نحو جيّد، استخدمت لقرون وإن الباحثين توصلوا إلى “تقدير جيّد” في ما يتّصل بغزة.

بدوره، قال كيفن ماكونواي، أستاذ الإحصاء التطبيقي في جامعة بريطانيا المفتوحة، إنّ هناك “حتما عدم يقين كبيرا” عند إجراء تقديرات استنادا إلى بيانات غير مكتملة.

لكنه قال إنه “من المثير للإعجاب” أنّ الباحثين استخدموا ثلاث مقاربات أخرى للتحليل الإحصائي للتحقق من تقديراتهم.

وأضاف “إجمالا، أجد هذه التقديرات مقنعة على نحو معقول”.

وحذّر الباحثون من أن قوائم المستشفيات لا تفيد على الدوام بسبب الوفاة، لذلك من الممكن أن تتضمن أشخاصا يعانون من مشاكل صحية، على غرار النوبة القلبية، ما يمكن أن يؤدي لتقديرات أعلى من الواقع.

مع ذلك، هناك ما من شأنه أن يعزّز فرضية أنّ الحصيلة المعلنة للحرب أقلّ من الواقع.

فالدراسة البحثية لم تشمل مفقودين.

ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إنه يُعتقد أنّ نحو عشرة آلاف مفقود من الغزيين مدفونون تحت الركام.

ويمكن للحرب أيضا أن تتسبب بطرق غير مباشرة بخسائر في الأرواح، بما في ذلك نقص الرعاية الصحية أو الغذاء أو المياه أو الصرف الصحي أو تفشي الأمراض. وكل هذه العوامل يعاني منها قطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وفي رسالة مثيرة للجدل، نشرت في مجلة “لانسيت” في تموز/ يوليو، استندت مجموعة أخرى من الباحثين لمعدل الوفيات غير المباشرة المسجّل في نزاعات أخرى للإشارة إلى أن حصيلة القتلى في غزة يمكن أن تقدّر بـ186 ألفا في نهاية المطاف.

(Getty Images)

واعتبرت الدراسة الجديدة أنّ هذه التقديرات “قد تكون غير مناسبة بسبب اختلافات جليّة في عبء الأمراض قبل الحرب” في غزة مقارنة بنزاعات في بلدان على غرار بوروندي وتيمور الشرقية.

وقالت جمال الدين إنها تتوقع أن “يأتي الانتقاد من مختلف الأطراف” حول هذه الدارسة البحثية الجديدة.

وندّدت بما اعتبرته “هوس” المجادلة حول أعداد الوفيات، وقالت “نحن نعلم بالفعل أنّ هناك وفيات كثيرة جدا”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *