حكومة غزة تطالب بإلزام إسرائيل بتنفيذ البرتوكول الإنساني للاتفاق

طالب مدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الإثنين، المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بتنفيذ البرتوكول الإنساني لاتفاق وقف إطلاق النار المتعلق بإدخال المساعدات الإغاثية، منعا لوقوع "كارثة إنسانية غير مسبوقة".
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
يأتي ذلك فيما أعلن الناطق العسكري باسم كتاب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها قررت تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيلين المقرر الإفراج عنهم يوم السبت المقبل "حتى إشعار آخر"، وذلك ردًا على عدم التزام إسرائيل ببنود اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة.
وشددت حركة حماس التزامها ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، مشددة على أنها نفذت جميع التزاماتها بدقة وفي المواعيد المحددة، في حين لم يلتزم الاحتلال الإسرائيلي وواصل خروقاته المستمرة للاتفاق.
وأوضحت الحركة في بيانها أن الاحتلال خرق الاتفاق بعدة أشكال، أبرزها: تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة؛ استهداف المدنيين بالقصف وإطلاق النار، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا؛ إعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة، والوقود، وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث؛ ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لترميم المستشفيات وإنقاذ القطاع الصحي.
وأكدت حماس أنها قدمت للوسطاء توثيقًا دقيقًا للخروقات الإسرائيلية، إلا أن الاحتلال واصل تجاوزاته ولم يلتزم بتعهداته. وأضافت الحركة أن قرار تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين هو رسالة تحذيرية للاحتلال، بهدف الضغط عليه لتنفيذ التزاماته دون انتقائية، وعدم تقديم البنود الأقل أهمية على حساب الضروريات الإنسانية.
وشددت حماس على أن إعلان التأجيل قبل خمسة أيام من موعد تسليم الأسرى يأتي لإعطاء الوسطاء فرصة كافية للضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته، مع إبقاء الباب مفتوحًا لإتمام عملية التبادل في موعدها، في حال التزم الاحتلال بجميع بنود الاتفاق.
وقال مدير المكتب الإعلام الحكومي إسماعيل الثوابتة إنه "في ظل استمرار وتفاقم المعاناة والأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ورغم الاتفاقيات الواضحة التي نص عليها البروتوكول الإنساني الموقع ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، فإن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بتعهداته، ولم ينفذ البنود التي وقع عليها".
وشدد على أن الاحتلال "يواصل المماطلة وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والإيوائية". وأضاف "نواجه نقصا حادا في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، ما تسبب بارتفاع معدلات سوء التغذية خاصة للأطفال"، محذرا من أن "نفاد المستلزمات الطبية يهدد حياة آلاف المرضى".
وأوضح الثوابتة أنه "كان من المفترض إدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة، لكن تأخر الاحتلال بالتسليم تسبب ببقاء عشرات آلاف الفلسطينيين في العراء". وطالب "المجتمع الدولي والأطراف الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار بالتدخل العاجل للضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته ومنع حدوث كارثة إنسانية غير مسبوقة بغزة".
وأمس الأحد، اتهمت حركة حماس إسرائيل بمواصلة تعطيل تنفيذ "البروتوكول الإنساني" من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي. وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان: "لا يزال الاحتلال الصهيوني ونحن باليوم 22 من اتفاق وقف إطلاق النار يعطل تنفيذ البروتوكول الإنساني وخاصة دخول الخيام والوقود والمعدات الثقيلة".
وأضاف "نجدد مطالبتنا للوسطاء بممارسة الضغط على الاحتلال وإلزامه بالتنفيذ الدقيق لاتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل إدخال المستلزمات الطبية والإغاثية العاجلة لإنقاذ حياة أبناء شعبنا".
والجمعة، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف، إن "الأوضاع الإنسانية الكارثية بالقطاع ما زالت تتدهور بشكل خطير بسبب المماطلة الإسرائيلية". وأوضح معروف خلال مؤتمر صحافي عقده بمدينة غزة، أن حجم المساعدات التي دخلت القطاع منذ 19 يناير لم تتجاوز 8 آلاف و500 شاحنة من أصل 12 ألف شاحنة كان يفترض دخولها.
ومساء الإثنين، قال الناطق باسم القسام، أبو عبيدة، في تصريح نشره على صفحته على موقع تلغرام "سيتم تأجيل تسليم الأسرى الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت القادم الموافق 15 شباط/ فبراير 2025 حتى إشعار آخر، ولحين التزام الاحتلال وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي، ونؤكد على التزامنا ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال".
وأوضح أن القرار جاء بعدما "راقبت قيادة المقاومة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدو وعدم التزامه ببنود الاتفاق، من تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها بحسب ما اتفق عليه، في حين نفذت المقاومة كل ما عليها من التزامات".
وشدد المتحدث باسم الحركة، القانوع، على أن المقاومة "ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار ما التزم به الاحتلال الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل تمارس حربًا جديدة على سكان غزة عبر منع دخول المساعدات وتشديد الحصار على القطاع".
وقال القانوع، في تصريحات تلفزيونية، إن قرار المقاومة بعدم تسليم الأسرى الإسرائيليين يوم السبت المقبل جاء بسبب خروقات الاحتلال، ويتحمل مسؤوليته رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لافتًا إلى أن الحركة ناشدت الوسطاء منذ أسبوع للضغط على الاحتلال وإلزامه بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في المرحلة الأولى.
وأضاف القانوع أن الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار خلال الأسابيع الماضية، من خلال منع إدخال المساعدات والوقود والخيام، ما فاقم الأزمة الإنسانية في غزة، مشددًا على ضرورة تحرك الوسطاء بشكل عاجل لإلزام إسرائيل بتنفيذ تعهداتها
المصدر: عرب 48