Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

حكومة نتنياهو تستخدم القيادات العسكرية “كبش فداء”

تفجرت الخلافات بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل عقب استقالة رئيس الأركان، مع تبادل الاتهامات حول إخفاقات 7 أكتوبر و”نجاحات” الحرب على غزة. وفي بيان شديد اللهجة، رد مكتب نتنياهو على تسريبات نسبت لهليفي، متهمًا إياه بـ”الإخلال بأعراف الديمقراطية”.

نتنياهو وهليفي (Getty Images)

بدأت الخلافات بين المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل حول المسؤولية عن الإخفاقات الأمنية والنجاحات العسكرية المزعومة في إطار الحرب على قطاع غزة عقب هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وما أعقبها من تصعيد إسرائيلي في المنطقة، تطفو على السطح عقب استقالة رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”

وفي هذا السياق، أصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بيانًا شديد اللهجة، ردًا على تسريبات نسبت إلى رئيس أركان الجيش المستقيل، هليفي، تحدث فيها في جلسات مغلقة عن “محاولات المستوى السياسي سرقة إنجازات الجيش وإلقاء اللوم عليه”، الأمر الذي وصفه مكتب نتنياهو بـ”الخطير وغير المقبول”.

وفي بيانه، شدد نتنياهو على أن الحقيقة مغايرة لما نُسب إلى هليفي. وقال إن “رئيس الحكومة هو من قاد بحزم خطوات غيّرت ملامح الشرق الأوسط”، مشيرًا إلى أنه أصر على تنفيذ عدة عمليات، منها دخول رفح رغم المعارضة الأميركية، واغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، واستهداف منظومة الصواريخ التابعة للحزب.

وأضاف البيان أن جميع القرارات المتعلقة بهذه العمليات موثقة، مشيرًا إلى أن بعض المسؤولين العسكريين والسياسيين البارزين أبدوا ترددًا، أو طالبوا بالحصول على موافقة أميركية مسبقة، وهو ما “رفضه نتنياهو بشدة”. وذكر البيان أن هذا التردد كان سيعيق تنفيذ العمليات، مضيفًا أن “الواقع أثبت أن رئيس الحكومة كان على حق”.

تأتي هذه التصريحات في سياق التوترات المتزايدة بين القيادة العسكرية التي تعمل الحكومة الإسرائيلية على استبدالها وبين المستوى السياسي في إسرائيل. فقد أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن هليفي أبدى استياءه في جلسات مغلقة من محاولات المستوى السياسي، بقيادة نتنياهو ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، لـ”نزع الفضل عن الجيش وشيطنة قياداته”.

وواجه هليفي، الذي استقال أمس من رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي على خلفية إخفاقات 7 أكتوبر 2023، واجه اتهامات وتهجمات مستمرة من المستوى السياسي، بحسب مقربين منه. واعتبر أن هذه الحملة كانت تهدف إلى تقويض مكانة الجيش وإظهاره كطرف ضعيف ومتردد، و”سرقة إنجازاته الميدانية مع تحميله مسؤولية الإخفاقات”.

وأشار في جلسات مغلقة إلى أنه تعرض لما وصفه بـ”محاولات متعمدة لتشويه صورة الجيش، والترويج بأنه كان طرفًا ضعيفًا يحتاج دائمًا إلى الدفع نحو اتخاذ القرارات”. كما أعرب عن صدمته مما اعتبره “جرأة غير مسبوقة ومستفزة من المستوى السياسي لتحويل الجيش إلى كبش فداء، والتقليل من دوره ومساهماته في إدارة الحرب”.

ووصف هرتسي هليفي في أوساط المستوى السياسي الإسرائيلي، وبالتحديد من قبل مقربين من نتنياهو وكاتس، بأنه “كسول وعنيد ويحتاج دائما إلى من يحفزه على الهجوم”. وصوّر المستوى السياسي الجيش الإسرائيلي، في ظل قيادة هليفي، كـ”جهة متباطئة وغير مبادرة تحتاج إلى دفع دائم نحو اتخاذ قرارات حاسمة لمواجهة الأعداء”.

يأتي ذلك في إطار محاولة حكومة نتنياهو التهرب من تحمل المسؤولية الكاملة عن إخفاقات 7 أكتوبر 2023 وما لحقها من إخفاقات في إطار الحرب على غزة، وذلك من خلال رفضها المتكرر لتشكيل لجنة تحقيق رسمية، وتحميل المسؤولية للقيادات العسكرية والأمنية، مثل رئيس الأركان المستقيل ورئيس الشاباك، رونين بار.

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل، إيتمار بن غفير، قد قال إن المستوى السياسي عرض عليه نسب “الفضل” له في استقالة هليفي أو دفعه إلى الاستقالة، كجزء من ضغوط لإبقائه في الحكومة التي استقال منها على خلفية الاتفاق بشأن غزة، مما يشير إلى أن المستوى السياسي يستخدم الاستقالات والتعيينات العسكرية كأوراق مساومة سياسية لتثبيت نفوذه.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *