حملة تعقيم لمواقع تجميع الجثث في درنة لتفادي كارثة بيئية
أعلن المجلس البلدي في درنة، عبر بيان، الأحد، أن “مكتب الإصحاح البيئي التابع للبلدية باشر بتعقيم أماكن تجمع الجثامين والمواقع (الأخرى)”.وقال مسؤول إن “العمل انطلق اليوم ضمن حملة شاملة لمكاتب الإصحاح البيئي في جميع البلديات الشرقية”.
أطلقت السلطات المحلية في مدن شرقي ليبيا، اليوم الأحد، حملة تعقيم في مواقع تجميع جثث قضى أصحابها جراء الفيضانات؛ وذلك استجابة لتحذيرات عديدة من احتمال وقوع كارثة بيئية خطيرة.
وفي 10 أيلول/ سبتمبر الجاري، اجتاح إعصار “دانيال” عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، وخلّف دمارا كبيرا، و11 ألفا و300 قتيل و10 آلاف و100 مفقود في درنة وحدها، بالإضافة إلى 170 قتيلا في أماكن أخرى، و40 ألف نازح شمال شرقي البلاد، وفقا لأرقام نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، مساء 16 سبتمبر الحالي.
وأعلن المجلس البلدي في درنة، عبر بيان، الأحد، أن “مكتب الإصحاح البيئي التابع للبلدية باشر بتعقيم أماكن تجمع الجثامين والمواقع (الأخرى)”.
وقال محمد الشلوي، وهو أحد موظفي المكتب، إن “العمل انطلق اليوم ضمن حملة شاملة لمكاتب الإصحاح البيئي في جميع البلديات الشرقية”، بحسب ما نقلت عنه وكالة “الأناضول” للأنباء.
وأوضح الشلوي أن هذه الخطوة تأتي “استجابة للتحذيرات المتكررة من مخاطر واحتمال وقوع كارثة بيئية ناتجة عن تحلل الجثث غير المنتشلة في المياه، وبخاصة بعد اختلاط مياه الفيضانات بمياه الصرف الصحي ومياه الشرب التي يعتمد عليها سكان المناطق المنكوبة”.
ولفت إلى أن “حدوث أزمات بيئية صحية في مناطق منكوبة أمر متعارف عليه ومحتمل جدا، إلا أن الأسباب تختلف من مكان إلى آخر”.
وتابع أن “أصحاب تلك الجثث قضوا بسبب الغرق وحدة جراء الفيضانات، ولم يموتوا جراء أوبئة أو أمراض، لذلك لا تشكل الجثث في حد ذاتها خطرا”.
لكنه استدرك بالقول: “إلا أن الخطر المنبعث من تلك الجثث يتمثل في تحللها في مياه اختلطت مع مصادر مياه الشرب، وهنا يرتفع احتمال وقوع كارثة بيئية”.
وقبل التعقيم وبقية الإجراءات الاحترازية، بحسب الشلوي، “تم تنفيذ إجراء أولي ورئيسي، وهو تحذير الجميع من استعمال مصادر مياه الشرب ذاتها في درنة ومدن أخرى”.
وأردف: “إلا أنه جرى بالفعل تسجيل نحو 150 حالة تسمم بسبب تلك المياه، ويبدو أن أصحابها لم يستجيبوا للتحذير أو أن التحذير وصلهم متأخرا”.
وفي 16 أيلول/ سبتمبر الجاري، أعلن رئيس المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، الدكتور حيدر السائح “حالة الطوارئ لمدة عام في كامل المناطق الشرقية التي ضربتها الفيضانات”.
والأحد، قال السائح إن “الوضع الوبائي مستقر في درنة، والفرق الميدانية التابعة للمركز نجحت في تقليل عدد الإصابات بالتسمم، ونبهت أهالي المناطق المنكوبة والنازحين بالابتعاد عن مياه الآبار واستهلاك المياه المعلبة”، وفقا للمركز على صفحته في “فيسبوك”.
وطالب مدير مركز البيضاء الطبي، رئيس لجنة الطوارئ الصحية في المدينة الدكتور عبد الرحيم مازق، عبر بيان في 14 أيلول/ سبتمبر الجاري، بـ”ضرورة البدء في حملة تطعيمات عاجلة لكل من فرق وأطقم الإنقاذ المحلية الدولية والسكان بالمنطقة المنكوبة شرق ليبيا”.
المصدر: عرب 48