حوار مع يوسف طاطور: “التجمّع” في الانتخابات المحليّة
تحدّث نائب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، والمسؤول التنظيمي في الحزب، يوسف طاطور، لـ”عرب 48″ عن رؤية ومكانة الأحزاب و”التجمع” تحديدًا في انتخابات السلطات المحلية المقبلة.
امرأة تدلي بصوتها في صندوق اقتراع بمدينة سخنين (Getty Images)
يخوض “التجمع الوطني الديمقراطي” الانتخابات المحلية في نحو 20 بلدة عربية، سواء في قوائم تحمل اسم ورمز التجمع (ض)، أو قوائم تحالفية أو من خلال أعضاء تجمعيين في قوائم مستقلة؛ وذلك ضمن إستراتيجية عمل موحدة في مقدمتها مكافحة العنف والجريمة في البلدات العربية التي ينشط فيها، والتصدي للمخططات الحكومية الرامية إلى التهويد وإلى المشاريع التي تهدف إلى ضرب وتفكيك المجتمع العربي.
وقد أجرى موقع “عرب 48” اللقاء التالي مع نائب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، والمسؤول التنظيمي في الحزب، يوسف طاطور، عن رؤية ومكانة الأحزاب والتجمع تحديدًا في انتخابات السلطات المحلية التي ستجرى نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
“عرب 48”: ما عدد السلطات المحلية التي يتنافس فيها حزب التجمع الوطني الديمقراطي؟
طاطور: سنخوض الانتخابات للسلطات المحلية من خلال توجهات متعددة، ففي بعض السلطات المحلية سينافس أعضاء “التجمع” على الرئاسة، وفي أخرى سنخوض الانتخابات بقوائم للعضوية، كما سيخوض التجمع الانتخابات في قوائم تحالفية، وهناك عدد من أعضاء التجمع الذين سينافسون على الرئاسة والعضوية، بشكل مستقل.
وفي حيفا، وسخنين، والطيرة، وكفركنا، عرابة، ومجد الكروم، والجديدة – المكر، سيخوض التجمع الانتخابات للعضوية في قوائم تحمل اسم التجمع. وفي شفاعمرو سنخوض الانتخابات للرئاسة والعضوية بقائمة التجمع برئاسة رياض حصري.
وفي أم الفحم، سنخوض الانتخابات لعضوية البلدية بقائمة تحالفية مع “أبناء البلد”، ويمثل التجمع فيها الرفيق أدهم جبارين، وكذلك في نوف هجليل في قائمة مشتركة، يمثل التجمع فيها عضو البلدية الحالية الدكتور رائد غطاس.
وفي دير الأسد، سنخوض الانتخابات للرئاسة والعضوية مع تحالفات محلية، وفي ترشيحا سنخوض الانتخابات للعضوية بقائمة “ترشيحا الموحدة” برئاسة الرفيق نخلة طنوس، نائب رئيس بلدية معالوت – ترشيحا الحالي.
وفي بلدات مثل رهط، واللقيّة في النقب سيخوض رفاق التجمع الانتخابات، ضمن قوائم تحالفية أو مستقلة.
وفي أبو غوش، سيخوض الرفيق إحسان أبو غوش، انتخابات الرئاسة والعضوية بقائمة مستقلة.
ولو أردنا أن نُجمل الصورة، فإن رفاق “التجمع” سيخوضون الانتخابات المحلية في 8 بلدات، بقوائم تحت اسم وشعار “التجمع” (ض)، وفي 4 بلدات في قوائم تحالفية، وفي خمس بلدات أخرى، يخوض رفاق الانتخابات بشكل مستقل أي بقائمة غير حزبية، سواءً للرئاسة أو العضوية.
أما في الناصرة على سبيل المثال، فقررنا عدم خوض الانتخابات، نحن وبعض القوائم التي انسحبت نتيجة العنف الذي يتهدد بعض المرشحين، فرأينا انه في الوقت الراهن وفي الظروف الحالية أنه من الأفضل عدم خوض الانتخابات، وهو ما فعله “شباب التغيير” أيضا، وقائمة “البلد” برئاسة مصعب دخان.
“عرب 48”: كيف ترى حال التجمع الوطني الديمقراطي في ظلّ تراجع مكانة الأحزاب في انتخابات السلطات المحلية، وسيطرة التوجهات العائلية والحمائلية؟
طاطور: من خلال نشاطي المكثف خلال الأشهر الثلاثة كمسؤول تنظيمي في التجمع، لاحظت وجود ظاهرة مقلقة تتمثل بعدم ترشح شخصيّات جدّية وقيادية محلية لخوض الانتخابات، أو امتناعها عن الترشح، وأخذ دورها القيادي على الصعيد المحلي، وهذه أزمة سياسية ومجتمعية، وهذا ناتج ربما عن سيطرة العنف على الشارع، وابتعاد هذه الشخصيات عن الساحة، باعتبار أنهم أصبحوا يرون برئاسة المجلس المحلي، مكانا خطرا يُحظر الاقتراب منه، وهذا خطأ كبير لأن عزوف الشخصيات القيادية عن الترشح، قد يترك الساحة لسيطرة من يستخدمون القوة والعنف والإجرام، لتحقيق مكاسب.
“عرب 48”: كيف ترى التجمع الوطنيّ الديمقراطيّ بعد الانتخابات المحليّة؟
طاطور: نحن نرى أنه سيكون لدينا تمثيل أكثر من الانتخابات السابقة، وهدفنا بالأساس هو إعادة الثقة بالأحزاب الوطنية وحماية أهلنا. الأمر الثاني هو وضع خطط إستراتيجية وعملية لمواجهة العنف في البلدات العربية، وهذا يأتي ضمن خطة إستراتيجية للعمل على الجيل الناشئ من خلال التربية والتعليم والثقافة عمومًا، والتربية الوطنية على وجه الخصوص، وبرامج يتم إشراك الطلاب فيها، وهذه إستراتيجية عملنا للأمد البعيد.
أما على الأمد القصير والفوري، سنعمل مثلا على إقامة لجان شعبية تعمل تحت غطاء السلطة المحلية، لمواجهة مظاهر العنف في البلدات العربية.
“عرب 48”: هل سيكون هذا هو برنامج “التجمع” الموحّد في كافّة السلطات المحليّة؟
طاطور: كما قلت، سيكون هذ البرنامج ضمن خطة إستراتيجية شاملة لكل السلطات المحلية، بالإضافة طبعا لقضايا التخطيط والبناء والنقص بالمسكن، خصوصًا للأجيال والأزواج الشابة، وهذا جزء من مشكلة العنف والجريمة وبحاجة لعمل مهني. وكذلك للتصدي إلى المشاريع الحكومية التي تهدف إلى الأسرلة وتشويه الهوية، والسيطرة على السلطات المحلية، والتي من أهدافها غير المعلنة ضرب وتفكيك المجتمع العربي من الداخل. التجمع سيحافظ على دوره السياسي والوطني والتوعوي، للحفاظ على مجتمعنا المحلي حيثما يكون لنا تمثيل.
“عرب 48”: كيف تقيّم حملة الانتساب التي أعلن عنها التجمع مؤخرا؟ وهذا السؤال سيقودنا إلى مدى التزام المنتسبين الجدد بالتصويت لقوائم “التجمع”.
طاطور: “التجمع” أعلن عن هذه الحملة ضمن خطة لتقوية الحزب بعد النتائج المذهلة التي حققها في انتخابات الكنيست الأخيرة التي خاضها بشكل مستقل، بحصوله على أكثر من 140 ألف صوت، والهدف من حملة الانتساب هو العودة بقوة إلى الساحة السياسية، كتيار وطني وشعبي مركزي، وباعتبار التجمع لكل الناس، أي فتح أبوابه لكل أبناء شعبنا، وكذلك تمثيله البرلماني.
وبما أننا مقبلون على المؤتمر العام للحزب في نيسان/ أبريل 2024، نحن نرى تجاوبا ممتازا مع حملة الانتساب، وسيكون الباب مفتوحا أمام الجميع لأخذ دورهم في العمل السياسي والوطني ضمن التجمع الوطني الديمقراطي، من خلال مشاركتهم في المؤتمر الثامن للحزب.
“عرب 48”: هل سيلتزم المنتسبون الجدد في التصويت لقوائم “التجمع” ومرشحيه في قوائم تحالفية أو مستقلة في انتخابات السلطات المحلية الوشيكة؟
طاطور: قسم كبير ممن انتسبوا للتجمع، هم ممثلون ومرشحون اليوم في الانتخابات المحلية، وسيأخذون دورهم وسيبرزون كشخصيات قيادية، سواءً على المستوى المحلي أو القطري.
“عرب 48”: في حين أن برنامج “التجمع”؛ هو إعادة الأمن والأمان للشارع، فإن هذا الأمر هو المطلب الأول وهدف كل القوائم والمرشحين، وأصبح سقف تطلعات المجتمع العربي هو العيش بأمان، فلم نعد نتحدث عن مشاريع مستقبلية للنهوض بالشباب وبالبلدات والمجتمع… ماذا تقول عن ذلك؟
طاطور: لا شك في أن قضية العنف هي خطيرة وشائكة، وأصبحت الشغل الشاغل لجميع المواطنين العرب في كل البلدات، ونحن كتجمع من الواضح أن لنا برنامجا عمليا، من ضمنه التصدي لمظاهر العنف والجريمة، وإحدى الوسائل لذلك، الاهتمام بالجيل الجديد والشباب من خلال الثقافة والتربية الوطنية، وبناء الأطر الشبابية والطلابية، إلى جانب مواجهة المخططات الحكومية العنصرية كتفكيك المجتمع العربي، أو تهويد النقب والجليل، وإدخال عناصر وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، المتطرفة إلى كل بقعة من أرضنا العربية، وسيأخذ التجمع على عاتقه إعادة دور الأحزاب في تنظيم العمل السياسي والشعبي في البلدات العربية والمجتمع، وللنضال من أجل توسيع المسطحات وقضايا المسكن وفرص العمل والتطوير الاقتصادي، فهذه أيضا أولويات بالنسبة للتجمع والمجتمع، وهي جزء أساسي في الحفاظ على هوية ومناعة المجتمع أمام الجريمة والأسرلة والعنصرية، كما أن التجمع يقوم في المدن المختلطة ببناء خطط عملية لحماية العرب، وتعزيز دورهم ومكانتهم في هذه البلدات، مثل حيفا ونوف هجليل واللد وغيرها.
المصدر: عرب 48