خرق للهدنة ومساعدات إنسانية بقيمة 1.5 مليار دولار
أعلن منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، تعهّد مانحين الإثنين بتقديم نحو 1.5 مليار دولار للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في السودان والدول المجاورة التي تستضيف لاجئين هاربين من المعارك.
سودانيون يهاجرون العاصمة الخرطوم (أ ب)
شهدت السودان خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ حيز التنفيذ صباح الأحد لمدة 72 ساعة، إذ جرى رصد إطلاق قرب قافلة للجنة الدولية للصليب الأحمر بينما كانت تنقل جنودا جرحى، فيما تعهدت الأمم المتحدة بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 1.5 مليار دولار للسودان والدول المجاورة التي تستضيف لاجئين هاربين.
وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبر حسابها على “تويتر”، بأن “فريقا من اللجنة ينقل جنودا جرحى إلى المستشفى بناء على طلب من طرفي النزاع بالسودان (الجيش وقوات الدعم السريع)، أطلقت بالقرب منه أعيرة نارية”.
وأضافت أنه “على الرغم من الضمانات الأمنية التي تم الحصول عليها من كلا الطرفين، لم يتم احترام وقف إطلاق النار”.
وأشارت اللجنة، إلى أن جميع موظفيها بأمان ولم يصب أي منهم جراء إطلاق النار.
ودعت طرفي النزاع في السودان إلى “منح مساحات إنسانية آمنة”.
من جانبه، قال الجيش السوداني، في بيان، إن “قافلة لجنة الصليب الأحمر تعرضت لإطلاق نار في منطقة تواجد قوات الدعم السريع، ولا تواجد لقوات الجيش بالمنطقة”.
وحول تفاصيل الحدث، أوضح الجيش، أنه “تم التخطيط لإخلاء عدد من جرحى القوات المسلحة بواسطة ممثلي الصليب الأحمر من منطقة بحري إلى أم درمان في إطار ترتيبات الهدنة المتفق عليها”.
وأضاف “باشر ممثلو الصليب الأحمر التحرك من مدينة مدني لتنفيذ عملية الإخلاء وأفادوا بتعرضهم لإطلاق نار من قبل قناص عند جسر كوبر (الرابط بين الخرطوم ومدينة بحري) وهي منطقة تواجد لعناصر المليشيا المتمردة (الدعم السريع) وليس لدينا أي قوات بها”.
ومن ناحية أخرى، قال الجيش، إنه “يوجد بروتوكول متفق عليه مع ممثلي الصليب الأحمر بشأن تفاصيل عمليات الإخلاء ومرفق به خريطة محددة للتحرك، إلا أن ممثلي الصليب الأحمر لم يتقيدوا مطلقا بهذا البروتوكول”.
وأضاف “وفد الصليب الأحمر أصر على اصطحاب ممثل للمتمردين في عمليات الإخلاء وهو أمر مخالف للبروتوكول المشار إليه”.
وذكر الجيش السوداني، أن “وفد الصليب الأحمر لم يصل مطلقا إلى نقطة إخلاء الجرحى في مستشفى بحري”.
وتابع أن ما حدث “يشير بوضوح إلى أن هناك من يتعمد إعاقة إخلاء مصابي القوات المسلحة ويسوق حججا واهية لأسباب يعلمها، حيث لا يعقل أن تعرقل قواتنا إخلاء جرحاها وهي الطرف المستفيد”.
وفي وقت سابق الإثنين، اتهمت قوات الدعم السريع، في بيان، الجيش السوداني بتنفيذ هجوم على قواتها أثناء تحركها برفقة بعثة الصليب الأحمر الدولي.
وقالت إن قوات الجيش “شنت هجوما على قواتنا أثناء تحركها برفقة الصليب الأحمر لإجلاء 35 جريحا من قوات الانقلابيين (الجيش) متواجدين بالمستشفى العسكري في منطقة بحري”.
وبدأ الأحد سريان هدنة جديدة في جميع أنحاء السودان من الساعة السادسة صباحا (04:00 بتوقيت غرينتش) لمدة 72 ساعة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أعلنتها السعودية والولايات المتحدة مساء السبت.
وخلَّفت الاشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، المتواصلة منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة نزوح ولجوء واسعة.
مساعدات إنسانية بقيمة 1.5 مليار دولار للسودان والمنطقة
أعلن منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، تعهّد مانحين الإثنين بتقديم نحو 1.5 مليار دولار للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في السودان والدول المجاورة التي تستضيف لاجئين هاربين من المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال غريفيث، في ختام مؤتمر دولي في جنيف خصّص للأزمة السودانية “يسرّني أن أقول إن مانحين أعلنوا اليوم عن قرابة 1.5 مليار دولار للاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة”.
وأضاف أن “هذه الأزمة ستتطلب دعما ماليا مستداما وآمل أن نتمكن جميعا من إبقاء السودان على رأس أولوياتنا”، مرحبا بالالتزام الذي عبرت عنه الدول الأعضاء والشركاء خلال المؤتمر.
بدوره، قال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مشيدًا بالمبلغ الإجمالي الذي تعهدت به الدول المانحة “الآن يجب تخصيص الأموال وصرفها بشكل عاجل للغاية حتى تصل المزيد من المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها في السودان والدول المجاورة”.
وترأست الخارجية السعودية بشكل مشترك، اليوم، مؤتمرا رفيع المستوى لإعلان التعهدات ودعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة.
وتشترك السعودية في هذا المؤتمر مع قطر ومصر وألمانيا والأمم المتحدة إضافة للاتحاد الأوروبي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
المصدر: عرب 48