خطر الإشعاع الكهرومغناطيسي ومطالبة بنقل خطي الكهرباء
قال الناشط المجتمعي من الناعورة، رائد زعبي، لـ”عرب 48″ إن “هناك خطي كهرباء للضغط العالي بجانب بيوت القرية، الخط الأول رقمه 161 وأقيم عام 1990، بدون التطرق وفهم الأبعاد المستقبلية حينها، ولم تتوقف المشكلة هنا”.
الناعورة، اليوم (عرب 48)
يعاني أهالي قرية الناعورة في مرج ابن عامر، منذ عشرات السنوات من خطر الإشعاع الكهرومغناطيسي الصادر عن خطي الكهرباء (الضغط العالي) اللذين يمران بمحاذاة بيوت القرية من الجهة الغربية الشمالية، الأمر الذي أدى لارتفاع نسبة الإصابة بمرض السرطان بين سكان القرية، وفقا للأهالي.
وسبق أن صادرت السلطات الإسرائيلية وشركة الكهرباء قرابة 200 دونم من أراضي القرية بهدف إقامة خطي الكهرباء على طول امتدادهما، ومنع البناء حولهما بمحيط 100 متر، ويحد هذين الخطين من توسع القرية في الجهة الوحيدة الممكن أن تتوسع وتتطور بها.
وقال الناشط المجتمعي من الناعورة، رائد زعبي، لـ”عرب 48″ إن “هناك خطي كهرباء للضغط العالي بجانب بيوت القرية، الخط الأول رقمه 161 وأقيم عام 1990، بدون التطرق وفهم الأبعاد المستقبلية حينها، ولم تتوقف المشكلة هنا، حيث قررت شركة الكهرباء منذ 8 سنوات تمرير خط كهرباء للضغط العالي رقمه 400 قرب الخط القديم”.
وأوضح أن “الكارثة أنه يجب أن تكون أي منشأة أو مبان خاصة على بُعد 25 مترا عن خط 161 من كلا الاتجاهين، وعلى مسافة 35 مترا عن خط 400 من كلا الاتجاهين، هذا يعني أن تبتعد مسافة 100 متر على الأقل عن خطي الكهرباء، وإذا حسبنا مسافة الـ100 متر على امتداد الخطين على الأراضي الخاصة لأهالي الناعورة، نصل لنتيجة أن قرابة 200 دونم من أراضي القرية تم مصادرتها بسبب خطي الكهرباء”.
وتابع زعبي أنه “منذ 8 سنوات ونحن نناضل ونرفع صوتنا عاليا أمام رئيس المجلس الإقليمي جلبوع السابق، عوفيد نور، الذي تصرف بصورة عنصرية وبربرية وعدائية، بعد علمه عن عدم دعم أهل القرية له في الانتخابات، حيث قام بتمرير التراخيص اللازمة نكاية بأهل القرية، دون الرجوع لهم واستئذان أصحاب الأراضي”.
وأردف أن “أهالي القرية يملكون أكثر من 700 دونم في الجبل المقامة القرية على سفحه، وهذه الأراضي هي المساحة الوحيدة لتطور وتقدم وتوسيع القرية، وقد تم حصر القرية ومصادرة 200 دونم من أراضيها بسبب خط الكهرباء”.
وأشار زعبي إلى الأضرار الصحية التي لحقت بأهل القرية بسبب خط الكهرباء “خطوط الموت، الكهرباء، هي بمثابة حرب على الطبيعة والإنسان والحيوان والطيور، إذ تصل نسبة الإشعاع في هذه الأعمدة الضخمة بعد فحصها من قِبل مختص قبل شهر إلى درجة 11 ملغاوس، بينما المسموح به عالميا 2.5 ملغاوس، والمسموح به في البلاد 4 ملغاوس، أي أن نسبة الإشعاع في البيوت القريبة هي قرابة 300% فوق المسموح به، ومنظمة الصحة العالمية تقول إن درجة 4 ملغاوس كافية لإصابة من يسكنون في محيط مكان يصدر منه إشعاع بمرض السرطان”.
وتابع أن “نسبة الموت بسبب مرض السرطان عالية جدا في قرية الناعورة منذ أكثر من 10 سنوات، والبيوت القريبة من خط الكهرباء فقدت 4 أشخاص على الأقل بسبب مرض السرطان، وفقدت القرية أكثر من 10 من أبنائها بسن مبكر بسبب مرض السرطان في السنوات القليلة الماضية، وهذا مؤشر وقاتل وخطير جدا”.
إلى جانب الضرر الصحي، لفت زعبي إلى الأضرار البيئية في محيط خط الكهرباء قائلا إنه “بسبب إقامة هذا الخط وهذه الأعمدة العملاقة تم قلع وقطع مئات الأشجار من هذا الحرش الملاصق لقرية الناعورة، وفقدان حقول الترمس التي كانت تنبت في المكان، ما سبب ضررا بيئيا ليس بسيطا وأيضا على الحيوانات والطيور التي كانت المنطقة ملاذا لها، بالإضافة لصوت أزيز تيار الكهرباء المزعج عندما يمر بالأسلاك والذي لا يتوقف طيلة الوقت”.
وفي سياق المسار القضائي، قال زعبي إن “القضية ليست سهلة، خصوصا أن شركة الكهرباء حصلت على كل التراخيص من الرئيس السابق للمجلس الإقليمي، ونحن نعمل في كافة السبل المتاحة من أجل إبعاد خطي الكهرباء لمسافة 500 متر، أي بمحاذاة أراضي القرية، ونقوم في هذه الأيام ببحث كيفية تعزيز موقفنا أمام المحكمة”.
وبدوره، قال هلال زعبي وهو أحد أصحاب البيوت القريبة من خطي الكهرباء لـ”عرب 48″ إن “منزلي على بُعد 15 مترا من خط الكهرباء، وهذا يشكل خطرا على كل السكان في هذه المنطقة، ومنزل أهلي في نفس الحي وعلى مقربة من الخط، وأصيب والدي خلال السنوات الأخيرة بمرض السرطان وتوفى، ولا نستبعد أن يكون الإشعاع الصادر عن خط الكهرباء القديم سببا رئيسيا بإصابة والدي”.
وختم زعبي حديثه بالقول إن “المختص الذي فحص درجة الإشعاع الصادرة من هذين الخطين قال إننا نعيش في خطر تام، وحتى نصحني بألا أدعو أي أحد لمنزلي حتى لشرب فنجان قهوة! الشعور بالخوف من الإصابة بالأمراض دائم هنا، ونأمل أن تنتهي القضية لصالحنا وأن يتم إبعاد هذين الخطين عن أراضي القرية”.
وسنقوم في “عرب 48” بنشر تعقيب شركة الكهرباء إذا ما وصلنا لاحقا.
المصدر: عرب 48