“خطر مباشر يتهدد حياة المعتقلين”
“قمع وحشي.. تفتيش يومي.. إطلاق النار ورش الغرف داخل الأقسام بالغاز من مسافة صفر.. إدارة معتقلات الاحتلال تتعمد الحط من كرامة السجناء الفلسطينيين وكسر إرادتهم”
توضيحية (من الأرشيف)
يشتد تعرض المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال “للتعذيب والعزل ولأشكال أخرى من المعاملة السيئة، أقلها تجريدهم من كل مقتنياتهم، بما فيها الملابس”.
وبحسب تقرير لمركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات”، صدر اليوم السبت، “يضطر المعتقل إلى غسل ملابسه وارتدائها وهي ما زالت مبلولة، بحكم أن ليس لديه غيار آخر”.
ونقل المركز الحقوقي عن محاميته، ليندا العبادي، أنها “زارت المعتقلين في “عوفر”، وأفادت بوجود “خطر حقيقي ومباشر يهدد حياتهم، وإن إدارة معتقلات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد الحط من كرامتهم، وكسر إرادتهم بحرمانهم من أبسط أساسيات الحياة داخل المعتقل”.
وأجمع المعتقلون الذين قامت المحامية بزيارتهم أن الإدارة تتبع سياسة انتقامية بحقهم، قائمة على التنكيل والعقاب بهدف كسر إرادتهم، وإعادة الأوضاع في المعتقلات إلى ما كانت عليه في بدايات الاحتلال عام 1967.
كما وجدد المعتقلون الذين تمت زيارتهم للمحامية، التأكيد على أن إدارة المعتقل تستمر بسياسة “عزل الأقسام عن بعضها” و”عزل الغرف داخل القسم الواحد عن بعضها”، إضافة إلى “القمع الوحشي، والتفتيش اليومي، وإطلاق النار، ورش الغرف داخل الأقسام بالغاز من مسافة صفر”، وما ينتج عن هذا الفعل من تعريض حياة المعتقل بشكل مباشر للموت أو الإصابة.
وأكدوا الأسرى أن الإدارة “لم تكتف بسحب الملابس والغيارات البديلة منهم، بل أيضا الوسائد، والأغطية، وأبقت على غطاء خفيف جدًا لكل منهم، وبالتوازي قامت بتعرية نوافذ الغرف، ما يتسبب بمعاناة إضافية ناتجة عن البرد أثناء الليل تحديدا، خاصة لأصحاب الأمراض وكبار السن والأشبال”.
وشددوا على ان الإدارة “سحبت كل أدوات المطبخ (البلاطة، السخان، وغيرهما)، ومنعت المشروبات الساخنة، والسجائر، وكذلك فإن جودة الطعام المقدم رديئة جدا وكميته قليلة، ويتم تأخير تقديم الوجبات حيث تُقدم الوجبة الأولى لهم أحيانا بعد الساعة الرابعة مساء.
ونقل بيان “حريات” عن أحد المعتقلين وصفه الحياة داخل “عوفر” بأنها “تشبه زنازين التحقيق أو العزل الانفرادي من حيث الظروف والأوضاع والمعاملة، فنحن منقطعون عن العالم الخارجي بشكل كامل، بحكم أن الإدارة سحبت الراديوهات، والتلفزيونات، والدفاتر والأقلام والكتب، ومنعت كل وسائل النظافة، بما فيها أدوات الحلاقة ومعجون الأسنان”.
كما وتمنع سلطات السجون الأسرى من “التنقل بين الغرف في القسم الواحد، والتقاء الأشقاء ببعض داخل المعتقل، ويتم قطع التيار الكهربائي منذ العدد الصباحي وحتى العدد المسائي، وبعدها تتم إضاءة لمبة واحدة في كل غرفة، كما تم تقليص مدة الفورة لتصل بحدها الأقصى إلى (25 دقيقة)، وتكون لكل غرفة على حدة، وبمعزل عن غرف المعتقلين الأخرى”.
وقال مركز “حريات”، إنه من الملاحظ بأن المعتقلين الذين تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر الماضي يصلون إلى “عوفر” بحالة يرثى لها جراء التنكيل والضرب الذي يتعرضون له أثناء الاعتقال والتحقيق، ويواجهون صعوبة كبيرة بالتكيّف مع حياة المعتقل بعد قدومهم إلى الغرف، بسبب الأوضاع المزرية، فهي على حد وصف أحدهم حياة أشبه بالموت.
وأفاد أحد المعتقلين بأنه وأثناء اعتقاله تم تصويره (فيديو) من قبل جيش الاحتلال وهم يقومون بضربه والتنكيل به، وأيضا تم تصويره بملابسه الداخلية، في إجراء “يتنافى مع أبسط المعايير الإنسانية والحقوقية”.
وأوضح المركز أنه من خلال متابعاته، فإن حملات الاعتقال اليومية التي تشنها القوة القائمة بالاحتلال في الضفة الغربية، منذ 7 من أكتوبر وحتى اليوم، طالت ما يزيد على 2600 مواطن، من بينهم نساء وأطفال وكبار السن ومرضى، ويرافق هذه الحملات عمليات تنكيل وضرب مبرح، ليس فقط للمعتقل، وإنما تطال أيضا عائلته.
وأشار البيان إلى أنه تم توثيق العديد من هذه الحالات، إضافة لتخريب الممتلكات، كما أنه ومنذ التاريخ المذكور زاد عدد المعتقلين الخاضعين لأحكام إدارية سواء تجديد لهذه الأحكام أو فرض أحكام جديدة، في حين ارتفع العدد الكلي لهم إلى ما يزيد على (7800) معتقل ومعتقلة.
المصدر: عرب 48