Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

خيام متهالكة لا تصمد أمام مياه الأمطار

الأضرار الهائلة الّتي لحقت بشبكات الصرف الصحّيّ وتصريف مياه الأمطار نتيجة الاستهدافات الإسرائيليّة المتعمّدة والممنهجة زادت الوضع تعقيدًا…

غزة ومأساة الشتاء: خيام متهالكة لا تصمد أمام مياه الأمطار

غرق خيام النازحين جراء الأمطار في غزّة (Getty)

الشتاء لم يعد فصلًا عاديًّا يستعدّ له الناس في غزّة، فحرب الإبادة الّتي تشنّها إسرائيل عليهم جردتهم من كافّة وسائل الوقاية وتركتهم يواجهون مصيرهم تحت المنخفض الجوّيّ القاسي، فخلال أسبوع فارق 6 أطفال رضع الحياة جرّاء البرد الشديد.

هذا هو حال آلاف النازحين الفلسطينيّين في خيام متهالكة ومراكز إيواء لا تناسب الاستخدام الآدميّ، جرّاء الإبادة الّتي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزّة منذ 15 شهرًا.

المتحدّث باسم بلديّة غزّة، حسني مهنا، وصف الواقع الإنسانيّ للنازحين بأنّه “مأساويّ إلى حدّ لا يمكن تجاهله”، وسط انعدام وسائل التدفئة والمحروقات والملابس والأغطية، وغياب أيّ حلول دائمة لتحسين أوضاعهم المعيشيّة.

غرق خيام النازحين جراء الأمطار في غزّة (Getty)

وأوضح مهنا أنّ الأجواء الشتويّة القاسية تفاقم معاناة النازحين، ومياه الأمطار تغمر أمتعتهم وتعرّضهم لبرد قارس.

خطر الفيضان بفعل التدمير

مهنا بيّن أنّ الأضرار الهائلة الّتي لحقت بشبكات الصرف الصحّيّ وتصريف مياه الأمطار نتيجة الاستهدافات الإسرائيليّة المتعمّدة والممنهجة زادت الوضع تعقيدًا.

وذكر أنّ الجيش الإسرائيليّ دمّر نحو 175 ألف متر طوليّ من شبكات الصرف الصحّيّ و15 ألف متر طوليّ من شبكات الأمطار، مع استمرار الحصار الإسرائيليّ المطبق على القطاع ووقف إمدادات الوقود والكهرباء.

وأضاف أنّ ذلك تسبّب بفيضان مياه الصرف الصحّيّ والأمطار في عشرات المنازل ومراكز الإيواء، في ظلّ محدوديّة إمكانيّات البلديّة وعجزها عن التعامل مع جميع الحالات بسبب نقص المعدّات والموادّ الأساسيّة، ورفض الاحتلال الإسرائيليّ إدخال المعدّات والآليّات المطلوبة للتعامل مع الكارثة.

غرق خيام النازحين جراء الأمطار في غزّة (Getty)

وحذّر مهنا من خطر فيضان “بركة الشيخ رضوان لتجميع مياه الأمطار” شمال مدينة غزّة، “ما قد يشكّل كارثة إنسانيّة إضافيّة ما لم يتمّ البدء الفوريّ بتوريد مستلزمات إعادة صيانة مرافق البركة المدمّرة وفي مقدّمتها مولّد كهربائيّ وإصلاح مضخّاتها وخطّ تصريف المياه الناقل نحو البحر”.

تحدّيات تتخطّى الإمكانيّات

وأكّد مهنا أنّ البلديّة تعمل بكلّ إمكانيّاتها المحدودة، لكنّها لا تستطيع مواجهة التحدّيات وحدها، داعيًا المؤسّسات الدوليّة والإغاثيّة إلى التدخّل العاجل لإنقاذ النازحين من الكارثة ودعم الجهات الخدماتيّة بالقطاع لتخفيف الأزمة.

وأضاف: “غزّة بحاجة إلى وقفة إنسانيّة حقيقيّة، فالأزمة تتجاوز الحلول المؤقّتة، وتستدعي استجابة عاجلة تضمن حياة كريمة للنازحين وسكّان المدينة كافّة، بوقف الحرب الإسرائيليّة المدمّرة وفتح المعابر وضخّ المساعدات الإغاثيّة والإنسانيّة بأسرع وقت ممكن”.

ومساء الثلاثاء، انحسر منخفض جويّ وصل الأراضي الفلسطينيّة مساء الأحد، مصحوبًا بأمطار غزيرة وكتلة هوائيّة باردة.

فيما استمرّت الأجواء الباردة إلى شديدة البرودة، وسط اجتهاد النازحين في غزّة لإعادة ترميم خيامهم الّتي أغرقتها مياه الأمطار، وإيجاد حلول بدائيّة مؤقّتة للتخفيف من معاناتهم.

والأربعاء؛ حذّرت وكالة الأمم المتّحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين “الأونروا” من زيادة عدد وفيات الأطفال في غزّة جرّاء البرد القارس ونقص المأوى.

وأعلن المكتب الإعلاميّ الحكوميّ بغزّة، الاثنين، ارتفاع عدد الوفيات في صفوف النازحين الّذي اضطرّوا للعيش داخل الخيام بعدما دمّرت إسرائيل منازلهم إلى 7 بينهم 6 أطفال.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *