دعم أوكراني لفصائل المعارضة السورية بهدف تقويض روسيا
تقرير: المخابرات الأوكرانية أرسلت نحو 20 من مشغلي الطائرات المسيرة ذوي الخبرة ونحو 150 طائرة مسيرة إلى مقر “هيئة تحرير الشام” في إدلب، في إطار جهد أوسع لضرب العمليات الروسية سرا في الشرق الأوسط وإفريقيا وداخل روسيا
مقاتلو “هيئة تحرير الشام” في حمص، بوم الجمعة الماضي (Getty Images)
حصلت فصائل المعارضة السورية المسلحة التي أطاحت بنظام بشار الأسد على طائرات مسيرة وغيرها من الدعم من عملاء الاستخبارات الأوكرانيين الذين سعوا إلى تقويض روسيا وحلفائها السوريين.
وقالت مصادر مطلعة على الأنشطة العسكرية الأوكرانية في الخارج، إن المخابرات الأوكرانية أرسلت نحو 20 من مشغلي الطائرات المسيرة ذوي الخبرة ونحو 150 طائرة مسيرة إلى مقر “هيئة تحرير الشام” في إدلب، قبل أربعة إلى خمسة أسابيع، حسبما نقلت عنهم صحيفة “واشنطن بوست” اليوم، الأربعاء.
وتعتقد مصادر استخباراتية غربية، وفقا للصحيفة، أن المساعدات التي قدمتها كييف لم تلعب سوى دور متواضع في الإطاحة بالأسد. ولكن كان لها دور بارز في إطار جهد أوكراني أوسع نطاقا لضرب العمليات الروسية سرا في الشرق الأوسط وإفريقيا وداخل روسيا نفسها.
وكان برنامج المساعدة الذي قدمته أوكرانيا في سوريا سرًا مكشوفًا، رغم أن كبار المسؤولين في إدارة بايدن قالوا مرارًا وتكرارًا إنهم لم يكونوا على علم به. وأشارت الصحيفة إلى أن الدافع وراء ذلك واضح: ففي مواجهة هجوم روسي داخل بلادهم، بحثت الاستخبارات الأوكرانية عن جبهات أخرى حيث يمكنها أن توجه ضربات روسيا وتقوض عملائها.
وأعلن الأوكرانيون عن هذه الخطط. فقد نقلت صحيفة “كييف بوست”، في 3 حزيران/يونيو، عن مصدر في جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكراني، المعروف باسم GUR، قوله إن “المتمردين السوريين، بدعم من عملاء أوكرانيين، شنوا منذ بداية العام العديد من الضربات على المنشآت العسكرية الروسية الممثلة في المنطقة”.
وقالت الصحيفة الأوكرانية إن العملية في سورية نفذتها وحدة خاصة تعرف باسم “خيميك” داخل جيش الجمهورية، “بالتعاون مع المعارضة السورية”.
وتحدث مسؤولون روس منذ شهور عن الجهود الأوكرانية شبه العسكرية في سورية. وقال الممثل الخاص لروسيا في سورية، ألكسندر لافرينتييف، في مقابلة مع وكالة تاس، في تشرين الثاني/نوفمبر، إن “لدينا بالفعل معلومات تفيد بأن المتخصصين الأوكرانيين من مديرية الاستخبارات الرئيسية في أوكرانيا موجودون على أراضي إدلب”.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد أدلى بتصريح مماثل، في أيلول/سبتمبر الماضي، حول “مبعوثي الاستخبارات الأوكرانية” في إدلب. وزعم أنهم كانوا ينفذون “عمليات قذرة”، وفقًا لصحيفة الوطن السورية، التي أكدت أن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة الأوكرانية، كيريلو بودانوف، كان على اتصال شخصي مع “هيئة تحرير الشام”.
وقبل الإطاحة بالأسد، كان المسؤولون الروس يؤكدون أن ارتباط أوكرانيا بـ”هيئة تحرير الشام” هو محاولة لتجنيد مقاتلين سوريين لحربها ضد روسيا. وفي سبتمبر/أيلول. وحسب تقرير نُشر على موقع إلكتروني يسمى “ذا كرادل”، فإن أوكرانيا عرضت 75 طائرة مسيرة في صفقة “طائرات بدون طيار مقابل مقاتلين” مع “هيئة تحرير الشام”. ولكن لا يوجد أي دليل مستقل يدعم هذا الادعاء الروسي.
وحاولت المصادر الروسية التقليل من أهمية الدور الأوكراني في ما يتعلق بالتقدم السريع في هجوم المعارضة المسلحة الذي انتهى بإسقاط نظام الأسد، رغم أن روسيا فوجئت بذلك. وأشارت المصادر الروسية إلى أنه “كان لدى هيئة تحرير الشام برنامجها الخاص للطائرات بدون طيار منذ فترة طويلة”.
و”عملية سورية” ليست الحالة الوحيدة التي تعمل فيها الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في الخارج لمضايقة العملاء الروس. فقد ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، في آب/أغسطس، أن أوكرانيا ساعدت المتمردين في شمال مالي في نصب كمين لمرتزقة روس من مجموعة “فاغنر”، وأسفر عن مقتل 84 من عملاء “فاغنر” و47 ماليا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه مثلما فشلت إسرائيل في توقع هجوم حماس في 7 أكتوبر، فقد رأت روسيا فصائل المعارضة السورية المسلحة قادمين، لكنها لم تتمكن من التعبئة لوقف الهجوم ومنع سقوط النظام.
المصدر: عرب 48