«رحيّم» طالب هندسة يسعى للرزق بعربة عرقسوس: مش عايز أتعب والدي بمصاريفي – المحافظات
تعلّم الشاب «رحيّم» منذ نعومة أظافره أن يكون على قدر المسؤولية، فنشأته بين أسرة بسيطة الحال، لأب يعمل ويجتهد لأجل أبنائه الخمسة ووالدتهم وكفايتهم كان هدف نصب عينيه، ولأن الأب لم ينل حظا من التعليم، حرص على تذليل الصعاب كي يرى من بين أبنائه مهندسا، واليوم تحقق رجاؤه فصار له ابن طالبا بكلية الهندسة، بالإضافة إلى أنه ابن بار بوالديه، يعمل بعربة تمر هندي وعرقسوس ليساعدهم وييسر الحياة عليهم رغم انشغاله بالدراسة.
في أحد شوارع الزقازيق بمحافظة الشرقية، يتجول الشاب رحيم موسى بخيت، بعربة مخصصة لبيع المشروبات المثلّجة مثل العرقسوس، التمر هندي، السوبيا في وقت الذروة والحر الشديد بالشوارع، وهو متواصل السعي رغم انشغاله بالدراسة في كلية عملية صعبة تحتاج تفرغ للدراسة، ليوفر احتياجاته ومصاريفه.
رحيّم يحقق حلم والده
ويقول رحيّم، لـ«الوطن»، إنه يقيم رفقة أسرته بمدينة الزقازيق منذ ترك والده محافظة سوهاج واستقروا بالشرقية منذ عشرات السنوات، لافتا إلى أن والده كان يعمل عامل بناء «بنّاء طوب» لكنه قرر تغيير عمله بعصارة قصب يتجول بها بشوارع المدينة، خاصة في فصل الصيف، ووالدته ربة منزل وله إخوة، شقيقه الأكبر حاصل على بكالوريوس تجارة وأخواته الـ3 فتيات تعلمن وتزوجن، معلقا: والدي عمل كل اللي يسعدنا قد ما قدر.
رحيّم طالب بالهندسة ويسعى بالعمل الجاد
ويتابع رحيّم البالغ من العمر 19 عاما، خلال حديثه أنه التحق بكلية الهندسة بإصرار ودعم من والده، الذي يسعى لأن يحقق كل أمنياته في أبنائه، فهو لم ينل حظا من التعليم، لافتا إلى أن والده يعمل قدر المستطاع ليوفر له ولإخوته كل احتياجاتهم، لكنه قرر أن يعمل منذ الصغر بعربة عرقسوسوس وتمر هندي وسوبيا تلك المفضلة في حرارة الصيف ولها زبائن كثر، معلقا: والدي كان مصمم اتعلم وأكون مهندس وحققت له أمنيته.
حلمه أن يصبح مهندسا ميكانيكيا
ويشير رحيم إلى أنه في الفرقة الثانية بكلية الهندسة جامعة بنها، ويود أن يتخصص في الميكانيكا، خاصة وأنه يحب مجال عملها، لافتا إلى أنه كان يلاحظ كثيرا جارهم الميكانيكي بل ويساعده الى تعلم الصنعة فيود أن يتخصص مهندس ميكانيكي، لافتا إلى أنه يعمل بالعربة في الأيام الخالية من محاضرات الجامعة لتوفير النقود اللازمة للدراسة وما يتبقى يعطيه لوالده لأجل مصاريف المنزل.
صعوبات العمل تهون أمام تحقيق الأحلام
ويختتم رحيّم طالب الهندسة أنه يود أن يكون مهندس ميكانيكي ولم ير مستحيلا في تحقيق حلمه، خاصة أنها رغبة والده كما يرى ان العمل والعلم هم الحل الأمثل لكي يكون زخرا لوالديه وعونا لهما في كبرهما وتحقيق ما يرجوه معلقا: الحمد لله بوفق بين دراستي وبين عملي على عربية العرقسوس والتمر هندي ومذاكرتي وفي الشتا بزور أهلي في الصعيد، وأن عمله يجد منه مشقة في الشارع من حيث ثقل العربة والحرارة المرتفعة لكنها تهون لأجل الامنيات والاحلام”.
المصدر: اخبار الوطن