رسالة أهل الضحية ديما بشناق
“ديما كانت معطاءة تحب مساعدة الآخرين، تتبرع من مالها الخاص، وكنت دائما حتى أقول لها أن تنفق بعقلانية ولكنها كانت ترفض، من حبها للعطاء، كانت ترأف بالحيوانات، أينما وجدت محتاجا تواجدت، هي الخير بكل ما تعنيه الكلمة”
المغدورة ديما بشناق (عرب 48)
كانت الساعة نحو الحادية عشرة، مساء يوم الأحد الماضي، لحظة طرق أحد الأشخاص باب بيت أسامة بشناق والد ضحية جريمة القتل ديما من قرية وادي سلامة، ثم أخبره بإصابة ديما بجريمة إطلاق نار، حتى أن خرج بشناق مذعورا برفقة زوجته سعاد بعد علمهما بخبر مقتلها.
ووقعت الجريمة بالقرب من بيت الضحية ديما بشناق، حيث تعرضت لإطلاق رصاص من مسافة قريبة، وقال والد الضحية لـ”عرب 48″ إنني “سمعت صوت إطلاق الرصاص، وكان مخيفا، خرجت وزوجتي حافيا القدمين من الصدمة، رأيت ديما غرقانة بدمائها، هذا المشهد لن يغيب عني”.
كانت المرحومة ديما تعمل في ملحمة في بلدة الرامة، وتتعلم علم النفس السلوكي في كلية صفد سنة أولى، تركت وراءها والديها، وشقيق 17 عاما. واعتقلت الشرطة مشتبها به في ملف الجريمة، ولكن تم الإفراج عنه، وحتى هذه اللحظات لا يوجد معتقلين مشتبه بهم في الملف.
وروت سعاد برانسي بشناق لـ”عرب 48″ عن ديما أنها “حملت رسالة محبة وسلام، ولكن اجتثوها وقتلوها، وقطفوا حياتها، واعتبر نفسي أم الشهيدة، لأن ديما كانت الحياة، نبع العطاء الذي لا ينطفئ، مجرد أن أتخيلها الدنيا تبتسم، كانت الحنان، كانت تحب الأناقة واللبس، تحب أن تكون بارزة، كانت المميزة”.
وأضافت أن “ديما كانت معطاءة تحب مساعدة الآخرين، تتبرع من مالها الخاص، وكنت دائما حتى أقول لها أن تنفق بعقلانية ولكنها كانت ترفض، من حبها للعطاء، كانت ترأف بالحيوانات، أينما وجدت محتاجا تواجدت، هي الخير بكل ما تعنيه الكلمة، كانت ملكة وتحولت إلى ملاك طاهر”.
وتابعت أن “ابتسامتها كانت تميزها، دائما تعتمد على نفسها، لديها جمال داخلي، حتى وهي متوفية كان وجهها مشرق، كانّها تبوأت مقعدها في الجنة، كانت المطيعة، تحمل هم البيت. لم أتوقع أبدا أن يكون مصيرها القتل، توقعت بالكثير أن يكون اعتداء بسبب حالة الفلتان الموجود في المجتمع ولكن قتل بهذه الطريقة أبدا لم أتخيّل”.
وأضافت أن “حقنا عند الله، والمنتقم هو الله، هو الذي سيأخذ حق ديما في الدنيا والآخرة، نحن لم نؤذ أحدًا في حياتنا ولن نؤذي أحدا، تربينا أن السيئة لا تقابل السيئة”.
ومن جهتها قالت برانسي بشناق إنها سوف تكون الأولى في النضال ضد الجريمة والمجرمين و”أنا الأولى التي سوف ترفع لافتة ضد العنف، وأينما تسنح لي الفرصة سأعلي صوتي عاليا، كي لا تكون هناك أمهات ثكالى مثلي. الكل أحب ديما بحياتها وموتها، لأنها إنسانة ابتسامتها كانت تعطي الأمل. كنت أخشى أن يكون عرس ديما فارغا لأننا لا نخالط الناس كثيرا، ولكن ها هو عرسها شارك به الآلاف، وكانت أجمل طلعة عروس”.
وروى والد ديمة تفاصيل الجريمة وقال إن “ديما كانت بالعمل، وحين وصلت البيت قُتلت، ديما كانت معنا كتاب مفتوح، لا تخبّئ شيئا”.
وأوضح أن “ليس لدينا عداء مع أحد، ولا حتى في العائلة، حتى الآن لا أستوعب ما حصل، نحن عائلة مسالمة، الكل يشهد لنا بذلك. قبل الجريمة بلحظات تحدثت معها، وألقت علي السلام وتبادلنا أطراف الحديث. وحتى الآن لا نعرف أي شيء عن الجريمة، وها أنا أقول من يريد منا شيئا فنحن هنا، ولو كنا مهددين هل كانت حياتنا طبيعية، نخرج ونعمل بأريحية؟”.
وأضاف بشناق “نحن لا نأكل ولا نشرب منذ الجريمة، مصيبة كبيرة حلت علينا، بيتنا في وادي سلامة أُغلق، وننوي بيعه لأنه من المستحيل أن نعود ونسكن فيه دون ديما، لأنها موجودة في كل زاوية في البيت، لذلك عملنا العزاء في الطيبة فقط لأجل هذا السبب”.
وناشد بشناق “الناس بالكف عن الشائعات، ديما لم تتلق أي تهديدات، ولا نحن، من المؤسف أن تتحدث الناس في أمور ليست من خاصتها، نسمع الكثير من الروايات الكاذبة، وهذا يزيد من مأساتنا”.
المصدر: عرب 48