روسيا وإيران توقعان على تعزيز شراكتهما وتطوير التعاون العسكري
ينص الاتفاق بشكل خاص على “تطوير التعاون العسكري” ودعم كل دولة للأخرى في مواجهة “التهديدات الأمنية”، بحسب مضمون الاتفاق الذي جاء في 47 مادة نشره الكرملين بعد التوقيع.
بوتين وبزشكيان (Gettyimages)
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان الجمعة في الكرملين اتفاق شراكة إستراتيجية، يعزز “التعاون العسكري” في إطار تحالف يعتبر بمثابة حاجز لأي “إملاءات” من الغرب.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
ومع خضوعهما لعقوبات دولية تؤثر على اقتصاديهما، أجرت روسيا وإيران تقاربا متسارعا في السنوات الأخيرة، خصوصا منذ الهجوم على أوكرانيا.
كما منيت الدولتان في كانون الأول/ديسمبر بهزيمة مشتركة وفقدان النفوذ مع فرار حليفهما بشار الأسد من سورية.
ووقع فلاديمير بوتين ومسعود بزشكيان الجمعة “اتفاقية شراكة إستراتيجية شاملة” وهي اتفاقية تغطي مجالات متعددة.
وللاتفاقية “أهداف طموحة” وفق ما قال فلاديمير بوتين مؤكدا أن موسكو وطهران ترفضان “أي إملاءات تأتي من الخارج”.
وأعرب مسعود بزشكيان عن ارتياحه للاتفاق الذي سيفتح “آفاقا” بين البلدين.
ينص الاتفاق بشكل خاص على “تطوير التعاون العسكري” ودعم كل دولة للأخرى في مواجهة “التهديدات الأمنية”، بحسب مضمون الاتفاق الذي جاء في 47 مادة نشره الكرملين بعد التوقيع.
وبحسب الوثيقة، إذا واجهت روسيا أو إيران “اعتداء”، فإن الدولة الأخرى لن تقدم أي “مساعدة” للدولة المعتدية.
لكن هذه النقطة لا تنص على أن كلا من الطرفين الموقعين سيقدم الى الطرف الآخر مساعدة عسكرية في حال حصول سيناريو مماثل.
وأبرمت موسكو اتفاقية مماثلة مع كوريا الشمالية العام الماضي.
وتنص إحدى مواد هذه الوثيقة على تقديم “مساعدة عسكرية فورية” في حال وقوع عدوان مسلح من دولة ثالثة.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله هذا الأسبوع، إن المعاهدة مع طهران لا تهدف إلى “إنشاء تحالف عسكري” مماثل للذي ابرم بين موسكو وبيونغ يانغ.
وتتهم كييف والغرب كوريا الشمالية بإرسال جنود لقتال القوات الاوكرانية، إلى جانب الجيش الروسي.
ولم تؤكد موسكو وبيونغ يانغ الأمر أو تنفياه.
ويتهم الغرب طهران بتزويد روسيا بمسيرات متفجرة وصواريخ قصيرة المدى، وبالتالي مساعدة الجيش الروسي في أوكرانيا. وهي اتهامات نفتها إيران.
وينص الاتفاق الموقع الجمعة أيضا على التبادل “في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية” ولا سيما “بناء منشآت الطاقة النووية”.
تريد طهران وموسكو تشكيل توازن إلى جانب بكين وبيونغ يانغ، في مواجهة النفوذ الأميركي. وقد أقامتا علاقات وثيقة ويدعم كل منهما الآخر في العديد من القضايا الدولية، من الشرق الأوسط إلى الحرب في أوكرانيا.
ويأتي هذا التوقيع قبل أيام من عودة دونالد ترامب إلى السلطة في واشنطن، مهندس ما يسمى سياسة “الضغط الأقصى” على إيران خلال ولايته الأولى (2017-2021).
كما وعد الرئيس الأميركي المنتخب بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، بدون أن يحدد كيف.
ودعا مسعود بزشكيان الجمعة خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع بوتين إلى “مفاوضات وسلام” بين موسكو وكييف بعد ثلاث سنوات من بدء الهجوم الذي شنه الكرملين.
وأشارت ترجمة روسية سابقة لتصريحاته إلى “تسوية سياسية” للنزاع.
وقال المسؤولان إنهما ناقشا اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس، وقال فلاديمير بوتين إنه يأمل في “استقرار طويل الأمد”.
وقال بزشكيان “نأمل أن يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وأن تنتهي الأعمال العدائية على هذه الأرض”.
المصدر: عرب 48