زيارة مبعوث ترامب والمرحلة الثانية من اتفاق غزة… ما علاقتها بملف التطبيع بين إسرائيل والسعودية؟
تعمل إدارة ترامب، بقيادة مبعوثها ستيف ويتكوف، على تسريع تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق بين إسرائيل وحماس، مع ربط هذه المفاوضات بالتطبيع مع السعودية. التحركات تشمل جولة ميدانية مرتقبة في غزة تشمل محوري “نيتساريم” و”صلاح الدين” (فيلادلفي).
نازحو شمال غزة يعودون إلى مناطقهم (Getty Images)
يصل مبعوث الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل في الأيام المقبلة، ويعتزم إجراء جولة ميدانية في قطاع غزة تشمل محور “نيتساريم”، بحسب ما ذكرت تقارير إسرائيلية، مساء الأربعاء.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وأشارت التقارير إلى إدارة ترامب تدفع لتنفيذ مراحل الاتفاق بين إسرائيل وحماس، وتربط المفاوضات حول المرحلة الثانية بالتطبيع مع السعودية؛ وذكرت القناة 12 أن التحضيرات الإسرائيلية السياسية والأمنية للمرحلة الثانية جاهزة، وتنتظر فقط قرارات سياسية حاسمة.
وبحسب القناة، فإن إدارة ترامب تسعى لأن تكون المفاوضات حول المرحلة الثانية بمثابة جسر لتحقيق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، وتدفع الإدارة الأميركية نحو البدء بالمفاوضات حول تفاصيل هذه المرحلة من الاتفاق قبل الموعد المحدد لها في اليوم الـ16 من بدء تنفيذه.
وأوضح ويتكوف أن الإدارة الأميركية تهدف إلى ضمان تنفيذ الاتفاق بشكل كامل قبل الانتقال إلى المراحل المقبلة، مع التركيز على ضمان الأمن ومراقبة حركة الأفراد والبضائع في الممرات الحدودية، مثل محور “نيتساريم” ومحور “صلاح الدين” (فيلادلفيا).
وذكرت القناة 12، أن نتنياهو قد يواجه قرارًا مفصليًا بين تحمل الأثمان السياسية لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، في ظل الضغوط التي يمارسها وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، وتهديه بإسقاط الحكومة، وبين الاستفادة من فرصة التطبيع مع السعودية كإنجاز سياسي كبير.
ونقلت عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة” أن “التحديات الفنية للمرحلة الثانية قابلة للحل، لكن القرارات السياسية الكبرى هي التي ستحدد مسار التنفيذ”. وادعت أن تحقيق تطبيع مع السعودية قد يفتح الباب لانضمام دول مسلمة أخرى، بما في ذلك إندونيسيا، إلى مسار التطبيع.
بحسب تقرير نشره موقع “بوليتيكو”، فإن جهود إدارة ترامب تركز على ضمان تثبيت وقف إطلاق النار. كما أكد التقرير أن مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك وولز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، سيكونان جزءًا أساسيًا من فريق المفاوضات لتحقيق التطبيع مع السعودية.
وفي تصريحات له، أكد ويتكوف أن “التطبيع سيمثل نهاية الحرب، ويتيح استثمارات واسعة في المنطقة دون القلق من تهديدات مثل إطلاق الصواريخ من الحوثيين أو حزب الله”. وأشار إلى أن وقف إطلاق النار كان شرطًا أساسيًا لتحقيق هذا الهدف.
وفي حديثه عن مستقبل المنطقة خلال الأشهر المقبلة، قال ويتكوف، الليلة الماضية، أن “تنفيذ الاتفاق معقد، لكن إذا تم بشكل جيد، فسننتقل إلى المرحلة الثانية، ونحرر المزيد من الرهائن، أحياءً وأمواتًا. هذه هي توجيهات الرئيس ترامب لي ولفريق العمل بأكمله”.
من جهته، أكد وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، في تصريحات أمام الكنيست، أن المفاوضات مع السعودية لم تتضمن “أي التزام بإقامة دولة فلسطينية”، علما بأنه على المستوى الرسمي والعلني تطالب السعودية بخطوة أو مبادرة إسرائيلية تجاه الدولة الفلسطينية كجزء من مفاوضات التطبيع.
وتطرّق ويتكوف إلى احتمالية توقيع اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية قريبًا، وشدد على أن التطبيع مع السعودية سيغير ملامح المنطقة بالكامل، معتبرا أن “التطبيع يشكل فرصة هائلة للمنطقة، ويمكن أن يُنهي الحرب، ويجعل المنطقة أكثر استقرارًا”.
واعتبر أن “الفرصة متاحة الآن لجلب جميع الأطراف إلى الطاولة لتحقيق مستقبل أفضل”، مشددا على أن فريق ترامب يخطط لمنح أولوية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية. وأوضح أن وزير الخارجية الجديد، روبيو، ومستشار الأمن القومي، وولز، يقودان هذه الجهود.
المصدر: عرب 48