ساعات بانتظار المساعدات دون جدوى… مجاعة في شمال غزة
“شمال غزة يموت جوعا”، هذا ما يؤكده سكان شمالي القطاع الذي يتعرض لحرب إسرائيلي مدمرة؛ المجاعة أدت إلى حصد حياة عدد من الأطفال، فيما يتجمع الآلاف على شاطئ البحر بانتظار مساعدات لا تصل أبدا.
ينتظر سكان شمال قطاع غزة لساعات طويلة وصول مساعدات إنسانية إلى ساحل البحر، مع استمرار الحرب على القطاع والحصار الإسرائيلي، وسط شح في المواد الغذائية ومعاناة من مجاعة قاسية.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
ورغم الانتظار الطويل لم تتحقق أمال سكان شمال القطاع بدخول المساعدات، سواء عبر البر أو عبر الجو، مما يزيد من معاناتهم ويفاقم من وضعهم الصعب.
وأمس الاثنين، أعلن الجيش الأردني تنفيذ 4 إنزالات جوية لمساعدات إغاثية لصالح سكان قطاع غزة، وأفاد شهود عيان أن عدة طائرات ألقت صناديق تحمل مساعدات غذائية وإنسانية في مناطق وسط وجنوب القطاع.
كان الفلسطيني عبد الخالق مسلم، برفقة مئات الفلسطينيين ينتظرون المساعدات، وقال: “لقد وصلتنا أنباء عن إمكانية إدخال مساعدات إنسانية لشمال قطاع غزة عبر الجو من الأردن”.
وأضاف “لقد انتظرنا لساعات طويلة دون جدوى، فلم تصلنا أي مساعدات سواء من الجو أو عبر البر”.
وتابع “الوضع في شمال قطاع غزة يشكل مأساة حقيقية، نحن نواجه موتًا بطيئًا، نضطر لتناول أكل الحيوانات، ونعاني من نقص في الطحين والأرز”.
وناشد مسلم دول العالم بإدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة، حيث يعاني سكانه من المجاعة.
بدوره، قال بكر عبد العال، الذي انتظر كذلك لساعات على أمل الحصول على بعض المساعدات، “نحن بحاجة للعيش وتأمين الطعام لأبنائنا الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء”.
وأضاف “نتناول وجبة واحدة كل ثلاثة أيام، وأوزاننا تتناقص بسرعة، ونمر بفترات طويلة من الصيام والجوع”، مبينا أنهم يتطلعون لوصول مساعدات، لكنهم لم يتلقوا شيئًا على عكس ما حدث في الجنوب.
وأعرب بكر عن أمله في أن تحظى أوضاعهم باهتمام الدول العربية والعالم لإدخال مساعدات إلى شمال قطاع غزة وتخفيف معاناة السكان هناك.
فيما عبّر وسف الرضيع عن استياءه قائلاً: “نحن في شمال قطاع غزة ننتظر المساعدات منذ أربعة أشهر، ولم يتوفر لدينا طحين منذ ذلك الحين، فضلاً عن نفاد مخزون الطعام الحيواني”.
وأضاف “لم يصلنا أي نوع من المساعدات سواء عبر البر أو الجو”. وناشد الدول العربية بالتدخل العاجل لوقف مأساة المجاعة في شمال قطاع غزة وتوفير المساعدات للسكان المحاصرين هناك.
وبسبب الحصار الإسرائيلي المطبق المفروض عليهم منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، اضطر سكان محافظة غزة إلى تناول أعلاف الحيوانات بعد نفاد مخزون القمح والدقيق.
ومنذ بدء حربها المدمرة على القطاع منذ نحو 5 أشهر، قطعت إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن قطاع غزة، وتركت نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون أوضاعا إنسانية كارثية.
وتفرض إسرائيل حصارا خانقا على مدينة غزة وشمال القطاع، وتمنع وصول أي مساعدات غذائية إلى سكان هذه المناطق، ما أدى لنفاد كل ما يملكونه من طعام ومياه صالحة للشرب.
ودخلت المساعدات الإنسانية لمناطق شمال غزة، لأول مرة، خلال الهدنة الإنسانية التي بدأت في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، واستمرت لمدة أسبوع.
وفي 13 كانون الثاني/ يناير الماضي، قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إن “الموت يهدد نحو 800 ألف نسمة في محافظتي غزة والشمال بسبب استمرار سياسة التجويع والتعطيش التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي بحقهم”.
وذكر المكتب أن المحافظتين “بحاجة إلى ألف و300 شاحنة غذاء يوميا للخروج من حالة الجوع، بواقع 600 شاحنة للشمال و700 لغزة”.
وفي 16 شباط/ فبراير الحالي، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” أنه بين الأول من كانون الثاني/ يناير و12 شباط/ فبراير، رفضت السلطات الإسرائيلية وصول 51% من البعثات التي خططت لها المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني لإيصال المعونات وإجراء تقييمات إلى المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة.
وبحسب الأمم المتحدة، تشير التقارير إلى تزايد المستويات الكارثية لانعدام الأمن الغذائي الحاد في شتى أرجاء قطاع غزة، حيث يتزايد عدد التقارير عن الأسر التي تكافح من أجل إطعام أطفالها، ويزداد خطر الوفيات الناجمة عن الجوع في شمال القطاع.
وأوضح مكتب “أوتشا” أن أكثر من نصف شحنات المساعدات إلى شمال غزة منعت من الوصول الشهر الماضي، وأن هناك تدخلا متزايدا من الجيش الإسرائيلي في كيفية ومكان تسليم المساعدات. وفي 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، أعلنت “أونروا” أن السكان في شمال قطاع غزة أصبحوا “على حافة المجاعة ولا ملاذ يأوون إليه” في ظل الحرب المستمرة.
المصدر: عرب 48