ساو باولو: تغيّر المناخ يفاقم الظواهر الجويّة المتطرّفة ويعقّد حياة السكّان

يؤدي التغيّر المناخي إلى تزايد متصاعد لحدة أوضاع الطقس السيئة في ساو باولو البرازيلية، وتشهد المدينة الأكبر في أميركا اللاتينية فيضانات، وتُقتلع أشجارها، وتُحرَم أحياء بأكملها فيها من الكهرباء، وتشهد اختناقات مرورية رهيبة.
وبسبب الاضطرابات المناخية، تعيش ساو باولو التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة وتُعدّ القلب الاقتصادي للبرازيل، حالا من الفوضى، رغم تباهيها الدائم بأنها أكثر تنظيما وتجهيزا مع بنية أساسية أفضل من ريو دي جانيرو.
وقد أدى الاحترار والتوسع الحضري الجامح إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة في المدن الكبرى في جنوب شرق البلاد، مقرونا برطوبة عالية، ما يساعد على تشكّل العواصف الرعدية العنيفة.
على مدى العقدين الماضيين، شهدت ساو باولو عشر حالات لهطول كميات قصوى من المتساقطات تجاوزت 100 مليمتر في يوم واحد، وهي عتبة تُعتبر "خطيرة للغاية" من جانب المعهد الوطني للأرصاد الجوية (INMET)، وهو ضعف العدد الذي شهدته المدينة في العقدين السابقين.
يقول عالم الأرصاد الجوية في "كليمتامبو" سيزار سواريس "في السابق، كان مناخ ساو باولو مشابها لمناخ لندن. أما اليوم، فهو شبه استوائي".
وتشكل الرطوبة والحرارة المرتفعة سحبا ركامية تحمل العواصف الرعدية، خصوصا خلال فصل الصيف الجنوبي الممتد من كانون الأول/ديسمبر إلى آذار/مارس، وفق سيزار سواريس.
وشهدت مدينة ساو باولو ثالث أسوأ فيضان لها في كانون الثاني/يناير منذ بدء تسجيل الفيضانات في عام 1961.
وخلّفت العواصف الصيفية في عام 2025 ستة قتلى، وهو ضعف العدد المسجل في العام الماضي، فضلا عن فقدان شخص.
وكان ثلاثة من القتلى من سائقي سيارات الأجرة أو السيارات الخاصة، وهي مهنة معرضة بشكل خاص لتبعات الطقس السيئ.
وأفادت البلدية أن العواصف اقتلعت أكثر من 2000 شجرة منذ بداية العام.
وفي آذار/مارس، سجلت المدينة رقمها القياسي السنوي في حجم زحمة المرور، إذ بلغ طول الاختناقات المرورية 1174 كيلومترا في يوم ممطر.
ويتأثر النشاط الاقتصادي بهذا الواقع المناخي الجديد، بدءا من وقف العمليات في الأيام العاصفة إلى المشكلات في سلاسل التوريد بسبب الحرارة الشديدة.
وتحدث العواصف الرعدية الشديدة أحيانا خارج الموسم، كما حصل في تشرين الأول/أكتوبر 2024، عندما انقطعت الكهرباء عن حوالى مليون منزل.
وتحاول السلطات أن تأخذ زمام المبادرة لتسهيل التكيف مع هذا الوضع.
ومنذ كانون الأول/ديسمبر، تلقى سكان ساو باولو 14 تنبيها على هواتفهم لتحذيرهم من خطر العواصف الرعدية الشديدة. ومن المتوقع أن يتم تعميم النظام في كامل أنحاء الأراضي البرازيلية بحلول نهاية العام.
وارتفع الغطاء النباتي من 15% إلى 26% بين عامي 2021 و2024، وفقا للسلطات المحلية التي تحاول الحد من وجود "جزر الحرارة" في المناطق ذات الكثافة الحضرية العالية.
وتجري حاليا أعمال لتحسين صرف المياه في الشوارع، لكن المناطق الأكثر حساسية تظل في حالة تأهب.
وانتشرت في مختلف أنحاء البرازيل خلال شباط/فبراير صور لسيارات تطفو في شوارع حي جارديم بانتانال الفقير على ضفاف نهر تيتي بعدما غمرتها المياه، ولسكان يسافرون داخل قوارب مؤقتة.
المصدر: عرب 48

