سباق مع الوقت لمواجهة الفيضانات
لم تشهد مناطق كثيرة في الإقليم فيضانات بهذا الحجم منذ البدء بجمع بيانات في هذا الخصوص في الخمسينات، بحسب الإعلام الرسميّ…
يخوض السكّان المتضرّرون من فيضانات قويّة في جنوب الصين سباقًا مع الوقت لإنقاذ مقتنياتهم قبل أمطار طوفانيّة تحذّر منها السلطات المحلّيّة.
ومنذ الخميس، يشهد إقليم غوانغدونغ الجنوبيّ أمطارًا غزيرة تسبّبت تداعياتها بمقتل أربعة أشخاص وإجلاء أكثر من مئة ألف من السكّان.
وحدوث فيضانات كبيرة ليس أمرًا عاديًّا في هذه الفترة من السنة في هذه المنطقة الوارفة دون المداريّة. وهي قد تكون على صلة باشتداد التغيّر المناخيّ، بحسب مسؤول رفيع المستوى.
في بلدة شاتانغ، تضرّرت المنطقة السياحيّة بفعل ارتفاع مستوى المياه. ويساعد أفراد وموظّفون في الحكومة المحلّيّة على إزالة الوحل من الشوارع، وفق ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وقالت ليو يونغتسي (25 عامًا) الّتي تدير فندق “شاتانغ مونفيو هومستاي” إنّ “المياه اجتاحت بعض الغرف ونقوم حاليًّا بتنظيف الوحل وأعتقد أنّ الأمر سيستغرق يومين أو ثلاثة أيّام. ومن المفترض أن نكون مستعدّين لاستقبال الزبائن مجدّدًا لعطلة الأوّل من أيّار/مايو”.
ويقدّم هذا الفندق الكبير في جملة عروضه مأدبات شواء في الهواء الطلق وتخييمًا في الطبيعة عالي الجودة وأنشطة لصيد السمك.
وكشفت المديرة وهي تعرض تسجيلات مصوّرة التقطتها بهاتفها الذكيّ على مراسل وكالة فرانس برس “بلغت المياه مستويات جدّ عالية في الأيّام الأخيرة وغمرت الطريق ولم يكن في وسعنا طوال خمسة أيّام التنقّل في البلدة سوى بواسطة مركب صغير يعمل بمحرّك”.
وقالت “لحسن الحظّ، كان عندنا ما يكفي من المؤن”.
وقد فاض النهر المجاور، فاقتلعت مياهه الكثير من الأشجار وغمرتها وما زال البعض منها ممدّدًا في الوحل مع أثاث مبعثر من الفندق وسط حرّ خانق.
وعلى مقربة من الموقع، يعمل موظّفون من الفندق على إصلاح كوخ خشبيّ مخصّص للمآدب الجماعيّة، في حين يقوم آخرون بتنظيف الموقع.
وقال ليو شاوفي (53 عامًا) والد ليو يونغتسي الّذي يتولّى هو أيضًا الإدارة “الأضرار كبيرة ونحن ما زلنا نقيمها، لكن لحسن الحظّ لا شيء يدعو إلى القلق”.
حذّرت السلطات من أمطار غزيرة جديدة في إقليم غوانغدونغ بين مساء الأربعاء والجمعة.
ويتوقّع هطول 240 ميليمترًا من الأمطار في عدّة أجزاء من المنطقة وقد تبلغ التساقطات 300 ميليمتر في بعض المواقع.
وحذّر أيضًا مسؤولون السكّان من نشر “شائعات” بشأن انقطاع لبعض الموادّ الأساسيّة أو ارتفاع أسعارها.
وجاء في بيان صدر مساء الثلاثاء عن الهيئة الناظمة للسوق الإقليميّة “بغية تعزيز إدارة أسعار السوق خلال موسم الفيضانات (…) يرجى منكم عدم تلفيق معلومات أو نشرها بشأن ارتفاع في الأسعار أو محدوديّة في سلاسل الإمداد أو زيادة كبيرة في الطلب”.
ويعيش حوالي 127 مليون شخص في إقليم غوانغدونغ حيث تتركّز عشرات الآلاف من الشركات الّتي تصدر منتجاتها إلى الخارج.
ولم تشهد مناطق كثيرة في الإقليم فيضانات بهذا الحجم منذ البدء بجمع بيانات في هذا الخصوص في الخمسينات، بحسب الإعلام الرسميّ.
وقال يين جيجي كبير الخبراء في مجال علوم المياه في وزارة الموارد المائيّة عبر أثير إذاعة الصين الوطنيّة إنّ “اشتداد التغيّر المناخيّ” زاد من احتمال وقوع هذا النوع من التساقطات الّتي لا تحدث عادة سوى في الصيف.
وتعتبر الصين أكبر ملوّث بغازات الدفيئة الّتي تفاقم ظاهرة التغيّر المناخيّ وهي تعهّدت تخفيض انبعاثاتها وبلوغ الحياد الكربونيّ بحلول 2060.
المصدر: عرب 48