شهادات تتلقاها نقابة العمال العرب من عمال فلسطينيين من مدينة طولكرم، تكشف أن منسق أعمال حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية ألغى العشرات من تصاريح العمل بذريعة أن أصحابها “حرضوا على الإرهاب” بواسطة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
عمال فلسطينيين عند حاجز للاحتلال قرب نابلس، توضيحية (Getty Images)
أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على سحب 28 تصريحا من عمال فلسطينيين من منطقة طولكرم، خلال الأيام الماضية، بزعم قيامهم بنشر منشورات “تحريضية” على شبكات التواصل الاجتماعي، في قرار صدر عن وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
ووفقًا للشهادات التي وصلت إلى نقابة العمال العرب، ذكر العامل عبد الرحمن (الاسم الكامل محفوظ لدى هيئة التحرير) من مدينة طولكرم، ويعمل في فندق بمدينة هرتسليا: “أنا أب لثلاث بنات تتراوح أعمارهن بين سنة ونصف وست سنوات، وأسكن في طولكرم؛ أعمل منذ أكثر من عام في فندق بمدينة هرتسليا مع زملائي من طولكرم، وقد تم إلغاء تصاريحنا من قبل المنسق بادعاء نشر منشورات ‘تحريض على الإرهاب‘”.
وأضاف عبد الرحمن “لقد قمت بنشر منشور عندما استشهد ابن خالي خلال فترة الحرب ونشرت صورته وكتبت: ‘ابن عمي إسلام قمر شهيد، رحمه الله‘. أحد العمال اليهود وهو في قائمة الأصدقاء في حسابي بموقع فيسبوك قام بإرسال هذا المنشور إلى أحد أقربائه الذي يعمل في جهاز المخابرات وبذلك تم تسريحي من العمل ببلاغ رسمي من المسؤولة عني في الفندق”.
تابع عبد الرحمن: “قالت لي تلك المسؤولة: ‘ما ترجع على الشغل فتصريحك مسحوب‘! أنا لست الوحيد الذي فصل من العمل لهذه الأسباب، هناك أيضا ثمانية من العمال الذين يعملون معي تم فصلهم لأسباب مماثلة”.
وفي هذا الشأن، قال المستشار القانوني لنقابة العمال العرب، وهبة بدارنة، حول هذه القضية: “هذه القضية معروفة لنا منذ بداية الحرب، العمال الفلسطينيون وكل الشعب الفلسطيني يدفع ثمن سياسة الانتقام والحقد والكراهية منذ بداية عملية طوفان الأقصى”.
وأضاف بدرانية، في حديث لـ”عرب 48“، أنه “من الواضح أنهم ينتقمون من العمال البسطاء الذين يبحثون عن لقمة العيش الكريم، وبدورنا سنتخذ الإجراءات القانونية اللازمة مقابل المنسق لإعادة تصاريح العمال التي تم سحبها للأسباب التي وردت في شهادات العمال”.
المصدر: عرب 48
