Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

“سلب قدرات”!؟ صواريخ حزب الله ما زالت تشكل تهديدًا كبيرًا لجبهة إسرائيل الداخلية

تقرير إسرائيلي يشير إلى الترسانة الصاروخية الضخمة لحزب الله والسهولة النسبية في تجديدها بما يجعلها تشكل تهديدا كبيرا لجبهة إسرائيل الداخلية. وفي الوقت ذاته، انتقد مسؤولون إسرائيليون “الفصل المصطنع” بين الجبهات في لبنان وغزة، وإستراتيجية نتنياهو الجديدة للضغط على حماس.

موقع سقوط صاروخ لحزب الله في كريات بيالك قرب حيفا (Getty Images)

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن خلال اليومين الماضيين هجمات على أكثر من 1,500 هدف تابع لحزب الله في لبنان، والتي تشمل منصات إطلاق ومستودعات تخزين صواريخ، في ما وصفه بـ”سلب قدرات” الحزب في واحدة من أكبر الهجمات الجوية التي يشنها جيش الاحتلال على لبنان منذ عام 2006؛ ومع ذلك، فإن المخزون الصاروخي الضخم الذي يمتلكه حزب الله والسهولة النسبية في تجديده “لا يزال يشكل تهديدًا كبيرًا للجبهة الداخلية الإسرائيلية”، بحسب ما ذكرت صحيفة “هآرتس” في تقرير أوردته مساء اليوم، الثلاثاء.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”

ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في الجيش الإسرائيلي أنه “لا شك أن حزب الله تعرض لضربة قوية جدًا. هو لا يفهم كيف يتم تدمير الآلاف من صواريخه الدقيقة، وكيف يصيب كل صاروخ نطلقه هدفه بدقة، سواء كان ذلك مخزن أسلحة أو منصات إطلاق أو صواريخ كروز حاول الحزب إخفاءها”.

ومع ذلك، استدرك المسؤول قائلا: “حتى لو دمرت 50% من قدرات الإطلاق لدى الحزب، لا يزال لديه أكثر من 100,000 صاروخ وقذيفة جاهزة للإطلاق على الجبهة الداخلية في إسرائيل. هذا شيء لا ينبغي التهاون معه”؛ علما بأن تقارير ترددت في إسرائيل، أمس، وزعمت أنه “تم القضاء على نصف قدرات حزب الله العسكرية”، أو “نصف صواريخ حزب الله”، الأمر الذي شكك به مسؤولون في المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني رفيع سابق، قالت الصحيفة إنه على إطلاع ودراية جيدة بما يجري في قيادة المنطقة الشمالية في هذه الأيام، أنه “على عكس قطاع غزة وحركة حماس، يعمل حزب الله داخل دولة ذات سيادة، حيث توجد فيها مطارات وموانئ ومعابر حدودية مفتوحة مع سورية. لذا، فإن تجديد مخزون الذخيرة لديه سهل نسبيًا”.

وقال المسؤول الأمني السابق: “من الصعب جدًا على حزب الله نقل قوافل شاحنات محملة بالصواريخ الدقيقة أو بعيدة المدى من سورية أو العراق أو إيران. لكن لا شك أن الحزب يعرف كيف ينقل الأسلحة والذخائر، ويواصل التسلح. لذلك، فإن التقديرات هي أن القتال سيكون طويلاً وصعبا على الجبهة الداخلية إذا قرر الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، التصعيد إلى حرب شاملة ضد إسرائيل”.

ترسانة حزب الله الصاروخية… وفق التقديرات الإسرائيلية

ووفقًا لتقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإنه “قبل غارات سلاح الجو في الأيام الأخيرة، كانت لدى حزب الله القدرة على إطلاق آلاف الصواريخ والذخائر نحو إسرائيل يوميًا. وقد بدأ الحزب الحرب وهو يحتفظ في لبنان بما يتراوح بين 150 ألفا و200 ألف صاروخ وذخيرة من أنواع مختلفة ومدى مختلف”.

وتشمل ترسانة الحزب الصاروخية، بحسب التقديرات الإسرائيلية التي أوردتها “هآرتس”، “حوالي 40 ألف صاروخ يصل مداها إلى 20 كيلومترا، وحوالي 80 ألف صاروخ من نوع ‘فجر‘ بمدى يصل إلى 40 كيلومترا، وعدد مماثل من صواريخ ‘زلزال‘ و‘فتح‘ بمدى يتراوح بين 40 و80 كيلومترا، بالإضافة إلى عدة آلاف من الصواريخ بمدى يتراوح بين 100-200 كيلومتر”.

موقع سقوط صاروخ لحزب الله في موريشت الواقعة بالجليل (Getty Images)

إضافة إلى كل ذلك، يمتلك حزب الله، بحسب التقرير، “أسرابًا من الطائرات المسيرة الهجومية وحوالي 2,000 طائرة مسيرة تم تدريب العناصر على تشغيلها في الحرب في سورية”. وبحسب الصحيفة، فإنه “رغم محاولات إسرائيل لاستهداف مشروع دقة الصواريخ، تمكن نصر الله من إقامة شبكة تشمل عدة آلاف من الصواريخ الدقيقة”. كما أشار إلى أنه “حزب الله أثبت أنه يمتلك أيضًا صواريخ تهدد سلاح البحرية والمياه الاقتصادية لإسرائيل، عندما أصاب سفينة تابعة للبحرية الإسرائيلية من نوع ‘ساعر 5‘، في حرب لبنان الثانية”.

“فصل مصطنع بين الجبهات”

وانتقد مسؤولون في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قرار المستوى السياسي والعسكري بـ”الفصل المصطنع”، على حد تعبيرهم، بين الحرب على غزة والمواجهات مع حزب الله في لبنان، والذي وصل إلى حد أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، قرر أن يطلق على الهجوم المكثف على لبنان اسم “سهام الشمال”، وفصله فعليًا “حتى على المستوى الذهني” عن حرب “السيوف الحديدية” – التسمية التي يطلقها الجيش الإسرائيلي على حربه على غزة.

وقال مصدر أمني لصحيفة “هآرتس”: “نحن في حرب متعددة الجبهات يمكن أن تتصاعد إلى حرب إقليمية واسعة. لا يمكننا التركيز على جبهة واحدة وكأن ليس لدينا 101 رهينة في غزة، أو كأن إحدى الجبهات لا تؤثر على الأخرى”.

وفي الأيام الماضية، شارك وزراء في المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) إلى مشاورات مغلقة حول لبنان؛ وخلال إحدى الجلسات، أوضح المسؤولون العسكريون أن “الإستراتيجية هي تغيير ميزان القوى في الشمال. الهدف مزدوج: الردع ضد حزب الله وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، مع ردع المحور الإيراني، وفي مقدمتهم إيران ذاتها”، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.

وقال المسؤولون العسكريون: “نواصل اتباع إستراتيجية التصعيد التدريجي، في كل مرة نرفع المستوى خطوة بعد خطوة، وسيدرك حزب الله مع مرور الأيام قوة الجيش الإسرائيلي”. وأكدوا أن الهدف هو فصل القتال في غزة عن القتال في لبنان. “سنجبر نصر الله بالقوة على وقف إطلاق النار، بغض النظر عن حماس، مهما كان الثمن. لن نتردد في استخدام أي وسيلة لتحقيق الهدف الذي حدده الكابينيت”.

نتنياهو يحاول أن “يدفع حزب الله للضغط على حماس”

وخلال المداولات التي عقدها الكابينيت مؤخرا، وكتذلك في مناقشات أمنية في منتدى أصغر شمل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، قدم نتنياهو رؤية بشأن إمكانية إجراء صفقة تبادل أسرى مع حماس. وادعى أن على إسرائيل دفع رئيس حركة حماس، يحيى السنوار إلى صفقة تبادل عبر تصعيد الضغط العسكري على حزب الله، ودفع الحزب إلى الضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل “خوفًا من تفاقم الضغوط على حزب الله والمصالح الإيرانية في المنطقة”.

وانتقد مسؤولون في الأجهزة الأمنية هذه المقاربة التي يطرحها نتنياهو، وقالوا إنه “رغم أن المنطق من وراء هذه المقاربة مفهوم، إلا أنهم يعتقدون أن هذا القرار جاء في مرحلة متأخرة جدًا من الحرب حيث حالة الرهائن صعبة للغاية ويواجهون مخاطر الموت الفورية”. بالإضافة إلى ذلك، نقلت “هآرتس” عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية أن “المحاولة الإسرائيلية بنقل الضغط لوقف القتال في غزة إلى نصر الله يدل على أن إسرائيل قد استسلمت في محاولة إسقاط حماس وتحرير الرهائن المحتجزين في القطاع”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *