سنبقى في الأراضي السورية “حتى إيجاد ترتيب يضمن أمن إسرائيل”
خلال زيارة لقمة جبل الشيخ السوري برفقة نتنياهو، شدد وزير الأمن الإسرائيلي، كاتس، على استعداد الجيش للبقاء طويلًا في الجولان، زاعمًا أن التواجد هناك يعزز الردع ضد حزب الله و”المجموعات المتطرفة” في سورية، وفق تعبيره.
أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال زيارة لقمة جبل الشيخ في الجولان السوري، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل ستواصل وجودها في هذه المنطقة الإستراتيجية إلى حين إيجاد “ترتيب بديل يضمن أمن إسرائيل”، على حد تعبيره، وذلك في إشارة إلى المنطقة العازلة في الأراضي السورية المحددة بموجب اتفاقية فض الاشتباك عام 1974.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وقال نتنياهو، في تصريحات نقلها مكتبه، في بيان، “أنا هنا في قمة جبل الشيخ مع وزير الأمن، ورئيس الأركان، وقائد المنطقة الشمالية، ورئيس الشاباك، وكبار القادة. نحن هنا لتقييم الوضع واتخاذ القرارات بشأن تموضع إسرائيل في هذا المكان المهم إلى أن يتم إيجاد ترتيب آخر يضمن أمن إسرائيل”.
وأضاف نتنياهو أنه “كنت هنا قبل 53 عامًا مع جنودي في وحدة ‘سييرت متكال’. المكان لم يتغير، لكنه بات أكثر أهمية لأمن إسرائيل، خاصة في السنوات الأخيرة، وتحديدًا خلال الأسابيع الماضية مع التطورات الدراماتيكية التي تحدث في سورية. سنقرر الترتيب الأفضل الذي يضمن أمننا”.
وكان مكتب رئيس الحكومة قد أعلن أن “نتنياهو أجرى تقييما للوضع في سفوح جبل الشيخ على الحدود السورية، رفقة وزير الأمن، يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان، هرتسي هليفي، وقائد المنطقة الشمالية أوري غوردين، ورئيس الشاباك رونين بار”.
وأضاف أن “رئيس الحكومة اطلع على استعداد قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة وحدد قواعد للمرحلة اللاحقة”؛ علما بأنه في حرب حزيران/ يونيو 1967، احتلت إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، بما في ذلك أجزاء من سفوح جبل الشيخ.
بدوره، شدد كاتس خلال جولته المشتركة مع نتنياهو في قمة جبل الشيخ السوري، على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لمكوث طويل الأمد في الأراضي السورية ويعمل على تجهيز البنية التحتية المطلوبة لذلك، لمواجهة ما وصفه بـ”التهديدات من لبنان وسورية”، وفق ما جاء في بيان صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية.
وقال كاتس “سنظل هنا لأي مدة زمنية يتطلبها الأمر. وجودنا في قمة جبل الشيخ يعزز الأمن ويوفر قدرة على المراقبة والردع تجاه معاقل حزب الله في سهل البقاع اللبناني، وأيضًا تجاه المتمردين في دمشق، الذين يظهرون وجهًا معتدلًا بينما ينتمون في الحقيقة إلى التيارات الإسلامية الأكثر تطرفًا”.
وفي سياق تقييم الوضع الذي أجراه مع نتنياهو وكبار المسؤولين الأمنيين، بما في ذلك رئيس الأركان ورئيس جهاز الشاباك، قال كاتس إن الجيش الإسرائيلي تلقى توجيهات “لإكمال ترسيخ تواجده بسرعة في المنطقة، من خلال إنشاء تحصينات ووسائل دفاع، وتحسين ظروف الجنود، تحسبًا لاحتمال بقاء طويل الأمد في المنطقة”.
وأضاف كاتس “رغم تطور الأسلحة بعيدة المدى، يبقى للسيطرة على المناطق المرتفعة أهمية إستراتيجية كبيرة؛ لن نسمح بالعودة إلى وضع مشابه لما حدث في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023″، في إشارة إلى هجوم حركة حماس على مواقع عسكرية وبلدات إسرائيلية في “غلاف غزة”.
وخلال زيارته، زعم كاتس إن قمة جبل الشيخ تُعد “عيون دولة إسرائيل لرصد التهديدات القريبة والبعيدة. نحن نراقب من هنا حزب الله من جهة لبنان، ودمشق من جهة أخرى، وأمامنا نرى دولة إسرائيل. الجيش الإسرائيلي موجود هنا لحماية مستوطنات هضبة الجولان ومواطني إسرائيل من أي تهديد، ومن المكان الأكثر أهمية للقيام بذلك”.
المصدر: عرب 48