سنرد بقوة على أي تهديد من النظام الجديد
في إطار عملية “سهم باشان”، نفذت 359 طائرة حربية إسرائيلية غارات استهدفت معدات عسكرية سورية، شملت طائرات، وصواريخ كروز، ودبابات. كما شن سلاح البحرية الإسرائيلي هجمات على 15 سفينة حربية سورية كانت تحمل صواريخ مضادة للسفن.
مركبات محترقة وذخائر مدمرة في موقع هجوم إسرائيلي لشحنات أسلحة في القامشلي (Getty images)
قال الجيش الإسرائيلي، في إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إنه استكمل الجزء الرئيسي من حملته العسكرية العدوانية التي يشنها على سورية منذ سقوط نظام بشار الأسد مستهدفا المقدرات العسكرية للدولة السورية، مدعيا أنه دمّر ما بين 70% و80% من هذه القدرات.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
جاء ذلك فيما هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بـ”الرد بقوة” على أي تهديد من النظام السوري الجديد، مدعيا أنه أعطى موافقته لسلاح الجو الإسرائيلي لضرب قدرات عسكرية إستراتيجية في سورية لـ”منع وقوعها في يد الجماعات الجهادية” على حد تعبيره.
وأطلق الجيش الإسرائيلي على حملته العسكرية في سورية اسم “سهم باشان”، في إشارة إلى مملكة توراتية تحمل الاسم ذاته، كانت جزءًا من أرض كنعان جنوب سورية وشرقي الأردن. يشير الاسم، الذي يعني بالعبرية “الأرض المستوية”، إلى جبل باشان، المعروف اليوم بجبل العرب.
ووفقا للجيش الإسرائيلي، فإنه هاجم خلال الأيام الماضية، أكثر من 320 هدفا في سورية بمشاركة 359 طائرة مقاتلة مستهدفة “القدرات العسكرية الإستراتيجية” في سورية، مدعيا أن ذلك يهدف إلى “منع وصول أسلحة إستراتيجية إلى جهات معادية”.
كما هاجمت البحرية الإسرائيلية ودمرت نحو 15 سفينة عسكرية سورية وقطع بحرية أخرى تحمل صواريخ ساحلية في موقعين مختلفين؛ في حين سيطر الجيش الإسرائيلي على نقاط المراقبة في المنطقة العازلة ونقل أسلحة ووسائل قتالية من سورية إلى إسرائيل.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان، هرتسي هليفي، صادق يوم السبت الماضي على الخطط العملياتية خلال زيارته لمنطقة الجولان السوري المحتل. وفي الليلة ذاتها، بدأ سلاح الجو الإسرائيلي بشن غارات استهدفت مختلف أنحاء سورية، من دمشق إلى طرطوس.
وشملت الأهداف التي تم تدميرها عشرات الطائرات والمروحيات القتالية، بالإضافة إلى منظومات الرادار، وبطاريات الصواريخ المضادة للطائرات، والسفن، ومنظومات صواريخ أرض-أرض، وقذائف صاروخية، وصواريخ بحرية، ومنشآت إنتاج الأسلحة.
كما استهدفت الهجمات الإسرائيلية مخازن الأسلحة والذخيرة في سورية، وصواريخ سكود وصواريخ كروز موجهة وصواريخ باليستية بحرية ومستودعات للطائرات المسيرة وغيرها من المقدرات العسكرية التابعة للدولة السورية.
وأشار الجيش إلى استمرار العملية على الأرض، حيث تعمل القوات البرية في المناطق العازلة لتأمين السيطرة على المنطقة وتدمير الأسلحة وتفكيك البنى التحتية العسكرية الموجودة في المنطقة، بحجة “ضمان عدم وصولها إلى أطراف غير مرغوب فيها”.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه السفن الصاروخية التابعة لسلاح البحرية هاجمت موقعين تابعين للبحرية السورية في مرفأ المينا البيضا وميناء اللاذقية حيث كانت ترسو فيهما 15 قطعة بحرية تابعة للبحرية السورية.
وأضاف إن الأهداف التي هاجمها شملت “عشرات صواريخ بحر بحر يبلغ مداها ما بين 80 و190 كيلومترًا والتي يحمل كل واحد منها عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات التي تهدد القطع البحرية المدنية والعسكرية في المنطقة”.
وقال إن طائراته الحربية والمسيرة “شنت نحو 350 غارة جوية استهدفت بطاريات صواريخ أرض جو متنوعة الأصناف، ومطارات سلاح الجو السوري والعشرات من أهداف مواقع الإنتاج المختلفة في مناطق دمشق، وحمص وطرطوس، واللاذقية، وتدمر”.
وشدد على أن الهجمات دمرت “الكثير من الوسائل القتالية بما فيها صواريخ سكود، وصواريخ كروز، وصواريخ أرض بحر، وصواريخ أرض جو، وصواريخ أرض أرض، وطائرات مسيّرة من دون طيار، وطائرات مقاتلة ومروحيات هجومية، ورادارات، ودبابات، وحظائر طائرات، وغيرها”.
وأضاف أن قيادة المنطقة الشمالية التابعة للجيش الإسرائيلي استهدفت بدورها “أكثر من 130 هدفًا على الأراضي السورية التي تشمل مخازن الأسلحة، والمباني العسكرية، ومنصات إطلاق الصواريخ ومواقع إطلاق النار”.
بدوره، قال نتنياهو إنه “ليس لدينا أي نية للتدخل في الشؤون الداخلية لسورية، لكن لدينا نية القيام بما هو ضروري لضمان أمننا”، وأضاف “في هذا الإطار، صادقت للقوات الجوية بضرب القدرات العسكرية الإستراتيجية التي تركها الجيش السوري، حتى لا تقع في أيدي الجهاديين”.
وادعى نتنياهو في بيان مصور صدر عنه مساء الثلاثاء، أن هذا الإجراء يشبه ما فعله سلاح الجو البريطاني عندما قصف أسطول حكومة فيشي التي تعاونت مع النازيين، وذلك لمنع سقوط الأسطول في يد الألمان.
وتابع: “نحن نرغب في إقامة علاقات مع النظام السوري الجديد، ولكن إذا سمح هذا النظام لإيران بالعودة إلى سورية أو نقل أسلحة إلى حزب الله، أو إذا هاجمنا، سنرد بقوة ونجبي منه ثمنا باهظا. ما حدث للنظام السابق سيحدث لهذا النظام أيضًا”.
وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنه ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أوعزا للجيش بإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب سورية “دون تواجد إسرائيلي دائم”. وزعم أن ذلك يهدف إلى “منع الجماعات الإرهابية من تنظيم نفسها في سورية”.
اقرأ/ي أيضًا | كاتس يلمح لاستمرار احتلال إسرائيل للمناطق منزوعة السلاح في سورية
المصدر: عرب 48