سنمنع حماس من إنشاء بنية تحتيّة في لبنان
أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الإبقاء على يوآف غالانت في منصبه، وزيرا للأمن، وذلك خلال مؤتمر صحافيّ متلفز، عُقد مساء اليوم الإثنين، شدد فيه على أن إسرائيل “تتعرّض لهجوم إرهابيّ”، مؤكدا أن تل أبيب، ستمنع حماس من إقامة بنية تحتيّة في لبنان.
غير أن خطوة التراجُع عن إقالة غالانت، والتي كانت إقالته قد أذكت المظاهرات الاحتجاجية على إضعاف جهاز القضاء، لم تفلح في امتصاص غضب المتظاهرين، بل على العكس تماما؛ إذ شهدت مدينة تل أبيب احتجاجات على خطاب نتنياهو.
وفي تل أبيب، خرج آلاف المتظاهرين، قبيل انتصاف ليل الإثنين، في شوارع المدينة الرئيسية، للاحتجاج على نتنياهو، الذي حمّل الاحتجاجات، والمعارضة، مسؤولية الوضع الأمنيّ الذي تشهده البلاد.
وأغلق عشرات المتظاهرين المسالك الشمالية لشارع “أيالون”، وعاودوا انسحبوا من المكان، بعد ذلك بوقت وجيز.
وحاولت الشرطة منع المتظاهرين من النزول إلى الشارع، وحذّرت المتظاهرين من أنهم إذا لم يتركوا المكان، فإنه “سيتم استخدام القوة”، بحسب ما أوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عبر موقعها الإلكتروني (“واينت”).
كما تمركز متظاهرون في تل أبيب في شارع “كابلان”، الذي يعدّ أحد مراكز الاحتجاجات ضد إضعاف القضاء، وذلك بعد انتشار دعوات للتظاهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتُقل متظاهران، بحسب الشرطة التي ذكرت أن اعتقالهما جاء “للاشتباه في سلوكهما غير المنضبط”.
وقال نتنياهو خلال خطابه: “دولتنا تتعرّض لهجوم إرهابيّ، وسنصدّ كافة التهديدات التي نتعرض لها”.
وفي خطوة نادرة، اعترف نتنياهو علانية بتنفيذ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية في سورية، وقال: “عملنا ضد أهداف إيرانية في سورية، ولن نسمح بإقامة بنية تحتية إرهابية لحركة حماس في لبنان”.
فيما ردت حركة المقاومة بالقول، إن “حديث نتنياهو لن يخيف شعبنا الفلسطيني، الذي سيواصل معركة الدفاع عن هوية المسجد الأقصى”.
وأضافت الحركة أن “خطاب نتنياهو محاولة لقلب الحقائق، لأن الاحتلال هو أساس كل التوترات ويمارس الإرهاب”، لافتة إلى أن “تهديدات نتنياهو للفلسطينيين وسورية ولبنان وإيران، تؤكد أن الكيان الصهيوني يشكل خطرا على المنطقة”.
ورأى الصحافي الإسرائيليّ عميت سيغل، أن خطاب نتنياهو، موجّه لقاعدته للانتخابية، وفي ظلّ استيائها من التدهور الأمنيّ الذي تشهده البلاد مؤخرا.
وعدّ أن “الجملة المهمة التي من أجلها أجرى نتنياهو المؤتمر الصحافي بأكمله، (هي): سنقضي أربع سنوات” في ولاية الحكومة، لافتا إلى أن نتنياهو “يجب أن يُظهر الاستقرار في حكومة -تبدو ولا تزال- غير مستقرّة”.
إبقاء غالانت في منصبه
وفي ما يخصّ وزير أمنه، الذي كان قد قرر إقالته في وقت سابق، بدون أن يصدُر كتاب رسميّ بذلك، قال: “قررت إبقاء غالانت في المنصب”.
وتطرّق إلى الضجة التي أحاطت بإقالة غالانت، والتي شملت مظاهرات حاشدة خرجت في عدة أماكن في إسرائيل، وقال إنه “قرر ترك الخلافات وراءه”.
وأضاف نتنياهو أنه يعمل مع وزير الأمن، “على مدار الساعة”.
من جانبه، قال غالانت في تغريدة عبر “تويتر”: “نواصل العمل بكامل قوتنا من أجل أمن إسرائيل”.
وكان نتنياهو قد أجرى برفقة غالانت، زيارة ميدانية لقوات الجيش الإسرائيلي، الإثنين الماضي، في أوّل ظهور لهما معا، منذ أن أعلن نتنياهو إقالة وزير أمنه. وكانت الزيارة حينها، مؤشرا قويا على احتمال بقاء قالانت في منصبه.
نتنياهو يهاجم المعارضة… واتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان
وهاجم نتنياهو المعارضة الإسرائيلية، والمظاهرات ضد إضعاف جهاز القضاء، قائلا إن “الحكومة السابقة وقعت اتفاقا مع ’حزب الله’، سلّمت بموجبه أراضي الدولة واحتياطيات الغاز للعدو، دون الحصول على أي شيء”.
وفي الصدد ذاته، أضاف نتنياهو: “وعدتنا (الحكومة السابقة) بأن اتفاقية الشراء هذه، ستأخّر المواجهة مع التنظيم الإرهابي، وحدث العكس تماما”.
والعام الماضي، وقّع الرئيس اللبناني حينها، ميشال عون، ورئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك، يائير لبيد، نص اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وتم تسليمه لاحقًا من قبل وفدي الجانبين، وبشكل منفصل إلى الوسيط الأميركي، وممثل عن الأمم المتحدة في بلدة الناقورة الحدودية.
وخاض لبنان وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة استمرّت عامين بوساطة أميركية حول ترسيم الحدود في منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي بالبحر المتوسط، تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعًا.
“الحرس القومي لن يكون خاضعا” لبن غفير
وزعم نتنياهو أن “الحرس القومي، لن يكون خاضعا” لوزير الأمن القومي، المتطرف إيتمار بن غفير؛ علما بأن “الحرس القومي” كان ضمن ما اتُّفق على إقامته في إطار صفقة مع نتنياهو، ومن المفترض أن يتكون من قوات نظامية لديها صلاحيات تنفيذ اعتقالات ومحاربة “الإرهاب”، وهو مصطلح فضفاض جدا في إسرائيل ويمكن أن يشمل ناشطين سياسيين.
وكان مركز عدالة قد وجه رسالة عاجلة إلى كل من المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية، ورئيس الحكومة، ووزير الأمن القومي، في الثالث من الشهر الجاري، وطالب فيها إلغاء إقامة ما يسمى بـ”الحرس القومي”، مؤكدا أن هذا الجسم ما هو إلا ميليشيا مسلحة جاءت تحت غطاء قانوني لمحاربة الفلسطينيين في الداخل، وتعزّز من وجود نظامي تطبيق قانون مختلفين، واحد للفلسطينيين وآخر للإسرائيليين.
وأكدت الرسالة حينها، أنّ إقامة هذه الميليشيا ينتهك أولًا مبدأ فصل السلطات وسلطة القانون وتطبيقه، إذ أنّه ينقل صلاحيات تطبيع القانون للمواطنين، ويخلق نظام مختلف لتطبيق القانون يخرج عن إطار تعليمات، صلاحيات وأوامر الشرطة، ويعمل حصريًّا ضد الفلسطينيين في الداخل وهو جزء من ملامح نظام الفصل العنصري (أبرتهايد) الذي يتشكل في إسرائيل منذ سنوات.
لبيد وغانتس يهاجمان نتنياهو… ليبرمان: غير مؤهّل لأداء مهامه
وبعيد خطاب نتنياهو، علّق كل من زعيم المعارضة، يائير لبيد، ورئيس حزب “المعسكر الوطني” بيني غانتس، عبر تغريدات نشراها في “تويتر”.
وقال لبيد: “في الوقت الذي يواصل فيه أعداؤنا إزهاق أرواح بشرية ثمينة، وتُسفَك دماء إخواننا وأخواتنا في الشوارع؛ يفقد رئيس الحكومة السيطرة أمام الأمة”.
وأضاف: “بدلا من عقد المؤتمرات الصحافية، وإلقاء اللوم على الآخرين في المشاكل التي سببتها الحكومة الأكثر تطرفا وفشلا في تاريخ البلاد، فقد حان الوقت بالنسبة إليه ولوزرائه، أن يتوقفوا عن التذمّر وتحمُّل المسؤولية أخيرًا”.
وذكر أن “إلغاء إقالة وزير الأمن، غالانت، المتسرعة والفاضحة؛ هي خطوة صحيحة، أباركها”، مضيفا: “توقفوا الآن عن التذمّر، واذهبو للعمل”.
بدوره، كتب غانتس في تغريدة، ردا على خطاب نتنياهو، أن “النحيب لا يبني قيادة”.
وقال رئيس حزب “يسرائيل بيتينو”، أفيغدور ليبرمان، إن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو، مساء اليوم، “تثبت أن الرجل غير مؤهل لأداء مهامه، وأن الرجل ليس مسؤولا عن أفعاله، وأن الرجل ببساطة ليس معنا (في إشارة منه إلى أن لنتنياهو مشاكل في الإدراك)”.
وأضاف أن “الاستنتاج الوحيد من كل التصيُّد الذي رأيناه، وسمعناه الليلة، هو أنه -وفي أحسن الأحوال- أصبح بنيامين نتنياهو المقاول التنفيذيّ ليائير (ابن) نتنياهو”.
ودعا ليبرمان أعضاء الليكود “إلى التحرّك وإعادة نتنياهو إلى المنزل”.
المصدر: عرب 48