شحنات الأسلحة الأميركية لإسرائيل انخفضت بنحو 50%
تقرير صحافي إسرائيلي يدعم مزاعم نتنياهو ويشير إلى أنه “في الفترة الأولى من الحرب، تم نقل حوالي 240 شحنة أسلحة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، وفي الأشهر الأخيرة انخفض عددها إلى حوالي 120 شحنة”.
أكد مسؤولون أميركيون ومصادر في أجهزة الأمن الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن شحنات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل شهدت تباطؤا خلال الأشهر الأخيرة وسجلت انخفاضا بنحو 50% عما كانت عليه خلال الفترة الأولى للحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر منذ 261 يوما.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
جاء ذلك بحسب ما أوردت القناة 12 الإسرائيلية في أعقاب التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، خلال الاجتماع الأسبوعي الذي عقدته حكومته في وقت سابق اليوم، وذلك على خلفية الخلاف العلني مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، حول هذا الشأن وتصاعد التوتر بين الحليفين.
ووفقا للتقرير، فإنه في المرحلة الأولى من الحرب (الأشهر الأربعة الأولى) وصلت حوالي 240 شحنة من الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل، فيما تراجع عدد الشحنات خلال الأشهر الأخيرة إلى نحو 120 شحنة، أي بانخفاض قدره نحو 50%، وذلك بالإضافة إلى تعليق شحنة واحدة من الذخيرة الأميركية التي كانت مقررة إلى إسرائيل.
والتفسير الذي أورده التقرير لهذا التراجع في شحنات الأسلحة التي تقدمها واشنطن إلى تل أبيب، هو أنه “في بداية الحرب، أرسل الأميركيون شحنات الأسلحة دون موافقة الكونغرس، والآن قللت إدارة بايدن من اتباع هذا الإجراء”، كما أشار التقرير إلى “تراجع حدة الحرب وتضاؤل رغبة إدارة بايدن في مساعدة إسرائيل”.
وقال نتنياهو خلال اجتماع حكومته: “منذ نحو أربعة أشهر، كان هناك انخفاض كبير في إمدادات الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل. تلقينا كل أنواع التفسيرات، ولكن (..) الوضع بحدّ ذاته لم يتغير. وفي ظل ما سمعته في اليوم الأخير، آمل وأعتقد أن هذه القضية سيتم حلها في المستقبل القريب”.
وكانت الولايات المتحدة قد أكدت أن هناك شحنة واحدة فقط من قنابل زنة 2000 رطل (أكثر من 900 كلغ) قيد المراجعة بسبب مخاوف من استخدامها في مناطق مكتظة، وكانت واشنطن قد قررت تعليق هذه الشحنة مؤقتا في ظل معارضتها لهجوم واسع يشنه الاحتلال على رفح، جنوبي قطاع غزة.
وبحسب نتنياهو فإن كبار المسؤولين الإسرائيليين مارسوا ضغوطا على نظرائهم الأميركيين “على أعلى مستويات… وعلى جميع المستويات” من أجل تسريع تسليم الأسلحة. وأضاف “بعد أشهر لم يطرأ تغيير على الوضع، قررت أن أتحدث عن الأمر علنا”.
وأثار نتنياهو حفيظة واشنطن، الأسبوع الماضي، بعدما خرج بمقطع فيديو اتهمها فيه “بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل”. وقال مسؤولون أميركيون إن لا علم لديهم عما كان يتحدث به نتنياهو الذي تزامنت تصريحاته الأخيرة مع زيارة يقوم بها وزير الأمن، يوآف غالانت، إلى واشنطن لإجراء محادثات بشان الحرب على غزة.
والخميس الماضي، قال نتنياهو إن إسرائيل بحاجة إلى ذخيرة أميركية لخوض “حرب من أجل وجودها”، وحث واشنطن على تقديم الأسلحة إلى إسرائيل، وذلك في منشور على منصات التواصل الاجتماع الخاصة به، جاءت للرد على تصريحات أدلى بها المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، التي وصف فيها تصريحات نتنياهو بـ”المهينة والمسيئة”.
وفي تصريحات أدلى بها رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين، لإذاعة الجيش، اليوم، انتقد إدلشتاين المقطع المصور الذي نشره نتنياهو الأسبوع الماضي، وأثار خلافا مع البيت الأبيض؛ وقال فيه إن الإدارة الأميركية “تمنع الأسلحة والذخائر عن إسرائيل”.
وقال إدلشتاين “آمل أن تحقق المناقشات خلف الأبواب المغلقة أشياء أكثر بكثير من تلك التي تتحقق عبر محاولات الضغط باستخدام مقاطع الفيديو”، في إشارة إلى زيارة وزير الأم، غالانت، إلى واشنطن؛ علما بأن واشنطن تعتبر الداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل، وقدمت لها دعما غير محدود وغير مشروط منذ بدها حربها على غزة.
وعلقت إدارة بايدن في أيار/ مايو الماضي، شحنة قنابل لإسرائيل زنة 2000 رطل و500 رطل بسبب القلق إزاء التأثير الذي يمكن أن تحدثه إذا استُخدمت في مناطق مكتظة بالسكان في غزة، لكن لا يزال من المقرر أن تحصل إسرائيل على أسلحة أميركية بمليارات الدولارات؛ بما في ذلك شحنة القنابل ذلك التي تعمل الإدارة على مراجعتها.
المصدر: عرب 48