صبرًا يا دار بحر أيّوب
(هذه المادّة هي الرابعة من سلسلة موادّ “نكبة بنات عسقلان” الّتي ننشرها تباعًا في ذكرى النكبة لهذا العام)
على الرمل الغربيّ من عسقلان، كانت تتنطّع الجورة للبحر على حافّته، قرية غير آبهة لخضّ موجّه الّذي كان يشطف حوافّ بيوتها في كلّ صباح، إلى أن استعار البحر منها اسمه “بحر الجورة”، والّذي غنّى له الجوارنه يومًا: “وماخذ السمرا شو بدك فيها… يا بحر الجورة دوبي يجلّيها… “. كلّ ذلك الشاطئ الّذي امتدّ على طول القرية بموازاتها كان يسمّى بحر الجورة أو “بحر أيّوب” نسبة لموسم “أربعة أيّوب” الشهير فيها قبل النكبة، حيث مردّ الموسم إلى حكاية شعبيّة متّصلة باستشفاء النبيّ أيّوب على شاطئ القرية كما ظلّ يعتقد في ديار الجنوب.
على مسافة 20 كليومترًا، كانت تبعد الجورة عن غزّة المدينة من شمالها – الغربيّ على سيف البحر، وتحدّ الجورة من شمالها قرية حمامة يفصلهما الرمل الشماليّ، ذلك الرمل الأشقر الناعم، الّذي قيل بأنّه كان يمكن للجمل أن يبرك عليه ويقوم دون أن تعلّق حبّة رمل واحدة على بدنه. بينما الرمل القبليّ (الجنوبيّ) كان يفصل الجورة عن قرية هربيا من جنوبها، حيث ظلّت دوالي عنب القريتين تتمدّد على رمالهما ويعترش شجر جميز عسقلان المسنّ.
إلى الشرق الشماليّ كانت تحدّ الجورة مجدل عسقلان، على بعد بضعة كيلومترات، بينما قريتا الخصاص ونعليا في الشرق والشرق الجنوبيّ حيث كانت تشاليق الريح الشرقيّة تهبّ بتعبير أهالي الجورة، في مقابل ريح صبا البحر الغربيّ اللّذين بقيت الجورة صامدة في مضرب مهبّهما إلى يوم نكبتها.
الجيرة والجوار
لم تحمل القرية في موقعها غير اسمها الوحيد تاريخيًّا “الجورة”، وأهلها الجوارنة، اعتبروها أوّل قرية ولدت من نسل عسقلان المدينة الأمّ المخرّبة، ومع أنّ بلدة مجدل عسقلان كانت قد أقيمت قرية أقرب إلى خرائب عسقلان وعلى أنقاضها، إلّا أنّ الجورة بحكم موقعها المشاطئ للبحر، وبناء بيوتها الخالص من حجارة الخرائب، جعل منها ليس جورة عسقلان كما كانت تسمّى فقط، فالمجدل وحمامة كانتا تنسبان إلى المدينة الأمّ أيضًا، إنّما إصرار أهالي الجورة على أنّ قريتهم هي بنت الجوار الأحقّ والأدقّ في الموقع والذاكرة للمدينة الأمّ عسقلان وسيرتها. عرفت بجورة عسقلان، وذكرت في مصادر التاريخ العثمانيّ المبكّر بـ “جورة الحجّة” (1) وعلى ما يبدو أنّ تاريخ القرية احتجّ على تسمية “الحجّة” تلك، وردّ نسبها إلى عسقلانها.
غير أنّ اسم القرية لم يكن ما اختلف عليه الجوارنة، فالقرية ولدت ونكبت باسمها الجورة، بينما أصل التسمية ومعناه، هو ما اختلف عليه. يقول إبراهيم سكيك، إنّ اسم القرية الجورة مشتقّ من “تجوّرها” أي انخفاض موقعها، مع العلم بأنّ القرية كانت تقوم فوق تلّ من سوافي الرمل يرتفع عن وجه البحر، ولم تنخفض عنه. أو قد يكون اسمها محرفًا من اسم “ياجور” الرومانيّة يقول سكيك (2).
في رواية شعبيّة ظلّ يتناقلها أهالي الجورة عن أصل تسمية قريتهم، تقول: بأنّ أحد الصليبيّين، واسمه “كباجة” من سكّان عسقلان المدينة القديمة، أسلم وبقي فيها بعد أن خلّصها صلاح الدين من أيدي الصليبيّين، ثمّ طلب من صلاح الدين السماح له بالسكن جانب عسقلان، فسمح له وأقام هناك ومعه جماعة آخرون، فسمّيت سكنتهم “جوار عسقلان” ثمّ حرّفت مع الزمن لجورة عسقلان(3). وبهذا كانت الجورة لمجاورتها عسقلان المدينة الأمّ بعد تخريب هذا الأخيرة، فكان التجمّع والإقامة في جوارها.
فيما يورد البعض تفسيرًا آخر لأصل تسمية الجورة من “الجار” أي الحليف والناصر، إذ يقال بأنّ عسقلان التاريخيّة بحكم موقعها كثغر بحريّ، أجارتها بعض القبائل العربيّة بالإقامة قربها في موقع قرية الجورة، وذلك بغرض حمايتها من عودة الصليبيّين إليها، فأطلق على موقع إقامة مجيري المدينة تسمية الجورة (4).
إلّا أنّ سعيد المسحال، في مقابلة شفويّة معه عن قريته، يردّ أصل تسميتها الجورة إلى “أغورا”، كلمة يونانيّة وتعني السوق، إذ كان يقام في موقع الجورة سوق مدينة عسقلان الأسبوعيّ، وذلك على طريقة المدن اليونانيّة القديمة حيث تقام الأسواق خارج أسوار المدن (5). حرّفت تسمية أغورا مع الزمن إلى جورة، حيث أقيمت القرية في ذلك الموقع. على أيّ حال، أيًّا يكن المعنى الأصحّ لأصل تسمية الجورة، فإنّ القرية قد جاورت البحر، وأجارت عسقلان منه ومن غزّاته، قبل أن يجور عليها الزمن في القرن العشرين.
من سيرة المقام والمقامات
يعود تاريخ نشأة الجورة إلى ما بعد الحروب الصليبيّة في زمن المماليك، غير أنّ ظهور القرية رسميًّا كان في عهد الأتراك حيث ورد ذكرها في الوثائق العثمانيّة العائد إلى أواخر القرن السادس عشر للميلاد تحت اسم “جورة الحجّة” وكانت تتبع ناحية لواء غزّة. كان الجامع في موقعه وسط القرية يعتبر مرجع نواة قيامها، حيث جاورته حارات الجورة الأربع، وأطلق عليه الجوارنة اسم “جامع البلد” لكونه الجامع الوحيد فيها، بينما اسمه التاريخيّ كان “جامع عبد الملك” لأنّه أقيم على أنقاض جامع سابق عليه بناه الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان (6). كانت مئذنته تطلّ على زرقة البحر وصفرة الرمل حيث تعود الجوارنة من عليها أن يحيوا على الصلاة وكلّ ما له صلة بنداء النجدة والنفير. وما زال أهالي الجورة يتناقلون حكاية تعود إلى أربعينيّات القرن الماضي، حين استنفر أحد صيّادي السمك فيها، تاركًا البحر جريًا عبر الرمل إلى جامع البلد ليلًا، ثمّ حيّا على الفزعة والنفير من على مئذنته، لأنّ سفينة إنجليزيّة كانت تبحر صوب الجورة محمّلة بيهود مهاجرين. حمل سكون الليل صوت نداء الصيّاد، فسمع في المجدل وقرى نعليا وهربيا والخصاص، إلى أن استنفر أهاليها، ولبّوا مع الجوارنة نداء البحر وصيّاده، ومنعوا السفينة من أن ترسوا ليلتها على شاطئ بحر أيّوب (7).
كانت مهمّة مراقبة البحر فيما سبق، موكّلة إلى الشيخ عوض ومقامه الّذي كان أحد أبرز رباطات البحر أيّام عسقلان المدينة الأمّ. إلى الشمال من الجورة عند حرف البحر، كان يقوم مقام عوض الشيخ، مغازي ومجاهد في حياته، وفي مماته صار وليًّا من أولياء اللّه، وغفير ديار عسقلان عند البحر وخفيرها منه. للمقامات حكاية تطول في الجورة، فالشيخ برهان كان مقامه يقع في شرقيّ القرية كومة من الحجارة، لأنّ شيخ المقام رفض أن يحصر بين أربعة جدران، فكان كلّما بنا أهالي الجورة جدرانه، تهدّمت في اليوم التالي على ذمّة أهالي القرية (8).
في وادي النمل أشهر وديان جنوب البلاد، إن لم يكن في كلّ فلسطين، والواقع إلى الشرق الجنوبيّ من قرية الجورة، كان مقام أو مشهد الحسين بن علي، حيث قيل بأنّ رأسه كانت مدفونة فيه قبل أن ينقلها الفاطميّون إلى مصر، غير أن المشهد وزيارته ظلّت شعيرة حيّة يحيى عليها أهالي الجورة وقرى ديار عسقلان في أواخر نيسان من كلّ عام، وذلك بعد ظهر اليوم الثاني من موسم أربعة أيّوب، حيث ينتهي كانت زيارة المشهد ختامًا للموسم. كما في وادي النمل، مقام الشيخ محمّد، مجاهد من زمن صلاح الدين ضدّ الصليبيّين، قاتل بمذراة قمحه (9)، وتلك قصّة طويلة ظلّت ثاوية في وجدان أهالي ديار بحر أيّوب.
تشكّلت الجورة من أربع حمائل كبرى، هي: مطر، والبردويل، وصيام وقنن. تتبع كلّ حمولة عدّة عائلات، وكان لكلّ حمولة من الحمائل الأربع مختار له مقعد (ديوان) خاصّين فيها، كما وجدت في القرية عائلات أخرى لم تتّبع لهذه الحمائل، فضلًا عن العائلات المصريّة الّتي نزلت الجورة تاريخيًّا. اعتبرت الجورة قرية كبيرة نسبيًّا، وقد اختلف في عدد سكّانها، إذ سعيد المسحال، والّذي شغل مولده منصب مختار حمولة البردويل في القرية يذكر بأنّ تعدّد سكّانها في عام النكبة قد تجاوز الـ 4000 نسمة. بينما القرية في حقيقة تعدادها، لم تتجاوز الـ 3000 نسمة قبيل النكبة.
قسّمت الجورة إلى أربع حارات أيضًا، سمّيت بحسب موقعها الجهويّ، وليس واقعها السكّانيّ، فكانت: الغربيّة والشرقيّة، والشماليّة والقبليّة (الجنوبيّة)، حيث اختلطت في كلّ حارة منها، عوائل مختلفة من القرية. كما كان في القرية مركز للشرطة الإنجليزيّة عرف بالـ “بوليس” وموقعه في شمال القرية قريب من شاطئ البحر. أمّا مدرسة القرية، فيعود تأسيسها إلى سنة 1929، في غرب مقام الحسين في القرية، بلغ عدد تلاميذها سنة 1946 206 تلاميذ، موزّعين على سبعة صفوف من المرحلة الابتدائيّة، كما كان يدرس فيها طلّاب من قرى مجاورة للجورة مثل الخصاص ونعليًّا. كانت المدرسة من بين مباني القرية الّتي استهدفها قصف طائرات الصهاينة في النكبة سنة 1948 (10).
سعى الجوارنة إلى التماس رزقهم من تراب الأرض ومياه البحر معًا، وتكاد تكون الجورة القرية الساحليّة الوحيدة في جنوب البلاد الّتي غرق أهلها في الفلّاحة والملاحة معًا، إذ حرص الجورانيّ وضع إحدى قدميه في البحر وإبقاء الأخرى في الحقل.
كان أكثر ما تعوّد الجوارنه غرسه في رمل ديارهم هي كروم العنب، لا بل يصرّ الجوارنة على أنّ عنب كرومهم كان يفوق عنب قرية بربرة جودة، غير أنّ أغنية “بربراوي يا عنب” هي من جعلت شهرة له على حساب عنب الجورة الأعرق والأسبق على حدّ قول أهله. الزراقيّ، والأصفر المشهور أيضًا باسم المراوي، والمشبط والشوبانيّ، أنواع مختلفة من كرم كروم عنب الجورة الممتدّة ما بين رمل ديار بحر أيّوب الشماليّ والقبليّ منها (11).
الوجه البحريّ
يظلّ الوجه البحريّ للجورة الأكثر تأثيرًا في معاش الجوارنة ومآسيهم معًا، بحر أيّوب الّذي درّب أهله على الغطس، وهواجس النحس، ورباطة الجأش والنفس كلّ ذلك استمدّه الجوارنة من بحرهم الّذي لم يتردّد بعض الآباء والأمهات من إطلاق اسم “بحر” على مواليدهم اتقاء لشرّه في الجورة، وذلك على طريقة إطلاق الفلّاحين في فلسطين أسماء الوحوش على مواليدهم كتعويذة تقي المولود من شرّ الوباء والمرض.
الـ “سريحة” هذا ما كان يطلقه الجوارنة على بحاريهم وصيّاديهم، أي السارحين في البحر بحثًا عن مراعي السمك لصيده (12). وسمّي الصيّاد “بحري”، بينما كبار الصيّادين وملّاك المراكب والأفلوكة عرفوا بالـ “رياس”. في الوقت الّذي وصل فيه عدد بحاري الجورة وصيّاديها إلى ما يزيد عن 300 بحريّ وصيّاد قبيل النكبة، لم يكن في كلّ مدينة غزّة ما يزيد عن 80 صيّادًا في حينه.
أتقن الجوارنة صناعة مراكب الصيد وسفن النقل البحريّ الصغيرة، السمبك والأفلوكة والمبطّنة؛ لأنّ بطنها عريض، كلّها جعلت للجوارنة سيرة طويلة مع الخشب والغزل، منهم دار الحاجّ إسماعيل مطر ودار قنن، من أمهر صنّاع المراكب على شاطئ بحر أيّوب في الجورة (13).
فيما الغزل، يعني حياكة شبّاك الصيد، خصوصًا شبكة “الملاطش” تلك الّتي شبكت حكاية صيّادي الجورة مع سمك السردين في رحلة موسمية الشتاء والصيف، مارًّا من حوافّ بحر أيّوب أسرابًا في طريقه إلى الشمال. ما كان للجوارنة الصيّادين، التنبّه لمسارب أسراب السردين لولا “أبو الغز”، ذلك الطائر البحريّ الّذي كان كلّما غزّ رأسه في وجه ماء البحر ليلتقط سمكة سردين، دلّ الصيّادين على مرروه وممرّه إلى أن صار الطير دليل وخليل الجوارنة في بحرهم.
السردين والبوريّ، الموسكار والميّاس، الهامور (اللقز) والطرخون من سمك البحر الّذي كانت تحمله مراكب صيّادي الجورة لترسو به بيضاء أشرعتها في سواد الليل، فيما الجورانيّات من النساء في الانتظار عند مراسي البحر، يلوّحن بمشاعل النار، ليستدلّ بها أبنائهنّ ورجالهنّ الصيّادين إلى برّ الجورة في ليال نو بحر أيّوب.
كان النـوّ في بحر الجورة يؤرّخ به، بما يعنيه النـوّ من عواصف بحريّة شديدة الريح، وياما سلب البحر بحّارين، بعد أن قلب النـو مراكبهم في عرضه، مؤلّبًا قلوب أهاليهم. لم يذكر الجوارنة عامًا مرّ عليهم، دون أن يبتلع البحر قربانه منهم، وقد ابتلع ذيب قوصة الملقّب بالـ”صاع” وأعاده بعد شهر جثّة على شواطئ يافا، كما سحبت مياه بحر أيّوب كلّ من إسماعيل النن والشنور ومحمّد عاشور قنن. غير أنّ حكاية البحريّ محمود ياسين قنن الّذي غرق في ليلة عاصفة، بعد أن نزل من على الأفلوكة إلى البحر ليلتقط مجذافه، تظلّ الأشدّ أسى على الجوارنة (14)، حيث أبعد هيجان الموج أفلوكته عنه، ثمّ التفّ عليه شبّاك الصيد، ومات في مأساة من مآسي ليل بحر أيّوب، فقد أخذ البحر من الجورة بقدر ما أعطاها، وبقي الجوارنة راضون.
ما لم يأخذه الجوارنة من عمق بحرّهم، انتظروه على رمال شاطئه، إلى أن يأتي قادمًا فوق سطح الماء، كان ذلك “السمّان” أعزّ طير على قلوب الجوارنة من طيور البحر المهاجرة – الزائرة لبرّ الجورة عبر بحرها. كان الجوارنة كلّهم يتهيّؤن لاستقباله منذ أواسط أيلول من كلّ عام، لصيده مستغلّين عناءه من طيرانه مسافات فوق سطح البحر ليحطّ منهكًا في مناصب شبّاك صيدهم على الرمل.
يقال بأنّ جمال جورة عسقلان، كانت تذرع رمال الساحل إلى مدن البلاد شمالًا، محمّلة بأقفاص مصنوعة من جريد النخل، مملوءة بريش السمّان والشنار، في حكاية ظلّت تربط بين طيور البحر المتشوّقة لطيور الوعر في الجورة… كان ذلك من سيرة الجورة والجوارنة مع الرمل والماء، أمّا عن الدماء فتلك سيرة أخرى من وجع الجنوب، فصبرًا يا دار بحر أيّوب.
الهوامش:
1 _ الخالدي، وليد، كي لا ننسى، ص531.
2 _ سكيك، إبراهيم خليل، غزّة عبر التاريخ، ج6، ص69.
3 _ ياسين، خالد سعيد، قرية جورة عسقلان تحت الاحتلال البريطانيّ (1918 – 1948)، رسالة جامعيّة – الجامعة الإسلاميّة في غزّة، ص7.
4 _ المرجع السابق، ص7.
5 _ المسحال، سعيد خليل، الجورة، مقابلة شفويّة، موقع فلسطين في الذاكرة: ضمن مشروع تدوين التاريخ الشفويّ للنكبة الفلسطينيّة، تاريخ 28-1-2011.
6 _ياسين، خالد سعيد، المرجع السابق، ص128.
7 _ مسحال، سعيد خليل، المقابلة السابقة.
8 _ مسحال، المقابلة السابقة.
9 _ ياسين، المرجع السابق، ص80. أيضًا: مسحال، المقابلة السابقة.
10 _ ياسين، المرجع السابق، ص123.
11 _ العارف، عارف، الموجز في تاريخ عسقلان، مطبعة بيت المقدس، القدس 1943، ص46.
12_ ياسين، المرجع السابق، ص142.
13 _ مسحال، المقابلة السابقة.
14 _ ياسين، المرجع السابق، ص164.
المصدر: عرب 48