صحيفة إيطالية تصدر أوّل عدد بالذكاء الاصطناعيّ

بدأت صحيفة "إيل فوليو" الإيطالية منذ الثلاثاء الماضي إصدار طبعة يومية مكتوبة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، في تجربة هي الأولى من نوعها عالميًا، تمتد لمدة شهر وتهدف إلى استكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي وحدوده في العمل الصحفي، وفق ما أكده مدير الصحيفة كلاوديو تشيرازا.
وتُعد "إيل فوليو"، التي تطبع حوالي 29 ألف نسخة يوميًا، أول صحيفة في العالم تُصدر أعدادًا يومية تعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي التوليدي في إعداد المحتوى. ويتكوّن كل عدد من النسخة الاصطناعية من 4 صفحات، تتضمن نحو 22 مقالة متنوعة من السياسة إلى الاقتصاد، بالإضافة إلى 3 مقالات رأي.
يعتمد فريق التحرير، المكوّن من حوالي 20 صحفيًا، على روبوت المحادثة "تشات جي بي تي" من شركة OpenAI، حيث يطلبون منه كتابة مقالات حول مواضيع محددة وبنبرة تحريرية معينة تعكس أسلوب الصحيفة المعروف بـ"الجرأة والسخرية والإبداع".
وأوضح تشيرازا أن الفكرة هي اختبار قدرات الذكاء الاصطناعي ومعرفة حدوده وليس تمجيده، مضيفًا:"إذا كان المقال يحتوي على الكثير من الأخطاء، نقوم بتعديله. وإذا كانت الأخطاء بسيطة، نتركها لنظهر حدود التقنية. لا نهدف لإظهار جمال الذكاء الاصطناعي بقدر ما نرغب في فهمه."
ومن بين المقالات التي أنتجها الذكاء الاصطناعي هذا الأسبوع: تحليل لخطابات رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، ومقال افتتاحي عن مكالمة بين ترامب وبوتين، ومقال عن الموضة.
بحسب تشيرازا، فإن التجربة "تجاوزت التوقعات"، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أظهر قدرة على إنتاج محتوى يمكن أن ينافس ما يكتبه البشر. ومع ذلك، شدد على أن المقالات التي يكتبها الصحفيون البشر تبقى الأفضل، لأنها تحمل عنصر الإبداع والرابط غير المتوقع الذي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تقديمه.
وفي اليوم الأول من التجربة، ارتفعت مبيعات الصحيفة بنسبة 60%، وأفاد تشيرازا أن 90% من القراء أبدوا إعجابهم بالتجربة، بينما أبدى 10% قلقهم من فقدان الطابع البشري في الصحافة، لكن "لا أحد قال إن التجربة عديمة المعنى".
وأكد مدير الصحيفة أن الهدف من المشروع ليس استبدال الصحفيين، بل زيادة إبداعهم ودفعهم لتجنب المهام التي يمكن للآلة القيام بها، مضيفًا: "علينا أن نتعلّم كيف نتعامل مع هذا الابتكار الذي لا يمكن إيقافه. فهمه وإتقانه هو السبيل للمضي قدمًا."
وتعد هذه المبادرة من "إيل فوليو" محاولة جريئة لإعادة تعريف العلاقة بين الصحافة والذكاء الاصطناعي، في وقت تتسارع فيه التحولات الرقمية التي تعيد تشكيل صناعة الإعلام حول العالم.
المصدر: عرب 48