Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

صناعة الفخار.. مشغل عائلة عطا الله على شاطئ الفاخورة بحيفا منذ 100 عام

قال صانع الفخار، رجا عطا الله، إن “طريقة صناعة الفخّار واحتياجاته تغيّرت اليوم، في الماضي كنا نصنع الأباريق والقوارير والجرار والخوابي، أما اليوم، فتغيرت إلى الخزف (كراميكا) والزجاج، إضافة لتحف فنية، وأدوات للاستخدام المتوسط”.

على شاطئ بحر حيفا ورمل الأصفر وأمام أمواجه المتقلبة، يستقي صانع الفخّار والخزف، رجا عطا الله “أبو إلياس” الأفكار والأشكال المتنوعة وهو يلاعب كتلة الطين ويغيّر في شكلها بخفّة وسلاسة لصناعة تحفة فنية نادرا من تُتقن صناعتها في هذا الزمن.

منذ نحو 100 عام ولغاية يومنا هذا، لا يزال منزل ومشغل عائلة عطا الله قائما على شاطئ الفاخورة (شاطئ دادو)، وما زال تمسكهم بمهنة صناعة الفخّار والخزف، وذلك بعد أن انتقل والد رجا عط الله في العام 1924 من حي محطة الكرمل في حيفا إلى شاطئ الفاخورة.

وروى رجا عطا الله، لـ”عرب 48” قصة العائلة مع الفخار والخزف: “أصل العائلة يعود إلى اليونان، ومنذ ذلك الحين ونحن فواخرجية، حيث تم جلب أفراد من العائلة لمنطقة لبنان للعمل قبل 400 عام، وعاشوا في لبنان وتكاثروا، وفي العام 1860 حصلت حروب وصراعات في لبنان انتقلنا على إثرها إلى حيفا واستقرينا هنا”.

وأضاف عطا الله أنه “في العام 1924 انتقل والدي من حي محطة الكرمل لهذه المنطقة بعد أن كان الدخان الصادر عن فرن الفخّار يشكّل ضررا للجيران. جاء أبي لهذه المنطقة وفحص رمل الشاطئ ووجده مناسبا، وبالفعل اشترى قطعة الأرض التي ما زلنا عليها حتى اليوم، وبنى المنزل الذي نعيش فيه ومشغل الفخّار”.

رجا عطا الله

وتابع أنه “ولدت في العام 1945، ومنذ كان عمري 3 سنوات وأنا في العمل مع أهلي وبين الفخّار وأرى كيفية وأساليب العمل، إذ كان جميع أفراد العائلة ضمن هذا العمل”.

وأشار عطا الله إلى أن “طريقة صناعة الفخّار واحتياجاته تغيّرت بين الماضي واليوم، في الماضي كنا نصنع الأباريق والقوارير والجرار والخوابي للزيت، أما اليوم، فتغيرت إلى الخزف (كراميكا) والزجاج، إضافة لتحف فنية، وأدوات للاستخدام المتوسط”.

وعن مراحل صناعة الفخّار والخزف، قال عطا الله إن “أي قطعة من المعروضة في متجري، تمر بعدة مراحل تمتد لـ10 أيام حتى أسبوعين، عند تشكيل القطعة لفنجان أو إبريق مثلا، ننتظر نحو أسبوع حتى ينشف، ومن ثم يتم حرقه داخل الفرن، ومن ثم دهنه باللون الذي نريد”.

وتطرق إلى طبيعة عمله في الماضي “كنا نستعمل مياه البحر في تحويل الرمل إلى طين، ومياه البحر هي المسبب الرئيسي لجعل ما داخل الفخّارة باردا كالماء مثلا، أما اليوم فنستخدم المياه الحلوة بسبب الأفران الكهربائية التي من الممكن أن تتعطل باستخدام مياه البحر”.

وأكد عطا الله أن “من يعمل في هذا المجال، لا يستطيع أن يبعد عنه، تعمل لست وسبع ساعات وعند الانتهاء تشعر وكأن نصف ساعة مرّت. توجد متعة وحب وعلاقة أكبر من مجرد عمل بين صانع الفخّار ومهنته”.

وعن علاقته مع البحر الذي ما زال يرافقه طيلة عمره، قال إن “علاقتي مع البحر لا يمكن أن تتوقف، عملت في صغري وشبابي صيادا في هذا البحر الواسع، ومنذ ذلك الحين حتى يومنا أخرج في ساعات الشروق للجلوس مقابل البحر وأتأمل البحر، ومكان عملي أمام الشباك المقابل للبحر، يعطيني هذا المنظر مجالا للإبداع والابتكار وصناعة موديلات فنية جديدة ورائعة”.

وختم عطا الله حديثه بالقول إنه “في جيلي هذا ومع اقترابي من سن الـ80، وقد علّمت جميع أبنائي هذه المهنة، لكنهم لم يمتهنوها مثلي ومثل جدهم، بت أيضا أقيم ورشات تعليمية لصناعة الفخّار والخزف، في محاولة للمحافظة على هذه الصناعة التراثية وهذه المهنة القديمة الجديدة”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *