Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

طولكرم.. انعدام الفرحة وخنق أسواق رمضان

افتقدت مدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية، أجواء رمضان المعتادة هذا العام، حيث غابت الزينة عن الأسواق والشوارع بسبب استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيمي طولكرم ونور شمس، ما أدى إلى تشريد معظم الفلسطينيين منهما.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وعلى الرغم من عودة النشاط التجاري جزئيا، يؤكد السكان والتجار أن الأجواء الرمضانية غائبة تماما، حيث تبدو الأسواق شبه فارغة من المتسوقين، فيما يضطر الباعة إلى بيع بضائعهم بأسعار مخفضة وسط ضعف الإقبال.

وعادة ما تعج طولكرم في مثل هذه الأيام بالمتسوقين وخاصة من فلسطينيي 48 وهم المواطنون العرب في إسرائيل.

عملية عسكرية مستمرة

منذ 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عدوانه على شمالي الضفة مستهدفا مدينة جنين ومخيمها، ومدينة طولكرم ومخيميها.

ويأتي توسيع العمليات العسكرية شمالي الضفة الغربية بعد تصعيد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، منذ بدء الإبادة بقطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 928 فلسطينيا، بينهم 187 طفلا، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

مخيم طولكرم

وبدعم أميركي ارتكبت إسرائيل بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/ يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

تجار طولكرم: الوضع مأساوي

مؤيد ناصر، صاحب بسطة لبيع المخللات في شارع باريس وسط طولكرم، قال إن "الوضع مأساوي، انظر لحالنا لا توجد فرحة كما في السنوات السابقة، غابت كل مظاهر الشهر الكريم".

وأضاف أنه "لا يوجد متسوقون في أسواق طولكرم، الحواجز مع الداخل المحتل (إسرائيل) مغلقة، وبعضهم يأتون من البلدات المجاورة".

ومنذ 4 سنوات يعمل ناصر في بيع المخللات، لكنه يصف هذا العام بأنه "الأصعب والأسوأ".

وتابع أنه "منذ أكثر من 35 يوما تتعرض طولكرم لعملية عسكرية إسرائيلية قلبت الحال وجعلت الحياة أصعب".

وزاد أنه "في أي لحظة قد يدخل الجيش ويدمر البسطات خلال مروره من الشارع دون سبب، ولا أحد يمكن أن يقول شيئا".

أما غفران فضة، وهو بائع، فيؤكد أن "طولكرم شهدت عمليات عسكرية عدة، لكن الأخيرة كانت الأوسع والأشد تأثيرا، جعلت الحياة صعبة جدا".

وأردف أنه "بعيدا عن الوضع الاقتصادي نعيش حالة حزينة. آلاف النازحين فروا من المخيمات إلى ضواحي المدينة وغابت الشعائر والأجواء الرمضانية".

ولفت إلى أن كثيرا من الفلسطينيين في طولكرم افتتحوا بسطات لكسب قوت يومهم وتوفير لقمة الخبز لعائلاتهم.

النازحون: معاناة مستمرة

بسام الضميري، نازح من مخيم طولكرم، يروي معاناته قائلا إنه "نزحت منذ شهر قسرا بعد أن هُدم منزلي واستشهد ابني رامز في قصف بمسيرة إسرائيلية بداية العدوان على طولكرم".

وأضاف أنه "نعيش حياة قاسية في بيت بلا خدمات على التراب، أعمل منذ أيام هنا لكي أكسب قوت العائلة".

وتابع متحسرا على أجواء الشهر الفضيل، أن "الجيش الإسرائيلي قتل فرحة رمضان، هدم المنازل، وأشعل الحرائق وجعل من المخيم مكانا غير قابل للعيش".

بدوره، يؤكد أدهم عزات، صاحب متجر للملابس، أن الحركة التجارية بالكاد تصل إلى 50 بالمئة مقارنة بالسابق بسبب استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية.

وأكمل أنه"يأتي السكان للتبضع بسرعة، وثمة مخاوف في ظل وجود الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي قتل الحياة".

وأوضح أنه "لا إقبال على بيع الملابس. والناس تبحث فقط عن لقمة العيش، يشترون الأشياء الضرورية ويغادرون، الأسواق فارغة".

ومع استمرار العمليات الإسرائيلية، تبقى الحياة في طولكرم مقيدة بالخوف والدمار، فيما يحاول الفلسطينيون التأقلم مع واقع صعب حرمهم حتى من أبسط مظاهر رمضان.

اقرأ/ي أيضًا | لليوم الـ34.. الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم بالتهجير والحرق

المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *