ظاهرة مقلقة.. نسبة الطلاق ترتفع وتشمل كبار السن في المجتمع العربي
يستدل من المعطيات والإحصاءات المتوفرة والصادرة عن المحكمة الشرعية في باقة الغربية أن نسبة الطلاق في منطقة المثلث الشمالي ارتفعت، خلال العام الجاري 2024، إلى 35%، إذ أن من بين كل 100 حالة زواج هناك 35 حالة طلاق.
منظر عام لأم الفحم (عرب 48)
تتفاقم ظاهرة الطلاق في أراضي 48، إذ باتت حقيقة تهدد المجتمع العربي، والغريب أن تشمل هذه الظاهرة كبار السن، إذ أنه بعد عقود من الزواج والحياة المشتركة تنهار العلاقة بين الزوجين.
تزداد نسبة الطلاق في مدينة أم الفحم بمنطقة المثلث الشمالي، على سبيل المثال، مقارنة بالأعوام السابقة، ويبدو أن الأمر لم يعد يقتصر على الأزواج الشابة بل تعداه إلى أزواج عاشوا حياة مشتركة بحلوها ومرها عشرات الأعوام، بعضهم له أحفاد.
يستدل من المعطيات والإحصاءات المتوفرة والصادرة عن المحكمة الشرعية في مدينة باقة الغربية أن نسبة الطلاق في منطقة المثلث الشمالي ارتفعت، خلال العام الجاري 2024، إلى 35%، وهي ظاهرة مقلقة جدا، إذ أن من بين كل 100 حالة زواج هناك 35 حالة طلاق.
وتقع ضمن مسؤولية المحكمة الشرعية في باقة الغربية كل من: زيمر، جت المثلث، باقة الغربية، ميسر، أم القطف، كفر قرع، برطعة، عين السهلة، عارة، عرعرة، أم الفحم، معاوية، مصمص، البياضة، مشيرفة، وسالم.
ووفقا للمعطيات، تشمل حالات الطلاق مختلف الفئات العمرية، ولم تعد تقتصر على الأزواج الشابة، إذ أنه سُجّلت حالات طلاق بين كبار السن الذين جمعتهم حياة مشتركة على مدار عشرات الأعوام.
وتنشر المحكمة الشرعية في باقة الغربية المعطيات والإحصاءات النهائية والرسمية في تقرير يشمل حالات الزواج وحالات الطلاق للعام 2024، مطلع العام المقبل 2025.
وقالت مديرة المنتدى النسائي والمستشارة للنهوض بمكانة المرأة في أم الفحم، سعدة ياسين، لـ”عرب 48” إن “نسبة الطلاق المرتفعة في المجتمع العربي عموما، وفي مدينة أم الفحم على وجه الخصوص مقلقة، وهذه الظاهرة آخذة بالازدياد خلال الأعوام الأخيرة. أم الفحم كسائر البلدات العربية تشهد ارتفاعا ملحوظا في نسبة الطلاق التي لم تعد تقتصر على شريحة واحدة من المجتمع، الأزواج الشابة، بل يشمل الارتفاع في حالات الطلاق الأجيال المختلفة”.
وعن حالات الطلاق في أم الفحم، أوضحت ياسين أن “هناك نوعا آخر من الطلاق منتشر بشكل كبير في أم الفحم، إذ واجهنا عدة حالات طلاق لنساء كبيرات بالسن، وبعض النساء كبيرات السن ينفصلن عن أزوجهن ولديهن أبناء كبار بالسن، وبعضهن لديهن أحفاد. هذه الظاهرة لم تكن في الأعوام الماضية وللأسف ازدادت خلال السنوات الأخيرة”.
وأضافت مديرة المنتدى النسائي والمستشارة للنهوض بمكانة المرأة في أم الفحم، أنه “بات من الصعب تحديد الفئة التي تطلب الطلاق، إذ أنه سابقًا كانت نسبة الطلاق المرتفعة بين الأزواج الشابة، ولكن في الآونة الأخيرة باتت حالات الطلاق تشمل مختلف الأعمار وحتى تجاوزت أعمارهم 50 عاما، وهذه الظاهرة مقلقة، وتضرب أركان المجتمع”.
وأوضحت أن “هناك عددا من الشباب والفتيات كانوا قد عقدوا القران في فترة الخطوبة وقرروا الانفصال ما قبل الزواج بمدة قصيرة، والبعض ينفصل بعد الزواج بأشهر قليلة بسبب عدم الاتفاق وتقبل الآخر وغيرها من الإشكالات بين الأزواج الجدد”.
وبخصوص أسباب الطلاق، أكدت أن “هناك العديد من الأسباب التي قد تتسبب بانفصال الأزواج، بينها المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وانتشار آفة الجريمة والعنف، لكن للأسف في معظم الحالات بات الأزواج يرفضون الاستماع للحلول، ويكون الحل الوحيد الذي أمامهم الطلاق، وهذه معضلة تواجه لجان التجسير ومن يعمل لتوفير الحلول بين الأزواج”.
وختمت ياسين حديثها بالقول إنه “حاولنا التدخل في عدة حالات لمنع الطلاق، ولكن نسب النجاح ضئيلة بسبب تشبث الأزواج بقرار الطلاق، وعدم رغبة الطرفين في بلوغ حل. المشكلة الحقيقية تكمن في حالات الطلاق التي تبقي الأبناء ضحايا يجبرون على العيش في هذه الظروف الصعبة، في ظل انفصال الوالدين”.
المصدر: عرب 48