«عبدالله» يدشن مبادرة لتوزيع اللحوم والأرز والعدس.. «الغزاويين فيهم اللي مكفيهم» – تحقيقات وملفات
يعيش النازحون حياة مليئة بالمآسى، فالقسوة لا تقتصر على ترك الديار والابتعاد إلى مناطق تخف فيها حدة القصف فى قطاع غزة، مقارنة بالشمال الذى دُمّر عن بكرة أبيه، ومع ذلك لا تُعد مدن الجنوب أماكن آمنة، فالموت يطارد النازحين، إما بفعل العدوان الإسرائيلى وإما بالبرد ونقص الماء والغذاء.
داخل مخيمات النازحين لا تجد الأسر ما تأكله أو تسد به جوع أطفالها فى ظل المساعدات الغذائية القليلة والمحدودة التى تدخل إلى القطاع منذ بدء العدوان قبل أكثر من شهرين، لذا بدأ الشاب الفلسطينى عبدالله العطار، فى توزيع مواد غذائية كاللحوم والأرز والعدس على النازحين. وقال لـ«الوطن»: «لم أستطع أن أقف مكتوف الأيدى وأنا أرى الأطفال والنساء والشيوخ يتضوّرون من شدة الجوع، وهناك أطفال أصبحوا أشبه بالهياكل العظمية نتيجة عدم تناول الطعام لأيام متتالية».
يعمل «عبدالله» مصوراً ومراسلاً صحفياً مستقلاً، ويغطى العدوان منذ السابع من أكتوبر الماضى، ويقتطع ساعات من يومه من أجل التفرّغ لتوزيع المواد الغذائية على النازحين. وأضاف: «عندما زُرت المخيمات وجدت الأطفال لا يجدون كِسرة الخبز، والنساء يطبخن الطماطم الفاسدة التى وجدوها فى الشوارع أثناء النزوح».
وأكد أنه استطاع الحصول على اللحوم والمعلبات وبعض أرغفة الخبز من أصحاب المخابز، ومن المساعدات الشحيحة التى تم السماح بدخولها إلى القطاع. وتابع: «المحال التجارية أصبحت فارغة والمواد الغذائية التى لا يستطيع المواطنون الحصول عليها أو فى أفضل الأحوال يتم بيعها لهم بكميات قليلة جداً أصبحت بأسعار مرتفعة بشكل غير منطقى مثلاً كيس الملح كان بشيكل واحد والآن أصبح بـ20 و30 شيكل وغير موجود».
وبعد تجميع المواد الغذائية يقوم «عبدالله» باستخدام سيارة أحد أصدقائه لنقل الطعام، وقال: «فى الغالب أقوم بهذه المهمة فى الصباح الباكر بحلول العاشرة أو بعد الظهر ليُصادف وقتى الفطار والغداء، ويساعدنى 10 شباب، يقوم ثلاثة منهم بتوزيع اللحوم بعد تقطيعها وتعبئتها فى الأكياس، من خلال جولات على المخيمات، و6 آخرون يتولون مهمة توزيع الأرز والخبز والمعلبات»، مؤكداً أنّه يراعى أن يحصل نسبة كبيرة من النازحين على الغذاء دون التركيز على مجموعة معينة، بمعنى أن «اللحوم توزّع على سكان مخيم خان يونس على سبيل المثال، بينما نوزّع الخبز والمعلبات على مخيم رفح، ويتم الأمر بالتبادل لنتمكن من تغطية احتياجات جميع النازحين».
يأمل «عبدالله» أن تكون مبادرته هى البداية، لأن تدخل المساعدات الغذائية إلى القطاع المدمّر بكميات كبيرة، وواصل: «ما بدنا نشوف أحد جعان أو عطشان، الحرب لوحدها وتدمير بيوتنا وارتقاء الشهداء شىء كافٍ لحزننا، وحقيقى الغزاويين فيهم اللى مكفيهم، ومش منطقى نصير فى 2023 ولسه فيه ناس ممكن تموت من الجوع».
المصدر: اخبار الوطن