عبد الله يرد الجميل لمعلمه الشهيد.. دفنه في قبر صغير وسط أحد شوارع غزة – منوعات
داخل خيمة صغيرة باردة في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، تتراص كتب تحمل بين طياتها مواضيع وعناوين ومعلومات مختلفة، بينما يجلس عبدالله رامي أبو سلطان، 15 عاما، في إحدى زواياها الضيقة، يدفس رأسه بين الأوراق والمجلدات التي كاد أن يفقد روحه بعد أن سقط صاروخ إسرائيلي شديد الانفجار بجوار غرفته شمال القطاع، في سبيل جمعها وتعبئتها داخل حقيبة كبيرة وحملها معه حيث الوجهة المجهولة.
قصف ودمار وأشلاء
ساعات طويلة كان يقضيها الطالب في الصف العاشر، في القراءة والتنقيح، ومن ثم اختيار سيناريو لتأليف روايته، قبل أن يقضي قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزله على أحلامه ومعلمه الملهم الذي ارتقى شهيدا بعد أن مزقت الغارة الجوية جسده إلى أشلاء، تولى «عبدالله» جمع قطه منها في أكياس زرقاء بلاستيكية، قائلا بصوت تخنقه الدموع لـ«الوطن»، «كان نفسي أفرجيه نتائج تعبه وتعليمه وأخليه يفخر فيا لما أنشر أول رواية من تأليفي وكتابتي، بس القدر شاء إني أرد له الجميل بأني ما أترك بواقي جسده تنهشه الكلاب والقطط وأقدر أحفر له قبر صغير في وسط الشارع وأدفنه قبل ما أنزح إلى الجنوب».
رحلة النزوح والعودة إلى الكتابة
بعد التشريد ورحلة النزوح القاسية، لم يعد يدور في مخيلة وذاكرة «عبدالله» سوى مشاهد الدماء والأشلاء: «حاليا قررت أكتب رواية تحت عنوان أشلاء، لأن هاي أكتر شئ شوفته خلال 79 يوما من الحرب».
يضمر الشاب الغزاوي في نفسه نية أن تكون بمثابة وفاء لروح معلمه: «أكيد هيحس فيا وأنا بتابع طريقي اللي علمني ياه».
.
المصدر: اخبار الوطن