عودة الخلافات السياسية والاجتماعية الإسرائيلية تمنع إعادة المناعة الاجتماعية
“التعبير عن الخلافات السياسية يزداد تطرفا حيال التوازن بين هزم حماس بواسطة ’انتصار عسكري مطلق’ وبين جهود تحرير المخطوفين. وكذلك كفاح عائلات المخطوفين ضد الحكومة يتصاعد ويهدد بتحوله إلى طابع سياسي”
متظاهرون يغلقون شارعا في تل أبيب، الجمعة، ويطالبون بإعادة الرهائن (أ.ب.)
لفت تقرير صادر عن “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب اليوم، الإثنين، إلى أنه في الأسابيع عادت الخلافات والشروخ السياسية والاجتماعية في إسرائيل إلى مقدمة الخطاب العام والإعلامي، بعد شهور تركز خلالها على الحرب على غزة وإنشاء صورة وهمية لوحدة قومية حول أهداف الحرب.
ووفقا للتقرير، فإنه “تتغلغل مؤخرا مظاهر مألوفة من فترة الأزمة السياسية – الاجتماعية، التي نشأت في أعقاب الإصلاح / الانقلاب القضائي / النظامي، بشكل فظ إلى الخطاب العام، في مجموعة متنوعة من القضايا، وبضمنها كتلك المتعلقة مباشرة بإدارة الحرب”.
وأشار التقرير إلى بروز “سرديات التقاطب والشروخ السياسي التي ميزت المجتمع الإسرائيلي في الماضي. ويتم التعبير عن هذه الشروخ في سياق سلم أولويات الحكومة وشكل أدائها، وكذلك في سياق القضايا المدنية للحرب، كتلك التي تتناول المصادقة على ميزانية الدولة بالقراءة الأولى (ورصد ميزانية فئوية لأحزاب الائتلاف) أو بتعديل قانون الخدمة العسكرية، دون تطرق كاف لتعويض الذين يؤدون الخدمة من جهة، ولتجنيد الحريديين – والعرب – من الجهة الأخرى. وذلك، إلى جانب قضايا قديمة، متعلقة بتبادل الإهانات بين سياسيين، وكذلك اتهام رئيس الحكومة كأنه معني باستمرار الحرب بسبب اعتبارات سياسية ولا يمنح أولوية عليا لتحرير المخطوفين، الذين بمعظمهم ليسوا جزءا من قاعدته الانتخابية”.
واعتبر التقرير أن “التعبير عن الخلافات السياسية يزداد تطرفا حيال التوازن بين هزم حماس بواسطة ’انتصار عسكري مطلق’ وبين جهود تحرير المخطوفين. وكذلك كفاح عائلات المخطوفين ضد الحكومة يتصاعد ويهدد بتحوله إلى طابع سياسي”.
وأضاف التقرير أنه “يبرز استئناف المظاهرات التي تدعو إلى استقالة رئيس الحكومة، وتعلن عزمها تصعيد الاحتجاجات السياسية تدريجيا”.
واعتبر التقرير أن عودة الخلافات السياسية “تشكل بالأساس عاملا سلبيا بكل ما يتعلق بمناعة المجتمع الإسرائيلي وقدرته على إدارة حرب صعبة وطويلة. ومن شأن مظاهر التقاطب أن تضع مصاعب أمام المجتمع الإسرائيلي كي ينهض من الأزمة، وبينها: المس بالتضامن الاجتماعي؛ ترميم الدمار في جميع المجالات؛ مؤشرات التفاؤل والأمل في المجتمع اللذان يشكلان عنصران مركزيان في المناعة الاجتماعية؛ تحول خطاب التقاطب إلى العنف بين الفئات الاجتماعية”.
وخلص التقرير إلى أن “عودة الخطاب السياسي من شأنها أن تشكل عاملا سلبيا كبيرا على بناء المناعة الاجتماعية بهدف انتعاش المجتمع الإسرائيلي من الأزمة الشديدة. ومن أجل تقليص هذه التأثيرات السلبية، يتعين على صناع القرار في إسرائيل أن يمتنعوا بقدر الإمكان عن خطاب سياسي مسموم وعن تعميق الشرخ والانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي عموما، وبما يتعلق بقضايا الحرب بشكل خاص”.
المصدر: عرب 48