“فاغنر” تؤكد أن قوّاتها “تحاصر عمليًّا” باخموت وتدعو كييف لسحب جنودها
قال رئيس المجموعة الروسية، يفغيني بريغوجين في فيديو نشره مكتبه الإعلامي على تطبيق “تليغرام”، إن “وحدات فاغنر حاصرت باخموت عمليا”.
جنود أوكرانيون بالقرب من باخموت (Getty Images)
أعلنت مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية، اليوم الجمعة، أن عناصرها باتت “تحاصر عمليا” مدينة باخموت، حيث تتركز حاليا المعارك في شرق أوكرانيا، داعية الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي إلى سحب قواته منها.
والمعركة في مدينة باخموت الصناعية ذات الأهمية الإستراتيجية مستمرة منذ الصيف، وأدت إلى دمار كبير وخسائر فادحة في صفوف الجانبين.
وصارت المدينة رمزا للنزاع مع تركز القتال فيها بين الروس والأوكرانيين، منذ شهور.
وفي الأسابيع الأخيرة، تقدمت القوات الروسية شمال باخموت وجنوبها، وقطعت ثلاثة من أربعة طرق إمداد أوكرانية، وجعلت موقف قوات كييف ضعيفًا بشكل متزايد.
وقال رئيس المجموعة الروسية، يفغيني بريغوجين في فيديو نشره مكتبه الإعلامي على تطبيق “تليغرام”، إن “وحدات فاغنر حاصرت باخموت عمليا، ولم يعد هناك سوى طريق واحد” للخروج من المدينة.
وتحدث بريغوجين مرتديا بدلة عسكرية وفيما يسمع دوي انفجار بعيد، ودعا الرئيس الأوكراني الذي تعهد الدفاع عن باخموت “لأطول فترة ممكنة” إلى السماح لقوات كييف بالانسحاب من المدينة.
وقال بريغوجين: “رغم أنّنا واجهنا في السابق جيشا أوكرانيا محترفا كان يقاتلنا، فإنّنا اليوم نرى المزيد والمزيد من كبار السن والأطفال. إنّهم يقاتلون، ولكن حياتهم في باخموت قصيرة، يوما أو يومين”.
وأضاف: “أعطوهم الفرصة لمغادرة المدينة، إنها محاصرة عملياً”.
ويظهر في مقطع الفيديو ثلاثة أشخاص، هم رجل مسن وشابان، يطلبون أمام الكاميرا من زيلينسكي السماح لهم بالمغادرة.
وزار زيلينسكي باخموت في كانون الأول/ ديسمبر.
من جهتها، أقرّت القيادة العسكرية الأوكرانية، الثلاثاء، بأن الوضع “متوتر للغاية” في باخموت.
وأشار الرئيس الأوكراني في ذاك اليوم إلى زيادة في “شدة القتال” حول المدينة التي كان يسكنها نحو 70 ألف شخص قبل الحرب وبقي منهم الآن وفق السلطات المحليّة 4500 نسمة رغم المخاطر.
ولم تذكر هيئة الأركان العامة الأوكرانية أي تفاصيل عن الوضع في باخموت الجمعة، واكتفت بالإشارة إلى أن الجيش صدّ 85 هجوما روسيا على الجبهة بأكملها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
إلا أن المتحدث باسم القيادة الشرقية للجيش الأوكراني، سيرغي تشريفاتي، نفى في تصريح لوكالة “فرانس برس”، الأربعاء الماضي، انسحاب قواته من باخموت.
وتأتي تهديدات مجموعة “فاغنر” غداة حادث وقع في منطقة بريانسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا، وصفته موسكو بأنه تسلل لـ”مخرّبين” أوكرانيين.
وبحسب أجهزة الأمن الروسية، فتحت مجموعة متسللة النار على سيارة، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة طفل في قرية ليوبتشاني الحدودية مع أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، إن موسكو “ستتخذ إجراءات” لمنع تسلل عناصر أوكرانيين مستقبلا، مضيفا “سيتم التوصل إلى استنتاجات في نهاية التحقيق”.
ونفت الرئاسة الأوكرانية هذه المزاعم، معتبرة أنها تمثل “استفزازا متعمدا” يهدف إلى تبرير الغزو الجاري منذ أكثر من عام.
وفي مقطعي فيديو تم نشرهما على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعى أربعة رجال يرتدون زيا عسكريا أنهم نفذوا عملية التوغل، وقدموا أنفسهم على أنهم أعضاء في مجموعة من “المتطوعين الروس” داخل الجيش الأوكراني.
وأوردت وسائل إعلام روسية وأوكرانية أن أحد هؤلاء الرجال هو دينيس نيكيتين، وهو نازي جديد روسي يقيم في أوكرانيا منذ سنوات.
وأعلنت لجنة التحقيق الروسية الجمعة أنها أرسلت فريقا إلى مكان الواقعة، مؤكدة على أن الوضع “تحت سيطرة قوات إنفاذ القانون”. وقالت قوات الأمن الروسية إنها عثرت على “كمية كبيرة من المتفجرات” في المنطقة.
وبحسب النائب الروسي، ألكسندر خنشتاين، أصيب أربعة من عناصر الحرس الوطني خلال عملية في قرية سوشاني الواقعة على الحدود أيضا.
كما أفادت السلطات الروسية بوقوع عدة هجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية هذا الأسبوع استهدفت شبه جزيرة القرم التي ضمتها، كما أُسقطت لأول مرة إحدى الطائرات المسيّرة قرب موسكو دون أن تلحق أي أضرار.
وأوردت وكالة “تاس” الروسية للأنباء، نقلا عن مصادر أمنية، اليوم الجمعة، انفجار طائرة مسيّرة في سماء منطقة كولومنا الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر، جنوب شرق موسكو.
المصدر: عرب 48