Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

فتى غزي يكافح لإكمال مسيرة والده الشهيد

قوة وصمود؛ رغم كل ما حدث، يبقى فارس مصرًا على متابعة مسيرة والده الصحفي، فيقول: “أطمح أن أواصل مسيرة والدي، حيث كان يكشف الحقيقة وهذا سبب استهدافه، فكل من يحاول إيصال الحقيقة للعالم كان وعائلته هدفًا للاحتلال”.

(الفتى فارس.. يطمح بإكمال مسيرة والده الصحفي الشهيد)

في لحظة واحدة فقد الفتى الفلسطيني، الغزي، فارس أبو جاسر، كل شيء، ليبقى وحيدًا وسط دمار حرب الإبادة على قطاع غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”

يكافح فارس بين الألم الجسدي والنفسي والشعور باليتم، ليواصل مسيرة والده، الصحفي، محمد أبو جاسر في نقل الحقيقة، الذي اغتالته طائرات حربية إسرائيلية في 20 تموز/ يوليو الماضي، وليبقى الصوت الفلسطيني حاضرًا رغم محاولات إسكاته.

فارس (14 عامًا) وجد نفسه الناجي الوحيد بين أفراد عائلته، بعد استشهاد والده والدته، وشقيقاته الثلاث (شهد 16 عامًا، وشام 7 أعوام، وبانة عام ونصف)، في قصف إسرائيلي مدمر استهدف منزل العائلة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

جسد مثخن بالجراح

يروي فارس، في تقرير لوكالة “الأناضول”، من على سرير المستشفى لتلقي العلاج، اللحظات الأولى بعد القصف الإسرائيلي بالقول: “كنت نائمًا واستيقظت فجأة على غبار ورائحة دم وبارود، لم أكن أعرف ماذا حدث”.

“مشهد الركام والدماء كان كابوسًا لا يمكن نسيانه. صرخت طالبًا النجدة وسط الظلام والدمار، وحين نظرت إلى الشقة المقابلة وجدت إضاءة وكشافات، صرخت أكثر ولم يكن هناك أي استجابة”.

وبعد وقت قصير، حضر ابن عم فارس لنجدته، لكنه لم يستطع ذلك جراء إصابته بكسر في قدمه، وذهب للاستنجاد بطواقم الإنقاذ التي حضرت إلى المكان.

حين وصل المسعف، كانت المهمة صعبة نتيجة الركام الذي كان يغطي جسد فارس الهزيل، والذي طلب إخراجه بسرعة لشدة الألم، لكنه لم يكن يستطيع الوقوف وكان يشعر بالدوار والغثيان.

ويضيف فارس: “كنت في شقة مقابلة، عائلتي كانوا جميعهم في شقة وأنا وابن عمي في الشقة الأخرى، والصاروخ استهدف الغرفة التي كانت فيها العائلة”.

و”تناثرت جثامين أفراد العائلة في الشارع من شدة القصف، وكان الجميع غارقين بدمائهم، في مشهد لا يوصف ولا ينسى”، والكلام للفتى فارس.

اليوم، يعيش فارس بأطراف مصابة وجروح عميقة، تم زراعة أسياخ بلاتين في قدمه، وأوتار يديه مقطعة، فلا يقدر على النوم إلا بجسد ثابت دون حركة حتى لا يشعر بالألم.

“أحيانًا لا أستطيع النوم إذ لا تستجيب المسكنات للآلام الشديدة التي أشعر بها”، يقول، فيما تغطي الحروق والشظايا جسده، مخلّفة آثارًا لا تمحى، بعد إصابته بحروق من الدرجة الثالثة.

الفقدان الأعظم

كانت الساعة الثالثة والنصف فجرًا حين فقد الفتى الغزي كل أفراد عائلته، “المنظر لا يوصف”، يروي فارس اللحظات التي اكتشف فيها أن أحبته قد تحولوا إلى أشلاء ملقاة خارج المنزل.

ويقول بصوت حزين: “أنا الناجي الوحيد، وأحمد الله على هذا الحال”.

قوة وصمود

ورغم المأساة، يظهر فارس قوة وصمودًا لا يوصفان، فهو يشعر بأن عائلته “سبقته إلى الجنة”. ومع ذلك، يبقى الألم النفسي حاضرًا بقوة، ويظهر ذلك في كلماته: “أحيانا أجلس وحدي وأبكي متحسرًا على ما حدث معي”.

وبعد الفاجعة، يعيش فارس في ظروف قاسية، كحال سكان شمال غزة الذين يعانون حصارًا أفقد الناس أبسط مقومات الحياة من طعام وشراب وأدوية.

يطمح بمتابعة مسيرة والده الشهيد

رغم كل ما حدث، يبقى فارس مصرًا على متابعة مسيرة والده الصحفي، فيقول: “أطمح أن أواصل مسيرة والدي، حيث كان يكشف الحقيقة وهذا سبب استهدافه، فكل من يحاول إيصال الحقيقة للعالم كان وعائلته هدفًا للاحتلال” الإسرائيلي.

ولم يفقد فارس والده ووالدته وشقيقاته فقط في هذه الحرب المدمرة، بل فقد أيضًا العديد من أقربائه، منهم 3 من أخواله وأحد أعمامه واثنان من أبناء عمه و3 خالات والعديد من أبناء عمومته.

شهادة أفضل

سعيد جاسر، جد فارس، يروي تفاصيل اللحظة التي قتل فيها نجله محمد وأسرته، باستهداف منزلهم في 20 يوليو الماضي، ويؤكد أن “التهمة الوحيدة لمحمد أنه صحفي”.

ويوضح الجد سعيد، لمراسل وكالة “الأناضول”، أن محمد كان يحمل في قلبه طموحات كبيرة، لكنه حصل على “شهادة أفضل، وهي الشهادة في سبيل الله”.

ويقول: “محمد كان رجلاً طموحصا وحاصلاً على درجة الماجستير برسالة عنوانها: “صورة إسرائيل في المواقع التركية الناطقة باللغة العربية”، وكان يطمح إلى الحصول على الدكتوراة”.

رغم الألم، يؤكد الوالد المكلوم بفقدان اثنين من أبنائه في هذه الحرب، أن مسيرة محمد لن تتوقف، وأن الصحفيين سيواصلون فضح جرائم إسرائيل في المحافل الدولية.

وحتى أمس الجمعة، قتلت إسرائيل 168 صحفيًا منذ بداية حربها على قطاع غزة، وفق أرقام رسمية فلسطينية.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *