قمة لدول أميركيّة جنوبية في البرازيل لإنقاذ الأمازون
“إزالة الغابات ليست مسؤولية دول الأمازون وحدها ويتحملها قطاع الصناعة الزراعية العالمي الذي يولّد أرباحًا لدول الشمال. تلك الصلات بأوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا يجب أن تكون جزءً من النقاش”.
تستضيف البرازيل، الأسبوع القادم، قمة إقليمية، وصفها تقرير لوكالة ” أ ف ب”، بأنها “عالية الرهانات” وسط مساعي قادة دول منطقة الأمازون لوضع خارطة طريق لإنقاذ أكبر غابة استوائية في العالم.
وسيكون الاجتماع الذي يضم الدول الثماني الأعضاء في منظمة معاهدة التعاون في منطقة الأمازون، الثلاثاء والأربعاء، في بيليم عاصمة ولاية بارا بمنطقة الأمازون، بمثابة مقدمة لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 30 الذي تستضيفه المدينة في 2025.
يشار إلى أن هذه أول قمة للمنظمة التي تأسست قبل 28 عامًا، في 2009.
ويقول تقرير للوكالة الفرنسية، السبت، إن الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا “يسعى للوفاء بتعهده بعودة البرازيل إلى معركة مكافحة التغير المناخي بعد تدمير متصاعد في الأمازون في عهد سلفه جايير بولسونارو”.
ومع مئات مليارات الاشجار الممتصة للكربون، تعد الأمازون سدّا رئيسيًا في وجه الاحترار المناخي العالمي.
غير أن العلماء يحذرون من أن إزالة الغابات تقربها بشكل خطر من “نقطة حرجة” تموت الأشجار من بعدها وتعيد إطلاق مخزوناتها من الكربون في الجو وما يترافق معها من تداعيات كارثية على المناخ.
البرازيل تضم 60 بالمئة من مساحة الأمازون
ارتفعت الانبعاثات الكربونية من الأمازون بنسبة 117 بالمئة في 2020 مقارنة بالمعدل السنوي للفترة من 2010 إلى 2018، وفق أحدث بيانات الباحثين في الوكالة الوطنية للفضاء البرازيلية.
ومن المتوقع أن يناقش القادة استراتيجيات لمحاربة إزالة الغابات والجريمة المنظمة والسعي للتنمية المستدامة للمنطقة التي تعدّ 50 مليون شخص، من بينهم مئات من الشعوب الأصلية التي تعد بالغة الأهمية لحماية الغابة.
وستختتم القمة بإعلان مشترك يُتوقع أن يكون “طموحًا” وأن تضع “جدول أعمال لإرشاد الدول في السنوات القادمة” بحسب المسؤولة في وزارة الخارجية البرازيلية، غيزيلا بادوفان.
يشار إلى أن “الدافع الرئيسي لإزالة الغابات” هو انتشار المزارع لتربية الماشية، ويفاقمها أيضًا مزيج من الفساد وقضم الأراضي والجريمة المنظمة التي تمتد براثنها إلى الاتجار غير الشرعي بالمخدرات والأسلحة والخشب والذهب.
وفي البرازيل، وهي أكبر دولة مصدرة في العالم للحم البقر والصويا، تسبب تدمير الغابات في خسارة نحو خُمس الغابة الاستوائية المطيرة.
لكن بعد ارتفاع بنسبة 75 بالمئة في المعدل السنوي لإزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية خلال عهد بولسونارو (2019-2022)، تظهر مؤشرات على تحسن.
فقد تراجعت إزالة الغابات من كانون الثاني/يناير لغاية تموز/يوليو بنسبة 42,5 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وقبيل القمة دعت أكثر من 50 مجموعة مدافعة عن البيئة حكومات دول الأمازون لتبني خطة “لمنع وصول الأمازون إلى نقطة اللاعودة”.
وتدعو العريضة التي نشرت في مرصد المناخ الدول للانضمام لتعهد البرازيل القضاء كليًا على إزالة الغابات بحلول 2030 وتعزيز حقوق السكان الأصليين وتبني “تدابير فاعلة لمحاربة الجرائم البيئية”.
إزالة الغابات مسؤولية قطاع الصناعة الزراعية العالمي
وشددت عالمة المناخ في جامعة أنتيوكيا في كولومبيا، باولا آرياس، على أن الماشية والمحاصيل التي يتم إنتاجها في الأمازون يتم تصديرها في أكثر الأحيان إلى الخارج.
وقالت إن إزالة الغابات “ليست مسؤولية دول الأمازون وحدها (بل) يتحملها قطاع الصناعة الزراعية العالمي الذي يولّد أرباحًا لدول الشمال. تلك الصلات بأوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا يجب أن تكون جزءً من النقاش”.
من المقرر أن يحضر القمة ستة رؤساء دول فيما تتمثل الإكوادور وسورينام على المستوى الوزاري.
ودعيت النروج وألمانيا، المساهمان الكبيران في صندوق الأمازون البرازيلي لحماية الغابات، إلى جانب فرنسا التي تضم جزءً من الأمازون من خلال أراضي غويانا الفرنسية.
كما دعت البرازيل أيضا إندونيسيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية اللتان تضمان غابات استوائية مطيرة للحضور.
المصدر: عرب 48