كميات هائلة وغير مسبوقة من الأسلحة الأميركية نُقلت لإسرائيل بالحرب الحالية
إدارة بايدن نقلت سرا أسلحة إلى إسرائيل في أكثر من مئة صفقة، منذ بداية الحرب، ومن خلال 140 طائرة شحن، وهي جزء من مئات الطائرات الأخرى، ولم تخضع لرقابة الكونغرس لأن مبالغ الصفقات كانت منخفضة نسبيا
قذائف من عيار 155 ملم أثناء نقلها لإسرائيل (سلاح الجو الأميركي)
تنقل الولايات المتحدة إلى إسرائيل كميات هائلة وغير مسبوقة من الذخيرة والأسلحة بكميات بقطار جوي دون توقف، منذ بدء الحرب على غزة قبل خمسة أشهر. وتنقل هذا الذخيرة والأسلحة الأميركية من قواعد عسكرية في الولايات المتحدة ومخازن أسلحة أميركية إستراتيجية في أنحاء العالم.
وذكرت صحيفتا “وول ستريت جورنال” و”واشنطن بوست”، أول من أمس، أن إدارة بايدن نقلت سرا أسلحة إلى إسرائيل في أكثر من مئة صفقة، منذ بداية الحرب. وشملت هذه الشحنات عشرات الآلاف من القذائف من عيار 155 ملم، عشرات آلاف أنظمة توجيه القنابل، صواريخ جو – أرض من طراز “هيلفايير”، طائرات مسيرة، ذخيرة لـ”القبة الحديدة” وأسلحة أخرى.
ولم تخضع هذه الصفقات لرقابة الكونغرس. وقال مشرعون أميركيون أحيطوا علما بشأنها، إن مبلغ كل صفقة كان منخفضا نسبيا، بحيث لم تكن هناك حاجة لتقديم تقارير إلى الكونغرس. لكن ما لم يكن بالإمكان إخفائه هو الحجم الهائل للقطار الجوي المحمل بالأسلحة إلى إسرائيل.
ووفقا لمواقع إلكترونية تراقب حركة الطائرات، فإنه منذ بداية الحرب على غزة والقتال مقابل حزب الله، هيطت في إسرائيل 140 طائرة شحن كبيرة، بينها أكثر من 70 طائراة شحن من طراز C-17 العملاقة، في إسرائيل، وخاصة في قاعدة “نيفاطيم” الجوية في جنوب إسرائيل. كما نُقلت ذخائر بواسطة سفن، وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الجمعة.
ونقلت الولايات المتحدة كميات ذخيرة وأسلحة إلى إسرائيل غي الأشهر الثلاثة الأولى للحرب أكثر من الشهرين التاليين. وشاركت في هذا النقل طائرات شحن تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي من طراز “هيركوليس” و”راميم”، وتم توثيق هبوطها في قواعد عسكرية أميركية في الولايات المتحدة وأوروبا. وجرى توثيق طائرة “بوينغ 747” للشحن تابعة لشركة “كال” الإسرائيلية أنها نفذت 30 رحلة جوية على الأقل بين قاعدة “دوفر” في الولايات المتحدة وقاعدة “نيفاطيم”، ولم تتراجع وتيرة تحليق هذه الطائرة في الشهرين الأخيرين.
كذلك نفذت طائرات 747 تابعة لشركات الشحن الجوي “ناشيونال إيرلاينز”، “ويسترن غلوبال”، “كلايتا” و”أطلاس”، أكثر من 30 رحلة جوية مستأجرة لصالح قيادة الشحن الأميركية، من قواعد “دوفر” و”تينكر” و”ماكفاير” إلى قاعدة “نيفاطيم”.
وهبطت في “نيفاطيم” 11 طائرة على الأقل أقلعت من مطار “ألكسندروبولي” اليوناني، الذي يستخدمه الجيش الأميركي لنقل ذخيرة وعتاد عسكري إلى دول في أوروبا الشرقية.
وتفيد مصادر علنية بأن طائرات 747 تابعة لشركة “ناشيونال إيرلاينز” و”كال” الإسرائيلية نفذت 11 رحلة جوية من القاعدة الإستراتيجية الأميركية في المحيط الهادئ في غوام، ومن قاعدتين أميركيتين في كوريا الجنوبية، وهبط بعضها في “نيفاطيم” وبعضها الآخر في مطار بن غوريون قرب تل أبيب.
ونقلت 70 طائرة شحن أخرى تابعة لـ”ناشيونال” وعشرين طائرة تابعة لشركة “سيلكفي” الأذربيجانية أسلحة وهبطت في مطاري بن غوريون و”رامون” قرب إيلات، محملة بشحنات كبيرة جرى نقلها من مدينة لييج البلجيكية ونيويورك وهونغ كونغ.
وهذا القطار الجزي إلى إسرائيل هو جزء وحسب من كميات الشحن الهائلة التي نفذتها الولايات المتحدة منذ بداية الحرب على غزة، وتم خلالها بواسطة مئات الطائرات العسكرية والمدنية نقل كميات هائلة من الذخيرة والعتاد والقوات إلى انحاء الشرق الأوسط، بدءا من اليونان وقبرص، ومرورا بالأردن والعراق والسعودية وقطر والبحرين، وحتى جيبوتي، حيث تتركز قوات دولية في محاول لمنع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
المصدر: عرب 48