كمين مدبر لحزب الله ردا على اغتيال قيادات ميدانية
تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن الهجوم المركب والمزدوج الذي نفذه حزب الله في عرب العرامشة كان كمينا مدبرا للرد على اغتيال قادة ميدانيين في الحزب، وسط توقعات بـ”رد من نوع مختلف” على الهجوم الذي أسفر عن إصابة 14 جنديا.
تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن “الهجوم المركب” الذي شنه حزب الله على أهداف في عرب العرامشة، في وقت سابق اليوم، الأربعاء، كان كمينا مدبرا للرد على اغتيال قيادات ميدانية في حزب الله اللبناني في إطار الهجمات التي شنها جيش الاحتلال على الجنوب اللبناني.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وأكد التحقيق الأولي الذي أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الهجوم الذي نفذه حزب الله تم بواسطة طائرتين مُسيّرتين مفخختين وصاروخين مضادين للدروع على أهداف تابعة للجيش الإسرائيلي للرد على “عمليتي الاغتيال اللتين وقعتا أمس في جنوب لبنان لقادة ميدانيين كبار في حزب الله”.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن حزب الله تمكن من جمع معلومات استخباراتية عن انتشار قوات الاحتلال في المنطقة الحدودية ونحج باستهداف موقعين في عرب العرامشة تواجد فيهما جنود احتياط بواسطة صاروخين مضادين للمدرعات، وأتبعهما بطائرتين مسيرتين مفخختين استهدفتا فرق الإنقاذ فشل جيش الاحتلال باعتراضهما.
وأسفر الهجوم المزدوج في عرب العرامشة عن إصابة 18 شخصا بينهم 14 جنديا في قوات الاحتياط التابعة لجيش الاحتلال، من بينهم “ستة مقاتلين بجروح بالغة (الخطورة)، في حين أصيب اثنان بجروح متوسطة، وستة آخرون بجروح طفيفة، وتم نقل المقاتلين لتلقي العلاج الطبي وتم إبلاع عائلاتهم”.
ووفقا للرواية الإسرائيلية، فإن حزب الله أراد الرد على اغتيال قيادات ميدانية، فأطلق صاروخين مضادين للدروع استهدف أحدهما المركز الجماهيري في عرب العرامشة والآخر مركبة في البلدة الحدودية؛ ولم يتم تفعيل صافرات الإنذار غير القادرة على تمييز تهديد الصواريخ المضادة للدروع.
ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن الصاروخين أطلقا من منطقة طيرحرفا؛ وبعد تحقيق الإصابات في الموقعين، شن حزب الله هجوما بواسطة طائرتين مسيرتين متفجرتين انفجرتا في الموقعين المستهدفين؛ بحسب ما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي. وأكدت أن الإصابات وقعت من جراء الصاروخين المضادين للدورع وكذلك انفجار المسيرتين المفخختين.
وأضاف التقرير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم المنطقة التي شهدت إطلاق الصاروخين المضادين للدورع في طيرحرفا، ورجّحت الإذاعة أن ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي المزيد من الغارات على أهداف لحزب الله في المنطقة؛ وسط توقعات بـ”رد من نوع مختلف” على الكمين المركب والمزدوج الذي نفذه حزب الله.
وحتى الآن، أعلن حزب الله، عن شن 8 هجمات على مواقع عسكرية للاحتلال خلال اليوم، غداة استشهاد 3 من عناصره في إطار تصعيد لافت المواجهة مع جيش الاحتلال. وقال الحزب، في سلسلة بيانات متلاحقة، إنه استهدف مواقع للاحتلال شملت تجهيزات تجسسية ووحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون وتجمعات لقوات إسرائيلية.
وأعلن حزب الله، في بيان، “شن هجوم مركب بصواريخ ومسيّرات على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة”. وأضاف أن عناصره “أصابوا المقر إصابة مباشرة، وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح”. وبعد الهجوم، صعدت إسرائيل من عملياتها العسكرية، حيث استهدفت قرى وبلدات في جنوب لبنان.
وكان الجيش الإسرائيلي قد ادعى أمس، الثلاثاء، “اغتيال” قائد في الوحدة الصاروخية لحزب الله بجنوب لبنان، وكذلك قائد منطقة الشاطئ في حزب الله، وقال إنه “اغتال بطائرة مسيرة في منطقة كفر دونين (قضاء بنت جبيل) محمد حسين مصطفى شحوري، قائد وحدة الصواريخ والقذائف بالقطاع الغربي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله”.
وادعى في بيانه أن شحوري “كان مسؤولا عن تخطيط وتنفيذ عمليات عديدة لإطلاق قذائف صاروخية نحو الأراضي الإسرائيلية من منطقة القطاع الأوسط والغربي في جنوب لبنان”. وأشار إله أنه “تم القضاء في الغارة نفسها على المدعو محمود إبراهيم فضل الله، وهو ناشط آخر في الوحدة الصاروخية لحزب الله”.
من جانبه، أعلن حزب الله في بيانين منفصلين استشهاد شحوري من بلدة الشهابية وفضل الله من بلدة عيناثا في الجنوب اللبناني، وقال إنهما “ارتقيا شهيدين على طريق القدس”، دون مزيد من التفاصيل حول هويتهما أو دورهما داخل هيكل الحزب ووحداته.
كما أعلن حزب الله، الثلاثاء، استشهاد عنصر آخر من عناصره وهو إسماعيل يوسف باز، بينما ادعى الجيش الإسرائيلي في بيان أن باز هو قائد منطقة الشاطئ في حزب الله، وزعم أنه “شارك في التخطيط لإطلاق صواريخ وقذائف مضادة للدبابات تجاه إسرائيل من المنطقة الساحلية في لبنان”.
المصدر: عرب 48