كيف تؤثر على 60 ألف مستوطن يحملون الجنسية الأميركية؟
باحثة إسرائيلية: “يوجد مواطنون أميركيون في أماكن متطرفة مثل الخليل وكريات أربع ويتسهار، وهذه أماكن مرتبطة بشكل كبير بالكهانية (نسبة للحاخام الفاشي مئير كهانا). فعندما كان كهانا على قيد الحياة كان هناك أميركيون يلحقونه إلى إسرائيل”
مستوطنة “أفرات” في الضفة الغربية (Getty Images)
من شأن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على حركة “أمانا” الاستيطانية أن تؤثر على حوالي 60 ألف مستوطن يحملون الجنسية الأميركية، وذلك لأن العقوبات تشمل بندا يقضي بتجميد كافة أملاكهم في الولايات المتحدة، كما تحظر العقوبات أن ينفذوا أعمالا تجارية مع الجهات التي تضع للعقوبات.
ووفقا لنصر مرسوم العقوبات الأميركية، فإن “المستوطنين والبؤر الاستيطانية على شكل مزارع التي تقيمها حركة أمانا، تلعب دورا كبيرا في تطوير مستوطنات في الضفة الغربية، وينطلق مستوطنون منها من أجل تنفيذ أعمال عنف (ضد الفلسطينيين). وعموما، أمانا تستخدم مزارع البؤر الاستيطانية بشكل إستراتيجي، وتدعمها بواسطة تمويلها ومنحها قروض وبناء بنية تحتية، من أجل توسيع مستوطنات والسيطرة على أراض”.
وأقامت حركة “أمانا” قسما كبيرا من المستوطنات في الضفة الغربية وبناء البيوت فيها وتأجير بيوت متنقلة، وأقامت شركة البناء “مباني بار أمانا” التي تقدم خدمات لآلاف المستوطنين، وبضمنهم مواطنون أميركيون، وهذه الشركة مذكورة بمرسوم العقوبات الأميركية، وستتأثر بالعقوبات عليها 83 مستوطنة، وفق تقرير نشرته صحيفة “ذي ماركر” اليوم، الثلاثاء.
وتعمل “أمانا” مع البنوك الإسرائيلية، وفي هذا الإطار ترهن أراض وعقارات مقابل البنوك، ومن الجائز أن توقف البنوك أنشطة “أمانا” التجارية هذه بشكل يوقف مشاريع بناء تقوم بتنفيذها في أعقاب العقوبات الأميركية، وفقا للتقرير.
وبموجب العقوبات الأميركية على “أمانا”، فإن العلاقات الاقتصادية مع شركة البناء “مباني بار أمانا” ستكون ممنوعة، وستتعرض الجهات التي تخرق هذه العقوبات لعقوبات هي الأخرى، وهذه الجهات لا تشمل مواطنين أميركيين فقط الذين يقيمون علاقات اقتصادية مع الشركة وإنما ستشمل مواطنين غير أميركيين أيضا.
ولا مفر أمام المؤسسات المالية الإسرائيلية – بنك إسرائيل وشركات بطاقات الاعتماد والبنوك نفسها – سوى الانصياع للعقوبات الأميركية وتطبيقها على من تُقرض عليه هذه العقوبات، ومنع الخدمات والمعاملات المصرفية عنهم أو استخدام بطاقات الاعتماد، كي لا يتضرر الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير.
ونقل التقرير عن الباحثة والمحاضرة في جامعة حيفا وفي “معهد سياسة الشعب اليهودي”، سارة ياعيل هيرشهورن، التي أجرت أبحاثا حول الأميركيين في المستوطنات في الضفة الغربية، قولها إنه “يوجد 60 ألف أميركي على الأقل يسكنون في الضفة، وعددهم أكبر إذا أضفنا المناطق التي تم ضمها للقدس، مثل (مستوطنتي) غيلو وراموت. وربما هذه التقديرات ناقصة وأن عددهم أكثر”.
وأضافت أن هؤلاء الأميركيين “اشتروا بيوتهم في الضفة عن طريق أمانا. وهم يتواجدون في جميع المستوطنات، لكن كثيرين جدا منهم موجودون في غوش عتصيون ومستوطنتي أفرات ونافيه دانييل، حيث الكثيرين من المستوطنين هناك من الناطقين بالإنجليزية”.
وتابعت هيرشهورن أنه “يوجد مواطنون أميركيون في أماكن متطرفة مثل الخليل وكريات أربع ويتسهار، وهذه أماكن مرتبطة بشكل كبير بالكهانية (نسبة للحاخام الفاشي مئير كهانا). فعندما كان كهانا على قيد الحياة كان هناك أميركيون يلحقونه إلى إسرائيل”.
وأفادت بأنه “توجد أدلة على وجود أميركيون – إسرائيليون في (التنظيم الاستيطاني الإرهابي) شبيبة التلال، لكننا لا نعلم كم منهم الذين جاؤوا من الولايات المتحدة إلى التلال أم أنهم ولدوا في البلاد ويحملون جنسيتين”.
وشددت هيرشهورن على أنه “أعتقد أن العقوبات لا تساعد ولا تردع إرهاب المستوطنين. فعقوبات غربية هي تشجيع وحسب على مواجهة القوى التي يعتبرونها كارهة لإسرائيل”.
المصدر: عرب 48