كيف حدثت انتكاسة مفاجئة في صفوف الحشاشين؟.. اتفاق بالقضاء عليهم – منوعات
معركة حامية دارت بين رجال حسن الصباح ورجال السلطان السلجوقي ملك شاه، خلال أحداث الحلقة 11 من مسلسل الحشاشين، إذ تمكن عدد قليل من فرسان السلاجقة اختراق قلعة آلموت، إلا أن بسالتهم لم تشفع لهم، وانتهت المعركة بانتصار رجال حسن الصباح عليهم بعد الإيقاع بعدد كبير من رجال ملك شاه وحرق معسكر السلجوقيين.
تصاعدت أحداث مسلسل الحشاشين، وحققت الحركة انتصارات عديدة في سبيل الدعوة لعقيدتهم الإسماعيلية، لكن حدثت انتكاسة مفاجئة لحركة الحشاشين، أشار إليها الكاتب الدكتور محمد عثمان الخشت في كتاب حركة الحشاشين، تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي، إذ أدى النفوذ المتزايد لحركة الحشاشين إلى شعور بركيارق ابن ملك شاه بالخطر يقترب من سلطته فعقد بركيارق اتفاقًا مع سنجر حاكم خراسان وغيره من حكام الولايات الإيرانية بما فيهم مناوئه السلطان محمد على ضرورة القضاء على حركة الحشاشين في جميع أرجاء إيران.
أمر بركيارق بقتل جميع أعضاء حركة الحشاشين وقاد حملة القتل بنفسه، حتى قتل كثير من الأبرياء، وكان ممن اتُهم باعتناق العقيدة الإسماعيلية وهي العقيدة الرسمية لحركة الحشاشين الفقيه الشهير الكيا الهراس الذي كان يدرس بالمدرسة النظامية، ولكن المستظهر بالله أرسل من يستخلصه فشهد له بصحة الاعتقاد وعلو الدرجة في العلم فأطلق سراحه.
شملت عملية القضاء على معتنقي العقيدة الإسماعيلية رجال السلطان نفسه وممن أمر بقتله منهم أحد رجاله البارزين أبي إبراهيم الأسداباذي، وكذلك الأمير محمد بن دشمنزريار بن علاء الدولة أب جعفر وقد استطاع الهرب في بداية حملة القتل فسار يوما وليلة وعندما طلع اليوم الثاني ضل الطريق دون أن يشعر فلم يدر إلا وهو وسط عسكر بركيارق فقتلوه.
ومن الأمراء الذين نشطوا للقضاء على أعضاء حركة الحشاشين الأمير جاولى سقاوو الذي كان يحكم المناطق التي بين رامهرمز وأرجان، وكان قد ضاق ذرعًا بعمليات الاغتيال وأخذ الأموال التي كان يقوم بها الحشاشون المستقرون في القلاع الموجودة بخوزستان وفارس فدبر لهم تدبيرا خفيا حيث اتفق مع جماعة من أصحابه أن يتظاهروا بالخروج عن طاعته فاختلقوا خلافا بينهم وبينه ثم فارقوه وقصدوا قلاع الحشاشين وتظاهروا باعتناق العقيدة الإسماعيلية وأقاموا معهم فترة حتى وثقوا بهم.
وبعدها تظاهر جاولي بأن أمراء بني برسق عازمون على خلعه والسيطرة على ولايته وأنه غير قادر على مقاومتهم، ولذلك فإنه عازم على ترك بلاده والتوجه إلى همذان فلما أظهر ذلك وتوجه إلى همذان اقترح أصحابه المدسوسون على الحشاشين أن يخرجوا إلى طريقه ويأخذوه وما معه من أموال فوافقوا فساروا إليه 300 من كبار رجالهم وزعمائهم فلما التقوا بدأ أصحاب جاولي بقتلهم حتى لم يفلت منهم سوى ثلاثة رجال صعدوا إلى الجبل هاربين وغنم جاولي وأصحابه ما معهم من دواب وسلاح وغير ذلك.
المصدر: اخبار الوطن