لا أهداف إسرائيلية يمكن تحقيقها بغزة
تقرير: مسؤولين في الإدارة الأميركية يقولون إنهم لم يروا حتى الآن خطة إسرائيل يمكنها أن تحقق “أهداف الحرب”، والأميركيون يفضلون قصفا جويا على غزة مع توغلات برية موضعية على اجتياح بري واسع
أوستن وغالانت في تل أبيب، 13 تشرين أول/أكتوبر الحالي (أ.ب.)
أوفدت الولايات المتحدة الجنرال جيمس غلين إلى إسرائيل، على رأس وفد يضم ضباطا أميركيين آخرين، بهدف “مساعدة إسرائيل على الاستعداد للقتال في منطقة مأهولة” في قطاع غزة، رغم ادعاء إدارة بايدن أن الولايات المتحدة لم تقُل لإسرائيل كيف عليها إدارة الحرب، لكنها تؤيد اجتياحا بريا، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” اليوم، الثلاثاء.
ويبدو إيفاد الجنرال غلين استمرارا لتقارير أفادت بأن الولايات المتحدة لا تعتمد على إسرائيل بما يتعلق بإدارة الحرب على غزة. وحسب الصحيفة الأميركية، فإن إدارة بايدن تخشى من أن إسرائيل ليس لديها أهدف يمكن تحقيقها في قطاع غزة، وأن الجيش الإسرائيلي ليس جاهزا لاجتياح بري بموجب خطة قابلة للتنفيذ.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إنهم لم يروا حتى الآن خطة إسرائيل يمكنها أن تحقق “أهداف الحرب” التي أعلنت عنها، بالقضاء على حماس وحكمها في غزة.
وأضافوا أن بايدن نفسه حذر خلال زيارته لتل أبيب، الأربعاء الماضي، من أن إسرائيل بحاجة إلى “أهداف واضحة وتقييم صادق لمسألة إذا كان المسار الذي تسير فيه سيحقق تلك الأهداف”. وأطلع بايدن خلال محادثة هاتفية مع نتنياهو، الليلة الماضية، على انتشار القوات الأميركية في الشرق الأوسط، حسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الإدارة الأميركية قولها إن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، شدد خلال محادثة هاتفية مع وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، على ضرورة دراسة حذرة لخطة اجتياح بري للقطاع.
وذكر أوستن خلال المحادثة مع غالانت صعوبة المعارك لتطهير مدينة الموصل العراقية من عناصر “داعش”، في العامين 2016 و2017، عندما كان أوستن قائدا للمنطقة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم).
وقال أوستن لشبكة ABC الأميركية، أول من أمس، إن “القتال في منطقة مأهولة صعب للغاية”، وادعى أنه شجع غالانت على أن تلتزم إسرائيل بقوانين الحرب. وقالت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن أوستن تحدث مع غالانت مرة أخرى، أمس، وشدد على أهمية حماية المدنيين. ويأتي ذلك فيما الجيش الإسرائيلي يستهدف المدنيين بالأساس وفيما غالبية الشهداء في قطاع غزة هم من الأطفال والنساء.
وتدعم الولايات المتحدة إسرائيل بشكل بالغ في حربها على غزة، من خلال إرسال كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، وطلب الرئيس الأميركي، جو بايدن، من الكونغرس المصادقة على مساعدات لها بمبلغ 14.3 مليار دولار.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن على إسرائيل أن تقرر إذا كانت تريد إسقاط حكم حماس بواسطة غارات جوية تتخللها توغلات موضعية أو اجتياح غزة بقوات المدرعات والمشاة. وأضافوا أن في كلا الحالتين ستكون خسائر كبيرة، لكن اجتياحا بريا لقوات كبيرة سيؤدي إلى مقتل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين والمدنيين الفلسطينيين.
وقالت الصحيفة أنه في البنتاغون يفضلون التوجه الأول، الذي اتبعه الجيش الأميركي في الموصل لتطهيرها من “داعش”، وليس التوجه الثاني الذي استخدمه الجيش الأميركي في احتلال مدينة الفلوجة العراقية، عام 2004.
المصدر: عرب 48