لا تجف مياهها على مدار 3000 عام.. سر البحيرة المٌقدسة في الأقصر – منوعات
تعتبر البحيرة المُقدسة سر من أسرار الحضارة المصرية القديمة، فهي البحيرة التي شُيدت في عهد الملك تٌحتمس الثالث قبل نحو 3000 عامًا في قلب معبد الكرنك بالأقصر، ولم تتبخر مياهها طوال تلك السنوات رغم عوامل الجو المختلفة وشمس الأقصر الحارقة، لتُصبح بذلك شاهدة على عظمة المصريين القدماء في البناء والتشييد.
تستخدم في الاغتسال والتطهير
للتعرف على سبب تسمية البحيرة بـ«المقدسة»، وما يحيط بها من أسرار وتساؤلات، قال الدكتور عماد مهدي، خبير الآثار، إن البحيرة كانت تُستخدم في الاغتسال والتطهير خلال مراسم الاحتفالات، وكان الكاهن الأكبر والملك أبرز من استخدموا مياهها للاغتسال قبل دخول غرفة قدس الأقداس، التي تعتبر أهم غرفة بالمعبد، مضيفًا: اغتسال الكهنة والشخصيات الدينية كانت السبب في تسميتها بالبحيرة المقدسة.
تبلغ مساحة البحيرة المقدسة حوالي 3200 متر، بطول 80 مترًا، وفقًا لما أضافه «المهدي» في تصريحات لـ«الوطن»، وتعتبر تلك البحيرة سرا من أسرار القدماء المصريين، نظرًا لعدم تبخر مياهها طوال 3000 عامًا منذ بنائها، رغم تعرضها لعوامل الجو المختلفة من بينها أشعة الشمس الحارقة التي تتسم بها مدينة الأقصر، فضلًا عن عدم تكون الطحالب أو الشوائب في مياهها رغم ركودها منذ آلاف السنوات: «من غرائب البحيرة أن منسوب المياه ثابت فيه لم يزد أو ينقص رغم مرور كل السنين دي».
عبقرية المصري القديم
برهنت البحيرة المقدسة على عبقرية المهندس المصري القديم، الذي نجح في تشييدها بالاعتماد على تقنية هندسية معينة، جعلت مياهها لا تجف رغم عوامل النحت والتبخر، بحسب تعبير خبير الآثار: «طريقة التشييد لاتزال مجهولة حتى الآن، وكان ذلك الغموض الذي يُحيط البحيرة سببًا في اعتقاد النساء، حتى مطلع ثمانينيات القرن الماضي، أنها مصدر للتبرك والعلاج من بعض الأمراض المستعصية كالعقم».
المصدر: اخبار الوطن